الإحتراف في الخارج، هو من دون شك الطموح الذي يسعى إلى تحقيقه كل لاعبٍ لبناني، في بلد، يفتقد كثيراً لأساسيات لعبة كرة القدم، على صعد مختلفة، للوصول والإرتقاء إلى مستوى الإحتراف مقارنة بدوريات أخرى مجاورة، يتفوق عليها لبنان بمواهبه ورصيده البشري الغني باللاعبين المميزين.

غازي حنيني​، نجم خط وسط ​منتخب لبنان​ ونادي ​الراسينغ​، واحد من أبرز لاعبي الإرتكاز في لبنان، سنحت له فرصة الإحتراف في ​الدوري العماني​ مع نادي ​مرباط​ الذي ينشط في الدوري الممتاز، وبعد أن تم الإتفاق على جميع التفاصيل تمهيدا للتوقيع الرّسمي، تبدّد حلم حنيني بالبدء في مسيرة إحترافية جديدة بعد إكتشاف النادي العماني معاناته من إصابة مزمنة في كاحله، خلال التمرين الأول معه فور وصوله إلى السلطنة.


صحيفة السبورت الإلكترونية أجرت مقابلة مع حنيني الذي كشف عن تفاصيل رحيله لعمان والأسباب التي حالت بعدها إلى فشل عملية إنتقاله لصفوف فريق مرباط.


حنيني أشار إلى وجود مفاوضات مسبقة بينه وبين النادي العماني عبر وكيل أعمال مصري الجنسية، وبعد فترة طويلة من مراقبة حثيثة لمستوى اللاعب مع فريقه الراسينغ في بطولة لبنان، ومن خلال مشاهدة بعض الفيديوهات، قرّر النادي العماني التعاقد معه بشكل رسمي، وأكّد في حديثه لنا، أن نادي ​العهد​، الذي يملك بطاقته، كان متجاوباً مع الموضوع، وفتح الطريق أمامه للرحيل إلى الخارج، كذلك الراسينغ، الذي لم يعارض الفكرة وشجعه عليها، على الرغم من رغبة الجهاز الفني بقيادة المدرب رضا عنتر ببقائه، لما يشكّله من إضافة فنية مهمة للفريق البيروتي.




وأضاف حنيني :" المفاوضات سارت بشكل إيجابي جدا، والنادي العماني إستعان برأي عدّة مدرّبين محليّين قبل أخذ قراره النهائي بضمي، وبالفعل كل شيء كان إيجابياً، لحين وصولي إلى هناك".


وكشف حنيني أنه تعرض لإصابة في شهر تشرين الأول الماضي، خلال مباراة الراسينغ امام ​الصفاء​ ضمن بطولة لبنان، مضيفاً، أنه لم يكترث لها كثيرا، بمعنى أنه لم يأخذها على محمل الجد، وتابع أنه قام بعلاجها بمواكبة عدد من الأطباء والأخصائيين، الذين نصحوه بأخذ فترة من الراحة للتعافي منها بشكل كامل، إلا أن حنيني تحامل على نفسه، وصمم المواصلة في اللعب، دون التيقن لخطورتها.


وأضاف:" قبل السفر إلى عمان، عالجت الإصابة لمدّة أسبوعين، وبنصيحة عدد من الأطباء، أكدوا لي أن الإصابة ليست خطيرة وبإمكاني مواصلة التمارين واللعب بشكل طبيعي، وفور وصولي إلى هناك، شاركت في أول حصة تدريبية مع فريق مرباط، وأبليت البلاء الحسن، إلا أن الجهاز الفني للفريق، لاحظ خلال خروجي من أرض الملعب، أنّي أعاني من بعض الآلام، فطلبوا مني إجراء ​فحوصات طبية​ لمعرفة أسباب ذلك ".


وتابع حنيني حديثه :" نتيجة الفحوصات أكدت وجود مشكلة عضلية في الكاحل، وخوفاً من تفاقمها، طلب مني النادي إراحتها لمدّة أسبوعين، على أن أعود بعدها للمشاركة في مباراة ودية لتحديد القرار النهائي بالتعاقد معي أم لا، وهذا الكلام حصل قبل الإمضاء على العقد، لكني رفضت على الفور، لأن الإتفاق كان يقضي بالتوقيع فور وصولي إلى عمان، حينذئذٍ، إتصلت بوكيل أعمالي وطلبت منه أن يحجز لي طائرة إلى بيروت بأسرع وقت ، وبالتالي لا بدّ من التوضيح، عودتي إلى لبنان كانت بقرار مني، وليس من الفريق العماني".


ولفت حنيني إلى أن نادي مرباط حاول إقناعه بالبقاء لفترة أسبوع من أجل تقييم وضعه أكثر، وعدم التسرع بالعودة إلى لبنان، لكنه أصر على ذلك في نهاية المطاف.


حنيني لم يخف خيبة أمله في فشل عملية إحترافه، كاشفاً، أن فور عودته إلى لبنان، تلقى عرضاً من فريقٍ عماني آخر، إلا أنه رفض ذلك، مؤكدا سعيه الجدي لعلاج الإصابة بالطريقة المناسبة، للعودة بأسرع وقتٍ ممكنٍ إلى الملاعب، ومساعدة فريقه الراسينغ في مرحلة الإياب لحصد أكبر عددٍ ممكنٍ من النقاط .

وإعترف حنيني أن الجهاز الطبي الذي خضع له لا يتحمل كامل المسؤولية ، مؤكدا أن التقصير من قبله وعدم الإكتراث في علاج الإصابة من الأيام الأولى لها، وإصرارها على مزاولة التمارين دون راحة، أدّت إلى نتائج لم يكن يتمناها أبداً.


وأكد حنيني في نهاية حديثه أنه مصمّم وعازم على أخذ فرصة جديدة مستقبلاً للإحتراف في الخارج، وأن ما حصل معه في عمان، لن يوقف طموحه نحو الإحتراف، لكن لفت إلى أن هدفه الأساسي في الوقت الراهن، العودة بسرعة إلى صفوف الراسينغ وتقديم أفضل ما لديه في مرحلة الإياب .