أصبح ريال ​مدريد​ على بعد خطوة من التأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعدما تجاوز يوفنتوس 3-0 في مباراة الذهاب التي استضافها ملعب يوفنتوس أرينا في مدينة ​تورينو​.

المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-1-2 مع ​بنزيما​ ورونالدو في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني ليوفنتوس ماسيميليانو ​أليغري​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ​ديبالا​ و​هيغواين​ في خط الهجوم.

الريال بدأ المباراة بقوة حيث حاول مباغتة ​اليوفي​ بهدف مبكر عبر تحركات رونالدو و​إيسكو​ في الجهة اليسرى وبالفعل نجح رونالدو في إعطاء الريال التقدم عند الدقيقة 3 لتصبح النتيجة 1-0 ويتغير كل السيناريو الذي أعده يوفنتوس للمباراة.

بعد الهدف، انتقل يوفنتوس للعب بالضغط العالي مع التحرك في وسط الملعب ومحاولة خلق المساحات في دفاعات الريال عبر تحركات ديبالا في العمق وتركيز على الجهة اليمنى في ظل تقدم الجناح ​ساندرو​ والظهير أسامواه لكن الريال عرف كيف يمتص فورة اليوفي تلك فعاد وهدأ من إيقاع اللعب قليلا حيث كان ناجحا عبر التوليفة الموجودة في خط الوسط من السيطرة مع دور هام لإيسكو في ربط ثلاثي خط الوسط بثنائي خط الهجوم مع تحركات يمينا ويسارا حيث اقتضت الحاجة.

​​​​​​​

محاولات يوفنتوس الهجومية استمرت بنفس الطريقة، سعي من ديبالا لعب في العمق وتحركات ل​كوستا​ وساندرو من الأطراف لدخول منطقة جزاء الريال وإيجاد هيغواين أمام مرمى الريال الذي عرف كيف ينظم صفوفه الدفاعية مع توازن واضح بين الأسلوبين الهجومي والدفاعي حيث كان يتقدم للهجوم كما العادة مع الأظهرة لكن في ظل عودة سريعة بعد خسارة الكرة ما منع اليوفي من الحصول على أية فرص هجومية واضحة باستثناء واحدة لهيغواين من كرة ثابتة.

الأمور كانت تدور بين الفريقين، هجمة من هنا وهجمة من هناك في ظل عدم قدرة اليوفي على فرض إيقاعه وإجبار الريال للتراجع رغم التقدم الواضح في آخر 10 دقائق من الشوط الأول للأمام حيث كثرت التحركات من دون كرة في وسط ملعب الريال وزادت الكرات العرضية عبر كوستا وساندرو لكن دفاع الريال عرف كيف يتعامل مع تلك الكرات لينتهي الشوط الأول بتقدم الريال 1-0.

​​​​​​​

بداية الشوط الثاني كانت سريعة، حيث حاول كلا الفريقين تسريع إيقاع اللعب ما أعطى كلاهما بعض المساحات في أول 5 دقائق لكن الريال بعدها عاد أكثر للخلف من أجل تضييق المساحات الدفاعية في ظل استمرار اليوفي بنفس الأسلوب، تحركات من الأطراف مع مساندة من الأظهرة وضرب في عمق دفاعات الريال عبر ديبالا وهيغواين لكن الأمور كانت صعبة في ظل انتشار الدفاع الجيد من قبل الريال وترابط الخطوط الثلاث بين بعضها البعض. الريال لم يكتف بلعب الدور الدفاعي بل استمر بالتحرك الهجومي مع إخراج زيدان لبنزيما وإدخال ​فاسكيز​ لتنشيط الشق الهجومي واستغلال المساحات التي بدأت تظهر في دفاعات اليوفي وهو ما حصل فعلا عبر هدف أكروباتي رائع للريال عبر رونالدو عزز به تقدم فريقه 2-0 عند الدقيقة 64.

بعد الهدف، تلقى اليوفي ضربة قاضية بطرد ديبالا ليلعب الفريق بعشرة لاعبين. أليغري حاول إصلاح ما يمكن إصلاحه فأدخل ​ماتويدي​ مكان كوستا و​ماندزوكيتش​ مكان أسامواه ليتحول للعب ب3-4-2 لكن الأمور فعليا قد انتهت حيث لم يقدر اليوفي على مجاراة الريال أبدا في ظل النقص العددي للفريق لتهدأ المباراة مع تحكم تام للريال بمجريات اللعب وإيقاع المباراة رغم إدخال أليغري لكوادرادو مكان ​سامي خضيرة​ لإعطاء سرعة أكثر للفريق غير أن الريال عزز تقدمه بهدف ثالث أنهى المواجهة تماما عبر ​مارسيلو​ الظهير المتقدم للأمام.

الدقائق الأخيرة من المباراة لم تشهد أي شيئ غير دخول أسينسيو مكان إيسكو و​كوفاسيتش​ مكان مودريتش في ظل ضمان الريال للفوز مع عدم قدرة يوفنتوس فعليا على إبداء أية ردة فعل مع النقص العددي.

​​​​​​​

اليوفي خسر منذ البداية معركة وسط الملعب حيث أثبت زيدان مجددا قدراته التكتيكية العالية في اختيار التشكيلة والتوازن الذي لعب به ولا شك بأن الهدف المبكر جعل الفريق مرتاحا أكثر ووضع الضغوط على اليوفي دون نسيان تألق رونالدو الدائم في المواعيد الكبرى مع هدف سيبقى عالقا لفترة طويلة في أذهان محبي كرة القدم.