لطالما رأى الكثيرون في سوق الانتقالات فرصة للتغيير ومحاولة لتقديم الأفضل في ظل تحول كرة القدم الى ما يشبه البورصة العالمية بعدما تجاوزت أسعار اللاعبين كل المعقول ودون وجود أي سقف يمكن أن يتحكم بانتقال هذا اللاعب أو ذاك.

وإذا كانت سوق الانتقالات الشتوية هي الأقل تأثيراً في هذا المجال، إلا ان هذا الأمر بدا مختلفا للغاية هذا المرة خاصة في ظل توجه الانظار ناحية ثلاثة لاعبين هم فيليب كوتينيو، ​اليكسيس سانشيز​ و​بيير ايمريك أوباميانغ​ بعدما استحوذ هؤلاء على الأضواء وتحولوا إلى نجوم هذه السوق.

وإذا كان برشلونة قد حسم انتقال كوتينيو من ليفربول، فإن انتقال سانشيز من أرسنال إلى مانشستر يونايتد مقابل ​هنريك ميختاريان​ بات أمراً وشيكاً في ظل تأكيدات الفرنسي أرسين فينغر على هذا الأمر، ليبقى مصير أوباميانغ معلقاً في حبال بوروسيا دورتموند.

أخذت صفقة انتقال سانشيز الكثير من الشد والجذب وأصبحت منذ الصيف الماضي مادة دسمة لوسائل الإعلام، لكنها من دون أدنى شك تحولت إلى صفقة خاسرة للأرسنال الذي رفض بيع لاعبه منذ فترة في الوقت الذي أصر الأخير على عدم التجديد حتى دخوله الفترة الحرة، وهو ما كلف ​الغانيرز​ خسارة عشرات الملايين وترك اللاعب أسيراً "لمن يدفع أكثر" وهو السبب الذي دفع مانشستر سيتي للإنسحاب من الصفقة بعدما كان اللاعب الهدف الأول للمدرب بيب غوارديولا.

في الضفة الأخرى وبعدما فقد أوباميانغ الأمل بالإنتقال إلى ​ريال مدريد​ واصطدم بجدار صلب من قبل ناديه يرفض التخلي عنه، إختار اللاعب الغابوني التمرد على النادي الألماني الذي لم يتوان عن إيقاع عقوبات بحقه وتجميد أي اتصال مع الارسنال من أجل انتقال النجم الى صفوفه.

من الواضح ان خروج أوباميانغ من دورتموند سيزيد الأوضاع سوءاً في النادي الأصفر، لكن المؤكد ان هذا الأمر لن يطول وسيضطر بوروسيا في النهاية للرضوخ والتنازل عن لاعبه لتطوى صفحة أخرى من فترة الإنتقالات الشتوية.

ومما لاشك فيه ان الحديث عن اي صفقات أخرى وتحديداً تلك المتعلقة بالأسماء الكبيرة، قد تكون مؤجلة الى الصيف المقبل في ظل خوض أندية الضوء غمار المنافسة على ​دوري أبطال أوروبا​، وباستئناء برشلونة الذي تعاقد مع كوتينيو على الرغم من بقاء ليفربول في البطولة، فإن من المستبعد أن تُقْدم الأندية الأخرى على خوض المغامرة عينها مما يعني ان صفقتي سانشيز وأوباميانغ إن تمتا، قد تكونا الأخيرتين هذا الموسم.