قلة هم اللاعبون الذين يعاقبون على إنجاز حققوه مع أنديتهم بدلاً من نيلهم المكافأة، هذا هو حال ​رياض محرز​ نجم ​ليستر سيتي​ الذي يعيش فترة صعبة بعدما رفض ناديه انتقاله في الصيف الماضي كما في فترة الإنتقالات الشتوية، على الرغم من عرض مجزٍ تقدم به مانشستر سيتي متصدر ​الدوري الإنكليزي​ لضم اللاعب الجزائري.

لم يقدم ليستر سيتي لمحرز مكافأة قيادته الثعالب للفوز بلقب الدوري الإنكليزي قبل موسمين، لا بل انه قابل دعوته للمغادرة بإقفال الباب أمامه ووضعه موضوع "السجين الهارب" بعدما أعلن اللاعب تمرده ورفضه المشاركة في التدريبات ومباريات فريقه.

من الواضح ان قضية محرز باتت واحدة من أهم القضايا في تاريخ الكرة الإنكليزية، لكن في المقابل فإن مشكلة الجزائري باتت تطرح الكثير من علامات الإستفهام حول عقود اللاعبين وطريقة تحكم الأندية بلاعبيها من منطلق انتظار عروض مغرية تمهد للإفراج عنهم.

ومما لا شك فيه ان رياض محرز كان يدرك ان الفترة الحالية هي الأفضل له من أجل الظفر بعرض انتقال الى نادٍ كبير خاصة وانه يبلغ السادسة والعشرين ويعيش في فترة فنية مميزة جسدت عصارة تألقه في منافسات الدوري الممتاز، لذلك فإن تمرده الحالي ربما يعبر عن حركة إحتجاج على قرار عدم السماح له بالانتقال الى مانشستر سيتي.

قد تعيدنا حالة رياض محرز إلى ما فعله فيليب ​كوتينيو​ في ليفربول قبل انتقاله إلى برشلونة، وايمريك بيار ​أوباميانغ​ مع بوروسيا دورتموند قبل الرحيل إلى أرسنال، لكن في المقابل فإن الفارق بين تلك الحالات هو السماح لكل من كوتينيو وأوباميانغ بالرحيل، في حين بقي محرز سجيناً لعقده مع ليستر سيتي.

لا يمكن السير بمبدأ تمرد كل لاعب يرفض ناديه السماح له بالمغادرة، لكن في المقابل لا يمكن فهم تصرف ليستر سيتي مع لاعبه خاصة وانه لمس رغبته بالانتقال منذ الصيف الماضي واستمر في تعنته حتى الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الشتوية.

من الطبيعي أن يشعر رياض محرز بالغبن في ليستر خاصة وانه يشاهد الكثير من النجوم العرب وفي مقدمتهم ​محمد صلاح​ سُمح لهم بالانتقال إلى أندية أخرى وهم يبدعون ويتألقون مع أنديتهم الجديدة، فيما هو يجلس حبيس رغبة مسؤولي ناديه بالاحتفاظ به لا لشيء، إنما من اجل استدراج عروض مغرية تعود بالفائدة على خزينة النادي.

يبقى القول ان العرض الذي تقدمت به رابطة الاندية الإنكليزية للتوسط بين اللاعب وناديه يؤكد وجود مشكلة كبيرة بين الطرفين، لكن من الواضح ان الحل الأمثل لمحرز سيكون بتكملة الموسم مع فريقه ومن ثم الخوض مجددا في مغامرة الانتقال في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة عله يجد العرض المناسب الذي يشفي غليل طموحاته.