يمكن القول ان مواجهة ​الكلاسيكو​ بين برشلونة و​ريال مدريد​ جاءت في وقت غير مناسب بالنسبة للكثيرين خاصة وانها اقيمت بعدما حسم ​الفريق الكاتالوني​ لقب ​الدوري الإسباني​ فيما كانت اهتمامات ​الميرينغي​ في مكان آخر خارج الحدود وتحديداً نهائي ​دوري أبطال أوروبا​.

لم تحمل مواجهة الكلاسيكو أمس بين ​البارشا​ و​الريال​ سوى اسمها بعدما غابت المنافسة الحقيقية بين الفريقين وهو أمر كان متوقعاً بعد تتويج ليونيل ميسي ورفاقه بالثنائية المحلية، في حين ان ​كريستيانو رونالدو​ ورفاقو استسلموا باكراً للحلم القاري عوضاً عن المضي قدماً في مقارعة برشلونة، مما يعني أن مباراة الغريمين التقليديين أتت في خارج السياق.

وبغض النظر عن المستوى الفني للمباراة والذي لم يختلف عن أي مواجهة سابقة بين الفريقين، إلا ان موقعة الكلاسيكو هذ المرة ربما جاءت خارج نطاق الإهتمام الفعلي بعدما حسم كل طرف خياراته منذ وقت مبكر وبالتالي انعكس هذا الأمر على الهدف الفعلي لتلك المباراة.

صحيح ان برشلونة اراد انهاء الموسم بدون خسارة في حين ان الريال سعى لتجنب خسارة أخرى هذا الموسم في الكلاسيكو أو رد اعتباره للسقوط في سانتياغو برنابيو، لكن هذا الأمر لم يمنح اللقاء الأهتمام عينه كما هو معهود في كل مواجهة تجمع ريال مدريد وبرشلونة.

لا يمكن القول ان مواجهة برشلونة وريال مدريد كانت أشبه بمباراة عادية في الدوري الإسباني، لكن في المقابل لا يستطيع أحد الإشارة الى ان مباراة الكلاسيكو أمس كانت حاسمة في تحديد بطل الدوري أو تقليص فارق النقاط بين الفريقين من أجل منافسة مستعرة فيما تبقى من جولات في الليغا، لذلك جاءت موقعة الأمس أشبه بتكملة العدد.

من الواضح ان هذا الأمر سيلقي بظلاله على مستقبل المنافسة في الليغا مستقبلاً، خاصة اذا ما استمرت الأمور على هذا المنوال بمعنى حسم أحد الفريقين اللقب قبل الكلاسيكو، وهذا سيؤثر بحد ذاته على أهمية المباراة في القادم من السنوات، لكن أحداً لا يمكنه الجزم ان أي من الغريمين التقليديين سيحافظ على الهوة مع الآخر قبل المواجهة في السنوات المقبلة، لذلك فإن الحكم على هذا اللقاء يأتي لوحده ودون ربطه بأي مواجهات قادمة.

يبقى القول ان مباراة برشلونة وريال مدريد ستبقى الأهم في العالم من ناحية الاسم والمكانة الذي تشكله بسبب نجوم كل فريق، لكنها ستزداد روعة من دون أدنى شك اذا ما اقيمت لاشعال المنافسة او حسم اللقب.