سارت فترة الانتقالات الشتوية هذا الموسم في منحى مختلف في ​انكلترا​، ففي الوقت الذي كانت فيه أندية القسم الادنى من الترتيب تستحوذ عادة على الجزء الأكبر من الصفقات في هذه فترة الانتقالات لتفادي الهبوط، كان الوضع مغايراً هذه المرة مع سيطرة الستة الكبار(مانشستر سيتي ويونايتد و​أرسنال​ وتشلسي و​توتنهام​ وليفربول) على أبرز التعاقدات التي ناهزت النصف مليار دولار.

وبدا واضحاً ان الهدف من هذا الإجراء ينقسم إلى قسمين أولهما محاولة إيقاف قطار ​السيتي​ الذي يغرد وحيداً في الصدارة بفارق 15 نقطة عن اقرب ملاحقيه، والثاني محاولة حجز مقعد في ​دوري أبطال أوروبا​ الموسم المقبل اذ لا يفصل بين صاحب المركز الثاني مانشستر يونايتد وصاحب المركز السادس أرسنال سوى تسع نقاط فقط مع تبقي 13 مرحلة على نهاية الدوري.

وفي الوقت الذي اكتفى فيه السيتي بضم الفرنسي إيمريك لابورت من ​أتلتيك بلباو​ الاسباني، سعت بقية الاندية لسد الثغرات، فتعاقد ليفربول مع الهولندي ​فيرجيل فان دايك​ من ​ساوثمبتون​، وارسنال مع الغابوني بيار إيمريك أوباميانغ من بوروسيا دورتموند الالماني والأرميني ​هنريك مخيتاريان​، فيما ضم مانشستر يونايتد التشيلي أليكسيس سانشيز من أرسنال،بينما تعاقد تشيلسي مع ثلاثة لاعبين هم الفرنسي ​أوليفييه جيرو​ من أرسنال ​روس باركلي​ من إيفرتون والبرازيلي-الإيطالي ايمرسون بالمييري من ​روما الإيطالي​، كما تعاقد توتنهام هوتسبير مع البرازيلي لوكاس مورا من باريس سان جرمان الفرنسي.

لا يمكن الجزم من الآن بقدرة تلك الاندية على تحقيق مبتغاها خلال الفترة المقبلة خاصة وان المرحلة الأولى من ​الدوري الإنكليزي​ التي اقيمت بعد تلك الانتقالات، لم تكن مشجعة لأن السيتي تابع مسيرته في حين سقط كل من اليونايتد وتشيلسي وأرسنال الأمر الذي منح رجال المدرب بيب غوارديولا خطوة إضافية نحو مسيرة الفوز باللقب.

ربما تكون المعركة على المراكز الثلاثة من الثاني الى الرابع في البريمييرليغ أسهل من محاولة إسقاط أو إبعاد مانشستر سيتي عن هدفه الواضح منذ بداية الموسم، لكن يبقى الانتظار لمعرفة ما اذا كان قادراً على تكرار ما فعله في مرحلة الذهاب حين تمكن من الفوز على جميع الفرق من الثاني إلى التاسع وتعادل مع ايفرتون الذي كان يحتل المركز العاشر.

كل المؤشرات الأولية توحي ان السيتي سيمضي قدماً نحو تحقيق الفوز بلقب الدوري الممتاز وهو أمر ستحدده المواجهات المباشرة مع أبرز المنافسين دون أن ننسى ان اللقاءات بين الفرق المتنافسة على مقاعد دوري أبطال أوروبا ستساعد غوارديولا من أجل أخذ زمام المبادرة نحو حسم مبكر للدوري والشروع في بسط سيطرته على بقية المنافسات المحلية والأوروبية ولعل أولها نهائي ​كأس رابطة المحترفين​ أمام أرسال في الخامس والعشرين من هذا الشهر.