تعتبر لعبة كرة اليد من الألعاب الجماعية التي غابت عن الضوء الإعلامي في السنين الأخيرة. ولذلك، أحبت صحيفة السبورت الإلكترونية الإضاءة على واقع هذه اللعبة الحالي عبر الحديث مع رئيس ​الإتحاد اللبناني لكرة اليد​ ​عبدالله عاشور​.

يرى عاشور بأن اللعبة تسير في خطى سليمة حيث سيطلق الإتحاد بطولات موسم 2018 في شهري آذار ونيسان للدرجتين الاولى والثانية مع بطولة السيدات والذي يتحضر منتخب السيدات للسفر إلى الأردن والمشاركة في ​بطولة غرب آسيا​. للأسف، المشكلة أن الأندية ليست بنفس همة الإتحاد ولا تواكب الطريقة التي يعمل بها الإتحاد حيث يقف العائق المادي أمامها كما أن المستوى الفني للأندية ليس عاليا وهذا يعود بالطبع إلى الوضع الإقتصادي السيئ للبلد بجانب غياب الدعم الحكومي والبلدي وحتى القطاع الخاص الممثل بالشركات لا يلتفت إلا ما ندر إلى هذه اللعبة. وقال عاشور بأن الإتحاد دوره أن ينظم بطولات والاندية هي عليها أن تبني نفسها بنفسها وهو أي الإتحاد لا يستطيع أن يقوم بدوره ودور الأندية بنفس الوقت، للأسف لا يوجد إستراتيجية واضحة من قبل الأندية للعمل عليها وعلى الرغم من المشاكل المالية، لكن يجب أن يكون هناك تخطيط ولو بالحد الأدنى من أجب بناء النادي وفق أسس سليمة للعبة كرة اليد بدءا من فرق البراعم وصولا إلى الفريق الأول.

عاشور اعتبر بأن الإعلام لا ينقل واقع اللعبة كما هو ويصور الأمر كأن الإتحاد لا يعمل أو أنه مقصر باداء واجباته، لكن الإتحاد يقوم بكل ما يقدر عليه وفق إمكاناته المادية فيحرص على المشاركة الخارجية رغم عدم إمكانية التحضير وخوض المعسكرات لأن صندوق الإتحاد شبه فارغ فوزارة الشباب والرياضة تساعد قدر المستطاع لكن كي يتم تطوير المستوى الفني وبناء منتخبات وطنية قوية يجب أن يكون هناك أموال لاستثمارها وفق خطط فنية واضحة وهذا للأسف غير موجود كما أن الدعم للأندية غائب فمثلا البلديات بدل أن تساعد الأندية الواقعة ضمن نطاقها تعمل على فرض الضرائب والإشتركات السنوية وهذا يزيد العبء على كاهل الأندية.

ولا يبد عاشور خوفه على مستقبل اللعبة فكرة اليد مرت بطلعات ونزلات خاصة بعد حرب تموز حيث تعرضت اللعبة لضربات كبيرة منها تدمير مقر نادي الصداقة ومقر الإتحاد لكن اللعبة نفضت عنها الغبار وعادت. لا شك بأن اللعبة اليوم تحتاج إلى الأموال وهو ما يحاول الإتحاد تأمينه عبر بعض الرعاة والأشخاص المحبين للعبة بجانب مساعدة الوزارة السنوية لكن الأهم هو إشتراكات الأندية والتي سيسعى الإتحاد لتحصيلها قبل انطلاق بطولاته لأنها من حقه وهو مضطر لفعل ذلك من أجل الإستمرار في القيام بنشاطه.

وأشار عاشور إلى أن الإتحاد اتجه مؤخرا إلى العنصر النسائي حيث أطلق بطولة لبنان للسيدات وفعل المنتخب الوطني للسيدات كم فتح المجال أمام أندية المدارس والجامعات والشركات الخاصة في المشاركة بنشاط الإتحاد من خلال بطولات الدرجات الدنيا و​كأس لبنان​ تشجيعا منه على نشر اللعبة أكثر فأكثر كما أنه يبرز مواهب جديدة صغيرة قادرة في حال توفر لها الظروف اللازمة أن تكون مستقبل لعبة كرة اليد في السنوات المقبلة.