في خضم كل الإنتقادات التي طالت ​باريس سان جيرمان​ منذ قدوم البرازيلي ​نيمار​ قادماً من برشلونة مقابل مبلغ قياسي بلغ 222 مليون يورو، إلا أن إصابة ابن الخامسة والعشرين كان لها وَقْع الصدمة على عشاق كرة القدم في مختلف أرجاء العالم لكون اللاعب سيبتعد مدة قد تزيد عن الشهرين وهو ما قد يهدد مشاركته في ​مونديال روسيا​ الحدث الكروي الأبرز هذا الصيف.

صحيح ان الفريق الباريسي لم يسلم حتى الآن من غضب جماهير برشلونة بعد رحيل اللاعب، وصحيح أيضاً ان بي أس جي وضع نفسه في دائرة الخطر لما يسمى بقانون ​اللعب المالي النظيف​، إلا أن احداً لم يكن يتمنى أن تكون نهاية نيمار بهذا الشكل في موسمه الأول في البارك دي برنس.

لكن في المقابل فإن غياب نيمار عن فريقه ربما يشكل "كرة ثلج" لمزيد من الأزمات التي قد يعاني منها باريس سان جيرمان وفي مقدمتها تبدد حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا والذي من أجله تم التعاقد مع البرازيلي خاصة وأن رجال المدرب ​أوناي إيمري​ سيخوضون مباراة إياب ثمن النهائي أمام ​ريال مدريد​ يوم الثلاثاء المقبل وهم متأخرون بثلاثة أهداف مقابل واحد هي حصيلة نتيجة مباراة الذهاب في ​سانتياغو برنابيو​ وبحضور نيمار.

أضف إلى ذلك أن خطر غياب نيمار قد لا يتوقف عند المسابقة الأوروبية بل ربما يتعداه للمسابقات المحلية، لأن باريس سان جيرمان مدعو لخوض نهائي ​كأس رابطة الأندية​ الفرنسية في 31 من هذا الشهر أمام خصم عنيد هو ​موناكو​ الذي يتخلف عنه بفارق 14 نقطة في الدوري مع وجود 11 مرحلة متبقية وهو رصيد غير كاف لسان جيرمان من أجل حسم الدوري، في حين انه بلغ نصف نهائي ​كأس فرنسا​ مما قد يزيد من مصاعب الهيمنة على المسابقات المحلية في ظل تلك النكسة.

جماهير برشلونة، زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد، ​ليوناردو جارديم​ مدرب موناكو، انخل ​دي ماريا​ و​ادينسون كافاني​ زميلا نيمار في الفريق الباريسي كلهم مستفيدون من غياب اللاعب البرازيلي وإن كان الجميع يرفض التعبير علناً عن هذا الأمر، لكن في الواقع فإن هذه الإصابة ستسير من دون أدنى شك في مصلحة هؤلاء.

هي نكسة كبيرة لباريس سان جيرمان ولحلم صُرفت من أجله مئات الملايين، لكنها في المقابل هي كارثة للاعب تحدى الجميع من أجل صنع مجد شخصي لا يشاركه فيه أحد فإذا به ينتهي مستسلماً لإرادة إلهية وعملية جراحية ستجعله من دون شك يتابع حفل ​الكرة الذهبية​ عبر شاشات التلفزة!.