تنتظر جماهير كرة القدم شهر حزيران القادم بفارغ الصبر لمتابعة ​كأس العالم لكرة القدم​ الذي انتقل من قارة اميركا الجنوبية الى القارة العجوز اي اوروبا . المنتخبات المتأهلة عُرفت، والمجموعات قسِّمت واصبحة كافة المنتخبات تعرف منافسيها في الدور الاول من البطولة، وبدأت ملامح المتأهلين للدور المقبل تلوح في الافق. الا انه وقبل كل استحقاق، تبقى فرص الفوز باللقب محصورة ببعض المنتخبات ذات الصيت والباع الطويل في عالم الكرة المستديرة، واخرى اعتادت على التواجد في اكبر المحافل الكروية ويشقع بها تاريخها. وكباقي البطولات، لدى ​مونديال روسيا 2018​ مرشحين فوق العادة للفوز باللقب، وقد تحدث عنهم الكاتب توماس مكلروي في مقال خاص فيه لصحيفة "​ذا صن​" البريطانية في ما يلي ترجمته:

لن تنسى ​البرازيل​ ولا جماهيرها الخسارة المذلة التي تلقوها من المانيا في نصف نهائي مونديال 2014 بنتيجة 7 - 1 واعتُبرت تلك النتيجة نكسة للكرة البرازيلية وللمدرب انذاك لويس فيليبي سكولاري . لكن بلاد السامبا انتظرت 4 سنوات لتحقق نوعا ما الانتقام الذاتي بعد ان هزمت المانيا 1 - 0 في برلين بقيادة المدرب تيتي وبغياب ​نيمار​ ايضا . البعض قال انها فقط مباراة ودية لكنها ابعد من ذلك بكثير، فقد كسرت حاجز الخوف الذي كان لدى البرازيليين لجهة عدم قدرتهم على استيعاب النكسة الكبيرة، لا بل اظهروا كيف تطوروا منذ اربع سنوات حتى الان .

وبعد اجراء استفتاء سريع، تبين ان المانيا والبرازيل هما الاكثر ترشيحا للفوز بالمونديال في روسيا 2018، انما بعد لقاءات اسبوع "​الفيفا​"، ظهرت اسماء غيرهما قاردة على تحقيق نتيجة جيدة على الاراضي الروسية .

اظهرتالبرازيل انها قادرة على هزم المانشافت من دون نيمار، وقد وضع البرازيليون الشك في عقول الالمان،ما دفع اللاعب ​طوني كروس​ متوسط ميدان ​ريال مدريد​ و​المنتخب الالماني​ للسؤال: هل نحن بنفس الجودة للفوز باللقب مرة جديدة ؟

من ناحية اخرى، وضع بطل نسخة عام 2010 اي ​المنتخب الاسباني​، نفسه ضمن المرشحين الاقوياء للفوز باللقب بعد الفوز الكاسح على ​الارجنتين​ بتيجة 6 - 1 ليكون ضمن المرشحينالثلاثةالاوفر حظا لنيل اللقب. وقال ​دييغو كوستا​ بعد اللقاء، انه على الجميع مخافة ​اسبانيا​ لانها لديها اللاعبون الجيدون والمدرب الجيد لاعادة اللقب الى مدريد مرة جديدة بعد 8 سنوات. اما من ناحية الارجنتين التي تعتبر ايضا من المرشحين فإن عيبها هو الاعتماد الكبير على ليونيل ميسي نجم برشلونة، الذي قاد وحدهبلاده الى النهائيات ولكنه غاب عن مواجهة اسبانيا وحصلت الكارثة، وهذا ما يؤخذ على"الالبا سيليستي" على هذا الصعيد، لكن مع ميسي كل شيء متاح وانظروا ماذا فعل في لقاء ​اشبيلية​ بعد دخوله كاحتياطي، حيث منح التعادل لفريقه الذي كان نتيجةً ولعباً امام ​الفريق الاندلسي​ .

الفريقان الاوروبيان الاخران اللذان يدخل اسميهما ضمن المرشحين، هما ​فرنسا​ وبلجيكا . فرنسا كان لديها مبارتين في اسبوع "الفيفا" فخسرت امام ​كولومبيا​ وفازت على روسيا، والخسارة امام ​الفريق الاميركي​ الجنوبي تجعل من رجال المدرب ديشان خارج المنافسة الحقيقية لكنهم ما زالوا هناك .

بلجيكا من ناحيتها، تمتلك كل شيء لتكون منتخبا ناجحا. الاسماء موجودة،والنجوم موجودة،المدرب ممتاز، والنتائج جيدة حتى الان: 9 انتصارات في التصفياتوتعادل، كما فازت خلال اسبوع "الفيفا" على ​السعودية​ 4 - 0 . لكن التعادل في تشرين الاول الماضي امام المكسيك 3 - 3 جعل نجم المنتخب ​دي بروين​ ينتقد تكتيك المدرب ​مارتينيز​، ويقول ان لا خطط في ​منتخب بلجيكا​، وانهم يعتمدون على انفسهم . مثل هذه المشاكل قد تطيح ببلجيكا من المونديال، لكن الوقت فقط سيوضح لنا ما هو مصير رفاق ​لوكاكو​ .

اما ​انكلترا​، فهي تتخبط منذ ​يورو 2016​ ولم ينفع تولي ​الاردايس​ الامور، فحطّ ساوثغايت، وحدد اللاعبين الدوليين وليس هناك من تشكيلة او خطة ثابتة في ​منتخب الاسود الثلاث​. تعادل في 3 مناسبات امام المانيا والبرازيل وايطاليا لكن المدرب اشرك، في كل لقاء، تشكيلة ولاعبين مختلفين، لذا فإن عدم الثبات قد يجعل من ​المونديال الروسي​ مجرد تجربة لقادم المواعيد .

رولان حبيقة