ربما هي اللوحة الأخيرة التي رسمها ​اندريس انييستا​ في نهائي ​كأس ملك إسبانيا​ بين برشلونة و​إشبيلية​ والتي انتهت بتتويجه باللقب الحادي والثلاثين في تاريخه مكللاً تاريخاً ناصعاً ومشرقاً بالإنجازات، وتاركاً لفراغ مخيف من الصعب على ​الفريق الكاتالوني​ تجاهله خلال الفترة المقبلة.

لم تعد الوجهة التي سيسلكها انييستا في الفترة المقبلة مهمة سواء كان رحيله إلى ​الدوري الصيني​ أو غيره، بقدر ما باتت الأسئلة وعلامات الاستفهام واضحة حول مرحلة ما بعد "الرسام" وفي حقبة مقبلة قد لا تكون سهلة على برشلونة على الرغم من إحرازه الثنائية المحلية هذا الموسم.

يدرك الكثيرون ان السنوات المقبلة ستحمل في طياتها غيوماً ملبّدة في ظل تقدم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في السن، ورحيل جيل من النجوم ممن قادوا النادي إلى المجد وتحقيق البطولات المحلية والقارية، لذلك فإن رحيل النجم المتوّج بكل الألقاب على صعيدي الأندية والمنتخب هو بمثابة الحلقة الأهم فيما هو قادم.

كانت لحظات الوداع صعبة حين خرج انييستا من أرض الملعب، وكان النجم الإسباني مدركاً كما غيره من الجماهير أهمية المرحلة المقبلة، تلك المرحلة التي ستفتقد فيها الكرة الإسبانية لأحد أهم صنّاع إنجازاتها العالمية والقارية، لذلك فإن كل الأسئلة على ما يمكن أن يحدث مستقبلاً لم تجد الإجابات الشافية أو الكاملة حتى الآن.

قد يأخذ البعض على انييستا عدم بقائه في برشلونة والعمل كمساعد أو مشرف على الفئات العمرية، الا انه اختار الدخول في تجربة مغايرة هدفها الكسب المادي بالطبع وليس الفني، لانه من المستغرب ان صاحب هدف الفوز بمونديال 2010 لم يودع البارشا من أجل الإعتزال انما لركوب قطار آخر.

ومع ذلك ستبقى الانجازات والألقاب التي حققها انييستا مع برشلونة و​المنتخب الاسباني​ محفورة بالأذهان، لكن في المقابل فإن كل مساهماته والدور الذي لعبه في تحقيق تلك البطولات لم تشفع له في الفوز بلقب ​الكرة الذهبية​ ولو لمرة واحدة في تاريخه مع انه كان الأحق بها أكثر من مرة.

لطالما أبهر انييستا الجماهير وأذهلهم بتمريراته وأهدافه الساحرة، لكن وكما كان هادئاً على أرض الملعب ونموذجاً للاعب الخلوق، فإنه برحل الآن مع قليل من الصخب وإن كان منسوب هذا الصخب سيرتفع بشكل هائل في محطته المقبلة والمرجح ان تكون في الصين.

من المقرر أن يعلن انييستا هذا الاسبوع عن وجهته المقبلة، لكن الأمل بألا تكون المرحلة القادمة شبيهة بتجربة زميله السابق ​تشافي​، وذلك من أجل تبقى الصورة الأخيرة مكتملة لنجم يصعب تكراره في المدى المنظور.