بعد فوز ​مان سيتي​ بخماسية كاملة على بطل انكلترا السابق نادي ليستر سيتي وخسارة المان يونايتد امام نيوكاسل الذي يعاني للهروب من مراكز قاع الترتيب، توسع الفارق من جديد في صدارة البريمرليغ ليصل الى 16 نقطة وهذا فارق كبير في بطولة معروفة بالمنافسة القوية واحتدامها حتى الاسابيع الاخيرة من البطولة . الا ان السيتي لا يرحم هذا الموسم، فهو يضرب بالاربعة والخمسة، وحين لا يكون في يومه يسجل هدفين ويفوز وهو لم يتلق سوى هزيمة واحدة في البطولة هذا الموسم اتت على يد ليفربول 4 - 3 وقد سجل 3 اهداف في اللقاء مما جعله ماكينة تهديف لا تتوقف . هذه السيطرة المطلقة اذا استطعنا القول، تعود لعدة اسباب في ما يلي ابرزها:

1 - الاموال التي دفعت : صرف مان سيتي الكثير من الاموال انما في الامكنة الصحيحة . فقد كان الفريق الموسم الماضي يعاني في حراسة المرمى فتعاقد مع حارس ممتاز هو البرازيلي ايدرسون . وعانى ايضا في الدفاع فاستعان بدانيلو من الريال، ولا بورت من بلباو، وميندي من موناكو، ووالكر من توتنهام . بالتاكيد دفع الكثير لتعزيز هذا الخط لكن عندما يكون وسطك وهجومك ممتازين فلا باس ان تدفع كثيراً لتحمي ظهرك . اما الاخرين مثل يونايتد مثلا، فدفع الكثير لجلب لوكاكو وسانشيز وبوغبا انما بقيت النتائج الباهرة غائبة او شبه غائبة . كما ان هناك ​تشيلسي​ حامل اللقب الذي اصطاد موراتا وزاباكوستا لكن الامور لم تتحسن بالنسبة الى فريق المدرب كونتي.

2 – تغيّر تفكير ​غوارديولا​: الموسم الماضي كان غوارديولا مصمما على فكره الكروي ونهجه، اي الاحتفاظ بالكرة وتناقلها بين اللاعبين وحرمانها للخصم، لكن هذه الميزة لا تنفع مع الفرق الانكليزية القادرة على احداث المفاجأى في اي لحظة، فنرى في اجيان كثيرة متذيل الترتيب يقهر المتصدر لذا خسر كل شيء في اول موسم . اما في موسمه الثاني، فبات يملك اللاعبين القادرين على الحفاظ على الكرة ونقلها الى الهجوم بسرعة البرق، فلا ننسى سرعة كايل والكر الهائلة وموهبة دي بروين وسيلفا ونجاعة اغويرو التهديفية كل ذلك ساعد الاسباني على تطبيق مفهومه الكروي .

3 – لا نقاط ضائعة: اعتمد السيتي هذا الموسم استراتيجية عدم اضاعة النقاط، فهو تعادل مع ايفرتون وخسر من ليفربول، ولكنه حصد الفوز تلو الآخر حتى حطم الارقام، فالكل خسر مع السيتي من البلوز الى توتنهام الى اليونايتد وصولا الى ليفربول ذهابا، الكل يعني الكل . المفارقة ان اليونايتد يخسر من نيوكاسل وتشيلسي يسقط امام واتفورد و​ارسنال​ يخسر من سوانسي وكذلك ​الريدز​ ليفربول، وهذا ما ساهم في توسيع الهوة بين السيتي والآخرين، ويشرح سبب سرعة زحف رجال المدرب غوارديولا نحو اللقب .

4 - تألق كل النجوم : كل مباريات السيتي شهدت تألق معظم نجومه، ولم تؤذ الاصابات مسيرة الفريق هذا الموسم . مثلا حين غاب سيلفا، كان دي بروين والبدلاء كلهم جاهزون لتعويضه، وكذلك حين يصاب لاعب اخر الجميع يتاهب للعب دوره على اكمل وجه، على عكس بقية الاندية. ففي تشيلسي مثلا اصيب موراتا فاضطر كونتي لتغيير طريقة لعبه كونه ليس لديه البديل المناسب، وهناك ايضا في توتنهام حيث غاب كاين فتراجعت نتائج الفريق وهو يحاول التعويض متاخرا، كما في اليونايتد غاب بوغبا فغابت النتائج. فقط السيتي لم يتاثر بغياب لاعبيه وهذا ما يبرر الفارق الكبير .

السيتي في طريقه لاحراز اللقب والجميع يتصارع على الوصافة والمراكز المؤهلة لدوري ابطال اوروبا للموسم المقبل، لكن هذا الموسم من المنطقي القول: مبروك للسيتي وهنئيا للكرة الانكليزية بطلها الجديد .