لطالما كان ​دييغو مارادونا​ نجماً على أرض المستطيل الأخضر منذ أن قدمته الكرة المستديرة اسطورة خطفت كل الأنظار سواء على صعيد الأندية أو المنتخب، لكنه في المقابل لم يتوان يوماً عن إثارة الجدل ليس بداية بتسجيله هدفاً بيده في مونديال 1986، وبالتأكيد ليس انتهاءً بتجرعه سُم عالم المافيا والمخدرات حين كان لاعباً في نابولي.

لكن مارادونا "بعد الإعتزال" لم يختلف كثيراً عما قبله لجهة اتخاذ قرارات غريبة في حياته لعل آخرها توليه رئاسة نادي دينامو بريست البيلاروسي لمدة ثلاثة أعوام، وذلك بعد إعلان الطلاق مع ​نادي الفجيرة الإماراتي​ إثر فشله في قيادة الفريق إلى دوري المحترفين.

من الواضح ان مارادونا لم يعُد يعرف ماذا يفعل في خضم كل الجبهات المفتوحة بينه وبين الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ونجم برشلونة ليونيل ميسي ووسائل الإعلام هناك، حتى عائلته لم تسلم من هذا التناقض وهو اتهم زوجته وابنتيه بسرقته وطالب بسجنهم قبل أشهر من الآن، لذلك فإن خطوة رئاسته لناد مغمور في بلد لا يعرف الإبداع على الصعيد الكروي، يمثّل حلقة أخرى من مسلسل السقوط لنجم كان في يوم من الأيام أيقونة الكرة المستديرة.

ربما تكون عودة المياه إلى مجاريها بينه وبين ​الإتحاد الدولي لكرة القدم​ منذ انتخاب ​جياني إنفانتينو​ رئيساً خلفاً لسيب بلاتر، هو الأمر الإيجابي الوحيد الذي يمكن استخلاصه من بين الكثير من السلبيات أو القرارات الخاطئة التي يقع فيها النجم الأرجنتيني في حياته المتعثرة أصلاً في كافة المجالات.

قد يرى البعض ان سعي مارادونا نحو تدريب أو ترؤس الأندية الصغيرة وغير المعروفة هدفه بناء تاريخ جديد لتلك الأندية بقيادة رجل يعرفه التاريخ جيداً، لكن دييغو لم ينجح حتى الآن في أي خطوة من الخطوات السابقة لا بل انه عرف فشلاً ذريعاً في بعض المحطات ومنها مع الفجيرة الإماراتي بعدما كانت كل الظروف مهيأة من أجل صعود الفريق لكن الأخير لم يحصد في نهاية المطاف سوى خيبة الأمل.

­يصح القول ان مارادونا يختار بلداً للعيش فيه ومن ثم يحاول اسقاط حياته الجديدة على كرة القدم سواء بالتدريب او القيام بنشاطات دعائية ليصل به الأمر لرئاسة ناد بيلاروسي، لكن في النهاية فإن تاريخ مارادونا لدى البعض توقف لدى قيادته ​منتخب الأرجنتين​ للفوز بكأس العالم 1986، اما ما تلا ذلك فهي مجرد صفحات لا قيمة لها لشخص آخر مختلف تماما عمًا عرفته ملاعب العالم من نجم أسر القلوب قبل العقول!.