يمكن القول ان مباريات ذهاب الدور الـ16 من ​دوري أبطال أوروبا​، قدمت صورة واضحة لما يمكن أن تحمله مباريات الإياب وهوية الفرق التي ستبلغ دور الثمانية، لكنها في الواقع أفرزت الكثير من المعطيات حول الفرق التي ستحصد بطاقة التأهل أو تلك التي ستودع المسابقة.

ومما لا شك فيه فإن الفرق الإنكليزية التي أبهرت الجميع هذا العام بتأهل خمسة فرق إلى دور الستة عشر، قد تتابع تألقها بعدد أقل نوعاً ما عطفاً على النتائج التي تحققت في مباريات الذهاب ومن منطلق المعيار الفني الذي قدمته تلك الفرق في الاسبوعين الماضيين وما أظهرته من قدرة على متابعة المشوار.

وإذا كان كل مانشستر سيتي وليفربول قد قطعا أكثر من نصف المشوار بفوزهما الكبير على بازل و​بورتو​ توالياً، وعودة ​توتنهام هوتسبير​ ومانشستر يونايتد بالتعادل أمام اليوفي و​اشبيلية​، فإن مهمة تشلسي تبدو محفوفة بالمخاطر في الكامب نو أمام برشلونة على الرغم من الاداء الجيد الذي قدمه في مباراة الذهاب والتي انتهت بهدف لمثله.

لكن على أرض الواقع تبدو كفة برشلونة هي الأرجح دون أي شك مع عدم استبعاد نتيجة مفاجئة من البلوز أو أخرى "ثقيلة" من جانب ​الفريق الكاتالوني​ الساعي بكل قوة للعودة الى منصة التتويج الأوروبية مع انه يدرك ما يحمله تاريخ المواجهات السابقة بين الفريقين وعدم قدرة البارشا على هزيمة تشيلسي في المباريات الثماني الأخيرة بينهما.

وبموازاة كل ذلك تطل الكرة الإيطالية على ربع النهائي من نافذة ضيّقة بعد تعادل يوفنتوس وضيفه توتنهام بهدفين لكل منهما وخسارة روما أمام ​شاختار​ بهدفين لواحد، وهو ما قد يعطي أفضلية واضحة في مباراة الاياب للفريق الإنكليزي والأوكراني، وسيشكل خيبة أمل اذا ما صدقت لتوقعات بخروج كل من اليوفي وفريق العاصمة من هذا الدور.

لم تخذل مباريات الذهاب الفرقالإنكليزية والتي لم يخسر أي منها، لكن عبورها الى ادوار أخرى متقدمة مرهون بما ستسفر عنه ​قرعة ربع النهائي​، بمعنى ان مانشستر سيتي وليفربول لن يستطيعا تسجيل أربعة أو خمسة أهداف أمام منافس قوي قد يكون برشلونة، ريال مدريد أو ​بايرن ميونيخ​، وعليه فإن الفرق الإنكليزية ستقطع الخطوة تلو الأخرى في المراحل المقبلة من دوري أبطال أوروبا دون التفكير بما هو أبعد مسبقاً.

أما بالنسبة ليوفنتوس وروما، فإنهما مطالبان بحفظ ماء وجه الكرة الايطالية في مرحلة الإياب وتقديم المستوى الذي يقلب الطاولة على كل من توتنهام وشاختار أملا في ان تبقى ضمن بوتقة الكبار كما فعل يوفنتوس بتأهله الى النهائي مرتين في السنوات الأخيرة.