حسم برشلونة الإسباني تأهله إلى الدور الربع النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وذلك عندما فاز على ​تشيلسي​ الإنكليزي 3-0 في مباراة الإياب التي استضافها ملعب الكامب نو في مدينة برشلونة.

المدير الفني لبرشلونة ​إرنستو فالفيردي​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ميسي و​سواريز​ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لتشيلسي أنطونيو ​كونتي​ بالرسم التكتيكي 3-4-2-1 مع ​أوليفييه جيرو​ كرأس حربة صريح.

برشلونة بدأ المباراة بنفس هجومي واضح مع استحواذ على الكرة وسعي لتسجيل هدف مبكر وهو ما حصل فعلا عبر ليونيل ميسي عند الدقيقة الثالثة ما وضع برشلونة في موقف فعلي جيد.

بعد الهدف، تقدم تشيلسي للأمام واعتمد على الضغط العالي ما أزعج البرسا كثيرا في الصعود بالكرة وجعله يعتمد على الكرات الطولية التي كانت سهلة للاعبي تشيلسي مع دور مميز لكانتي في استرداد الكرات بوسط الملعب. أسلوب تشيلسي الهجومي اعتمد على تحركات من ويليان في الجهة اليسرى ونشاط من ألونسو في الجهة اليمنى في ظل دخول من ​هازارد​ للعمق.

محاولات تشيلسي كانت جادة لكنها افتقدت للمسة الأخيرة.

مشكلة تشيلسي كانت في عدم دخول ​فابريغاس​ بأجواء اللقاء وهو تسبب في الهدف الثاني بشكل مباشر والذي سجله ديمبلي عند الدقيقة 20 عبر ​عثمان ديمبلي​ والذي كان عكس مجرى اللعب. بعد الهدف الثاني تلقى تشيلسي صدمة معنوية، ما جعل البرسا يعود ويتحكم بإيقاع اللعب مع سيطرة تامة على خط الوسط ودور مميز لثنائي الإرتكاز بوسكيتش وراكيتيتش في افتكاك الكرات والمساعدة ببناء اللعب المنظم من الخلف مع عودة تشيلسي إلى الدفاع من منتصف الملعب وهو ما سمح للبرسا باللعب بأريحية تامة مع بقاء ميسي وسواريز نشطين في الخط الأمامي حيث حصل الفريق .

الدقائق الأخيرة من الشوط الأول شهدت عودة تشيلسي للنشاط الهجومي مع محاولة الفريق الإختراق من العمق والإعتماد على جيرو كنقطة ارتكاز في عمق دفاعات البرسا لكن جيرو كان يخسر معظم الكرات ما جعل هجمات تشيلسي غير خطرة باستثناء ركلة حرة أصاب بها ألونسو قائم البرسا ومعها انتهى الشوط الأول 2-0 لمصلحة برشلونة.

الشوط الثاني بدأه تشيلسي بنفس الطريقة الهجومية مع تحرك من ألونسو النشط للغاية هجوميا والذي استغل اندفاع ديمبلي في بعض الأحيان إلى الأمام وبقاء ويليان نشط أيضا يسارا مع العودة للضغط العالي في ظل تراجع البرسا لامتصاص فورة تشيلسي الهجومية.

فالفيردي أجرى تبديله الأول بإخراج ​إنييستا​ وإدخال ​باولينيو​ لكن بوسكيتش سرعان ما انصاب ليدخل ​غوميز​ مكانه ويلعب في الجهة اليسرى مع عودة باولينيو لوسط الملعب جنب راكيتيتش ما أعطى البرسا الكثير من التوازن مجددا. وفي ظل سعي تشيلسي لتسجيل هدف تقليص الفارق، كان لميسي رأي آخر حيث سجل هدفا ثالثا عند الدقيقة 63 أنهى به المباراة عمليا. كونتي حاول التدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إخراج ​موسيس​ وجيرو مع إدخال زاباكوستا و​موراتا​ فيما أدخل ​فيدال​ مكان ديمبلي. كونتي هدف إلى تغيير شكل الفريق لكن المشكلة كانت بأن المباراة قد انتهت فعليا حيث هدأ إيقاع اللعب في هذه المباراة لتصبح الأمور تحصيل حاصل ما جعل كونتي يسحب في آخر عشر دقائق هازارد ويدخل ​بيدرو​ ليبقى تشيلسي متحركا في الشق الهجومي إنما من دون خطورة حقيقية بينما كان برشلونة متحكما بشكل تام بإيقاع اللعب ويدرك بأن الأمر مجرد تمرير للوقت لتنتهي بعدها المباراة بفوز كبير لبرشلونة 3-0.

وإذا ما أردنا تلخيص هذه المباراة، يمكن القول بأن تشيلسي حاول قدر المستطاع لكن المشكلة كانت في عدم الفعالية الهجومية خاصة ان جيرو لم يقم بواجبه كرأس حربة في عمق دفاعات البرسا بينما لم يكن هازارد موفقا وافتقد للعب الجماعي مع زملاءه حيث لم يقم بمساندة لا ويليان يسارا ولا ألونسو يمينا وهذا ما أثر كثيرا على الشكل الهجومي بجانب غياب الفعالية في اللمسة الأخيرة وهذا ما أثر خاصة في ظل فريق قوي مثل البرسا الذي لا يمنح أي خصم له فرصا كثيرة.