خرج مانشستر يونايتد الإنكليزي من الدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا عقب خسارته على أرضه وبين جماهيره بنتيجة 2-1 أمام ​إشبيلية الإسباني​ بعد التعادل السلبي ذهابا.

المدير الفني لإشبيلية الإيطالي فيتشينزو ​مونتيلا​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​مورييل​ كرأس حربة صريح، بينما لعب المدير الفني لمانشستر يونايتد البرتغالي ​جوزيه مورينيو​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ​لوكاكو​ كرأس حربة صريح.

حاول اليونايتد بدء المباراة بشكل منظم مع تشغيل طرفي الملعب عبر ​لينغارد​ و​راشفورد​ وخروج لوكاكو من العمق لخلق المساحة ل​سانشيز​ القادم من الخلف،الى جانب اعتماد الدفاع الضاغط على حامل الكرة عند إشبيلية الذي سعى لبناء اللعب المنظم من الخلف عبر كرات قصيرة ومع أي تجاوز للضغط العالي بالكرة، كان اليونايتد يعود للخلف من أجل إغلاق المنطقة الدفاعية ثم العودة مجددا إلى الأمام للعب الهجومي.

هذه الاستراتيجية جعلت إشبيلية يفرض أسلوبه شيئا فشيئا في وسط الملعب، حيث أصبح ضغط اليونايتد بلا فعالية ليعود لدفاع المنتصف ويعتمد كرات طولية نحو الأطراف.

وظهر تنظيم عال لدى الفريق الاسباني، مع خط وسط نشيط مع عكس كرات عرضية، لكن الإستلام بعمق دفاعات اليونايتد كان أمرا صعبا على رأس الحربة موريل، ما جعل اللعب محصورا في وسط الملعب لفترة من الوقت.

وبعد مرور نصف ساعة، حاول اليونايتد تسريع الإيقاع مع تحرك أكثر من راشفورد ولينغارد واعتماد الكرات الساقطة خلف دفاعات إشبيلية، لكنها كانت محاولات غير مثمرة رغم تقدم انطونيو ​فالنسيا​ كثيرا في الجهة اليمنى لفرض الزيادة العددية.

قرب الخطوط من بعضها والنزعة الدفاعية شكلت عنوان الشوط الاول، ولم يحصل أي من الفريقين على مساحات لبناء اللعب المرتد، ما جعل الكرات مقطوعة في معظم الأحيان لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

إيقاع المباراة بدا أسرع في بداية الشوط الثاني مع هجمة من هنا واخرى من هناك، حيث بدت المساحات تظهر نوعا ما، خاصة في العمق الدفاعي نتيجة تقدم لاعبي وسط الإرتكاز أكثر للأمام.

رباعي المقدمة عند اليونايتد: لينغارد، راشفورد، سانشيز ولوكاكو حاولوا دائما التحرك وخلق المساحات خلف دفاعات إشبيلية، على عكس الفريق الأندلسي الذي كان يهاجم بعدد أكبر من اللاعبين مع دور مهم لفاسكيز في ربط اللعب الهجومي وتنظيم الأسلوب الهجومي وتنويعه عبر الأطراف، مع تقدم دائم للأظهرة إلى الأمام لكن الإستلام في عمق دفاع اليونايتد بقي صعبا.

مورينيو أجرى تبديله الأول حيث أخرج ​فيلايني​ وأدخل ​بوغبا​ لتنشيط خط الوسط هجوميا. المشكلة الأساسية لدى اليونايتد كانت في عدم القدرة على فرض أسلوبه واللعب بشخصية الفريق الأقوى والأكثر خبرة مع بطء أيضا في صناعة اللعب الهجومي، فيما بدا إشبيلية غير خائف أبدا من الإمساك بالكرة وأخذ المبادرة بشكل دائم مع تقدم بكثافة للأمام والعودة بشكل سريع بعد خسارة الكرة دون إعطاء أي مساحات للاعبي اليونايتد، وهنا لا بد من الإشادة بدور لاعبي الإرتكاز ​بانيغا​ ونزونزي في تغطية تقدم الظهيرين ​ميركادو​ وإسكوديرو.

مونتيلا دفع بورقته الرابحة حيث استعان برأس الحربة بن يدير مكان موريل، وقد استغل الاول سرعته للتحرك بعمق دفاعات اليونايتد وسجل هدفين متتاليين عند الدقيقتين 74 و78 ما كان بمثابة الصدمة لليونايتد الذي احتاج لبعض الوقت من استيعاب ما حصل.

​​​​​​​

رد مورينيو بادخال ماتا و​مارسيال​ مكان لينغارد وفالنسيا مع الإندفاع أكثر نحو الهجوم واللعب بثلاثة مدافعين بخطة 3-4-3، وهو نجح بالفعل في تسجيل هدف تقليص الفارق عبر لوكاكو عند الدقيقة 83.

اليونايتد اندفع كثيرا للأمام واعتمد على الكرات الطولية لكن إشبيلية كان فعلا رائع في امتصاص فورة الشياطين الحمر عبر هدوء في وسط الملعب وترابط رائع بين الخطوط بجانب لعب الكرة السهلة الممتنعة وسهولة الوصول بالهجمة المرتدة إلى مرمى ​دي خيا​، ليكون مورينيو عاجزا عن القيام بأي شيئ مع فرض الفريق الأندلسي لأسلوبه خلال اللقاء ما أثمر فوزا مستحقا لإشبيلية.