حقق ​أتلتيكو مدريد​ فوزا هاما على ​فالنسيا​ 1-0 ضمن مباريات الجولة الثانية والعشرين ضمن الدوري الإسباني لكرة القدم والتي استضافها ملعب الواندا ميتروبوليتانو في العاصمة مدريد. المدير الفني لأتلتيكو مدريد ​دييغو سيميوني​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي ​كوستا​ وغريزمان في الخط الأمامي كما لعب المدير الفني لفالنسيا ​مارسيلينو​ بالرسم التكتيكي نفسه 4-4-2 مع زازا و​سانتي مينا​ في خط الهجوم.

المباراة بدأت بمحاولة من أتلتيكو مدريد لضغط الهجومي مع سعي إلى بناء اللعب من الخلف وتحركات من ​كاراسكو​ في الجهة اليسرى مع ضغط عالي على لاعبي فالنسيا لاسترداد الكرة بشكل سريع. هذه الفورة من أتلتيكو جعلت فالنسيا يتراجع للخلف في ظل تمركز دفاعي بالثلث الأخير وتكتل مع تقارب بين الخطوط لمحاولة احتواء ضغط أتليتيكو الهجومي في ظل معاناته بالصعود بالكرة من الخلف ما أجبره على لعب الكرات الطويلة التي كانتصيدا سهلا للاعبي أتلتيكو.

وبعد حوالي 10 دقائق، تحسن فالنسيا في ظل تغيير أتلتيكو لطريقته الدفاعية والتحول من الدفاع الضاغظ إلى الدفاع من منتصف الملعب ليحاول الفريق أخذ المبادرة الهجومية والبدء بالصعود إلى الأمام لكن تنظيم أتلتيكو في وسط الملعب سمح له بالبقاء كالفريق الأفضل من ناحية الإستحواذ ما جعل فالنسيا يرتد مجددا للخلف.

تنظيم فالنسيا الدفاعي كان واضحا مع ترابط بين الخطوط الثلاث وحسن انتشار في وسط ملعبه ليلجأ أتلتيكو إلى التسديد البعيد والكرات العرضية من الجهتين اليسرى واليمنى عبر كاراسكو وكوريا لكن فالنسيا لم يشأ التكتل في الخلف وحاول بدوره لعب الكرات الهجومية وبشكل غير عشوائي مع تركيز على طرفي الملعب وتقدم الظهيرين فيزو وغايا للمساندة الهجومية غير أن أتلتيكو كان أيضا يتراجع إلى الخلف وبتنظيم دفاعي عالي ما جعل المباراة محصورة نوعا ما في وسط الملعب وبعيدة عن كلا المرميين.

سيميوني أجرى تبديلا إضطراريا بخروج قلب دفاعه ​سافيتش​ مصابا وحل مكانه ​خيمينيز​ ليكون بعدها أتلتيكو الفريق الأكثر خطورة والأكثر إصرارا غير أن فالنسيا عرف كيف يحتوي تحركات الأتلتيكو الهجومية عبر حماية مناطقه الدفاعية والعودة السريعة إلى الخلف بعد خسارة الكرة لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

الشوط الثاني بدأه أتلتيكو بنفس هجومي مع السيطرة على الكرة ومحاولة لعب كرات طولية لغريزمان وكوستا في عمق دفاعات فالنسيا لكن الأخير كان يعرف كيف يتعامل مع تلك الكرات. تبديل آخر اضطراري أجراه سيميوني مع إخراج ​غودين​ المصاب ودخول خوان فران مكانه. محاولات أتلتيكو الهجومية سواء بلعب الكرات القصيرة في العمق أو فتح عرض الملعب وعكس الكرات العرضية أثمرت عن هدف سجله كوريا في الدقيقة 59 ليعلن عن تقدم فريقه 1-0.

بعدها قام سيميوني بتبديله الأخير بإخراج الجناح كاراسكو وإدخال لاعب الوسط غابي مع تحول ​ساؤول​ للعب في الجهة اليسرى فيما قام مارسيلينو مدرب فالنسيا بتبديلين فأخرج الجناح الأيسر لاتو مدخلا رودريغو كما أخرج الجناح الأيمن ​ماكسيموفيتش​ مدخلا سولير.

الهدف من وراء هذه التبديلات كان تفعيل العمل الهجومي عبر الأطراف ومحاولة إيجاد زازا ومينا في عمق منطقة جزاء الأتليتيكو. فالنسيا بدا الفريق الأفضل من ناحية الإستحواذ في ظل انكفاء دفاعي متوقع من أتليتيكو واعتماده على اللعب المرتد السريع في عمق دفاع فالنسيا الذي عانى كثيرا في اختراق دفاعات الأتلتيكو المنظمة رغم التنويع الهجومي الذي قام به سواء بالعرضيات أو بالكرات القصيرة ليكون الإستحواذ على الكرة ومحاصرة الأتلتيكو في مناطقه الخلفية غير فعال من ناحية الفرص وتهديد مرمى الحارس اوبلاك.

في المقابل، اعتمد المدريديون على لعب الكرات المرتدة ومحاولة تبطيئ إيقاع اللعب قدر الإمكان عبر تبادل الكرات في وسط الملعب لكسر إيقاع لعب فالنسيا وتخفيف الضغط الهجومي عن دفاع الفريق ليقوم فالنسيا بالضغط العالي على حامل الكرة عند أتلتيكو في محاولة لافتكاكها واعادة تنظيم اللعب الهجومي لكن على الرغم من الكثافة العددية داخل منطقة جزاء أتلتيكو إلا أن الفريق عانى في استلام الكرات بسهولة داخل مناطق الفريق المدريدي الذي عرف كيف يصمد دفاعيا بتنظيم جيد والأهم كان الطريقة التي تعامل بها مع الهجمة المرتدة حيث كانت فقط لكسر ريتم اللعب وتمرير الوقت مع إجبار لاعبي فالنسيا على العودة للخلف ليحسم رجال سيميوني المباراة لمصلحتهم واحد – صفر.

أحمد علاء الدين