من الواضح ان ​كريستيانو رونالدو​كان بحاجة ماسة إلى مباراة بحجم ​باريس سان جيرمان​ في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا من أجل إطلاق العنان لغريزة "رد الإعتبار" بعد موسم مخيب للآمال مع ​ريال مدريد​ في المنافسات المحلية سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي مع ​الميرينغي​.

لطالما أظهر رونالدو قمة توهجه في المنافسات القارية، لذلك لم يكن مستغرباً على البرتغالي أن يكرر هذا السيناريو في ​سانتياغو برنابيو​ حين تمكن من تسجيل هدفين من ثلاث وهو ما ساهم بمنح ​الفريق الملكي​ أفضلية العبور الى ربع النهائي قبل مواجهة الإياب في البارك دي برانس.

ومما لا شك فيه ان كريستيانو رونالدو كان يدرك جيداً ان مباراة باريس سان جيرمان هي خير مناسبة من أجل العودة والرد على كل الإنتقادات التي طالته في الآونة الأخيرة والتي نالت من مسيرة عريقة وحافلة بالإنجازات الفردية والجماعية لدرجة دفعت البعض لمطالبته بالاعتزال أو الرحيل عن الريال.

ولأن "الدون" بات يعرف "مزاج" جماهير الريال جيداً من خلال الخبرة التي اكتسبها عبر سنوات وجوده في البرنابيو، فإن اللقاء أمام الفريق الباريسي شكّل مفترق طريق لمسيرته مع الميرينغي وهو أدرك أن أي فشل في تلك المواجهة ستضعه في صدام مع جماهير الفريق التي ضاقت ذرعاً بمستويات الكثير من اللاعبين ومن بينهم ​كريم بنزيما​.

كل تلك المعطيات كانت كافية بالنسبة لكريستيانو رونالدو من أجل تنفيذ خطة "انقلاب" في البطولة المفضلة لديه، فكانت النتيجة تحقيق فوز مقنع على خصم جاء إلى البرنابيو سعياَ وراء انتصار سيكون له وقعْه في أرجاء القلعة البيضاء ويتيح له العبور نحو المجد المفقود حتى الآن.

ليس جديداً القول ان رونالدو هو الرئة التي يتنفس منها الريال، وهذا ما أثبته البرتغالي مرة أخرى أمام باريس سان جيرمان يوم الاربعاء الماضي، فحين يحضر الدون يحضر الريال مع العلم ان كريستيانو بات رجل المناسبات الكبيرة وهو ما شاهدناه في الموسم الماضي أمام ​بايرن ميونيخ​ ويوفنتوس.

​​​​​​​

قد لا يستفيد ريال مدريد كثيراً من عودة رونالدو على الصعيد المحلي بسبب الفارق الكبير مع غريمه التقليدي برشلونة متصدر الدوري الإسباني، لكن من الواضح ان تلك العودة تشكّل رسالة "مقلقة" لكل خصوم الريال في دوري أبطال أوروبا في حال سارت الأمور على ما يرام ودون مفاجآت في مباراة الإياب في السادس من الشهر المقبل.

أراد كريستانو رونالدو القول مرة أخرى انه عندما تفتح الستارة على "المسرح الكبير" فإنه النجم الأول حتى لو كان هذا المسرح يضم نجوماً بحجم ​نيمار​، أدينسون ​كافاني​ وكليان مبابي!.