إنتهت الإختبارات الشتوية للفورمولا 1 والتي إستمرت على مدى 8 أيام أقيمت على جزأين وجرت على ​حلبة برشلونة​ في ​إسبانيا​. الجزء الأول أعاقه الطقس السيئ حيث أن درجات الحرارة كانت منخفضة جدًا وفي يوم كان هناك ثلوج على الحلبة! لكن في الجزء الثاني كان الطقس جاف وسمح للفرق بتطبيق أجنداتها الإختبارية. وإستغلت الفرق هذه الإختبارات من أجل التأقلم مع سياراتها الجديدة التي ستخوض بها موسم الفورمولا 1 المقبل الذي سيبدأ في 23 الشهر في جائزة ​أستراليا​ الكبرى.

في هذا المقال سأشرح عن مدى تقارب فرق ​مرسيدس​ و​فيراري​ ورد بُل من بعضها. وتجدر الإشارة الى أن أي فريق آخر ليس لديه أي أمل لا من بعيد أو من قريب للمنافسة على اللقب.

في حال لم تكن متابع يومي للفورمولا 1 ونظرت فقط للنتيجة النهائية لأسرع الأوقات المسجلة في الإختبارات فستتفاجأ من هذا العنوان. لماذا؟ لأن سائق فريق فيراري ​سيباستيان فيتيل​ قد سجل أسرع وقت وهو 1:17.182 دقيقة في اليوم السابع على إطارHypersoft. أما أسرع وقت سجله فريق رد بُل فهو من خلال سائقه ​دانيال ريكياردو​ وهو1:18.047 دقيقة على إطار Hypersoft. أما أسرع وقت سجله سائق لمرسيدس السائق ​لويس هاميلتون​ وهو 1:18.400 على إطار Ultrasoft. فإذًا حسب هذه الأرقام أسرع سيارة هي فيراري ومن ثم رد بُل ومن ثم مرسيدس.

لكن الأمور ليست بهذه البساطة، وهي نادرًا ما تكون في الفورمولا 1. أولاً فيراري ورد بُل سجّلا وقتيهما على إطار Hypersoft الذي هو أسرع من ناحية تصميمه ما بين 7 أعشار الى 1.2 ثانية من إطار Ultrasoft الذي إعتمدته مرسيدس.

ثانيًا لا نعلم كمية الوقود التي كانت داخل السيارات، وكلما زادت الكمية كلما زاد وزن السيارة وبطأت سرعتها.

ثالثُا لا نعلم كم من القوة كانت الفرق تستخرج من محركاتها، وتجدر الإشارة الى أنه هناك 3 محركات تتنافس هنا وهي فيراري ورينو (رد بُل) ومرسيدس.

بعد هذا الشرح القصير، هناك أمر وحيد سيقضّ مضجع فيراري ورد بُل، وهذا الأمر الوحيد الذي يمكن مقارنة الثلاث فرق من خلاله، وهو أوقاتها المسجلة في الجولات الطويلة التي تستمر على الأقل ل30 لفة متواصلة. هنا أظهرت لنا الأرقام أن مرسيدس أسرع من فيراري ورد بُل بثانية كاملة في اللفة على إطار Medium!

هذا يعني أن مرسيدس لديها تماسك أفضل على المنعطفات فهي تتمكن من دخول المنعطف والخروج منه بسرعة أكبر من فيراري ورد بُل. وهذا الأمر يعود الى تصميمها الأيروديناكي الأفضل بالرغم من أن رد بُل تدعي أن هيكلها هو الأفضل حاليًا. هكذا فارق كبير لا يمكن تعويضه خلال الموسم، إذ إن الفورمولا 1 ليست مثل كرة القدم حيث أنه عليك إستقدام لاعبين أو ثلاث جدد وتغيّر الخطة وتتحسّن الأمور بشكل سريع. تعويض فارق ثانية في الفورمولا 1 يتطلّب أكثر من 6 أشهر من العمل، وحين ستلحق رد بُل وفيراري بمرسيدس سيكون الآوان قد فات بالأصل وستكون الفرق قد نقلت تركيزها الى تصميم سيارات موسم 2019.

من جهته نفى سائق مرسيدس ​فالتيري بوتاس​ أن تكون سيارته أسرع بثانية عن فيراري ور دبُل واكّد أنه على فريقه العمل بقوة كي يتمكن من الفوز باللقب.

بعد 8 أيام إختبارات كل خبراء الفورمولا 1 اتفقوا على أن مرسيدس هي الأسرع، وفي المركز الثاني تأتي رد بُل وفيراري تراجعت الى المركز الثالث مقارنةً بالموسم الماضي.

الآن علينا أن ننتظر السباق الأول بعد 12 يوم لنتأكد فعليًا ما هي حقيقة الأمور.