منذ يومين أعلن فريق ويليامز عن ضمه اليه السائق الروسي ​سيرغي سيروتكين​ كي يقود له في موسم 2018 الى جانب السائق ​لانس سترول​. وكان هناك معركة محتدمة بين العديد من السائقين على هذا المقعد ضمّت كل من ​روبرت كيوبيكا​ وبول دي رستا و​باسكال فيرلاين​ و​دانيل كيفيات​.

وإنتهت الأمور بتعيين سيروتكين، أما كيوبيكا فسيصبح سائق التطوير لويليامز. أما فيرلاين فلم يتمكن من أيجاد أي مقعد له في 2018 أما كيفيات فأصبح سائق تطوير فريق ​فيراري​.

وفعليًا كان الصراع محصور بين سيروتكين وكيوبيكا والذي حسم الأمور بسهولة هو بكل بساطة المال. سيروتكين تمكن من خلال داعمه المصرف الروسي SMP من تأمين مبلغ 20 مليون $ فيما كيوبيكا وبمساعدة مدير أعماله بطل العالم السابق ​نيكو روزبرغ​ تمكن فقط من الوصول الى 10 مليون $.

وهكذا كان القرار سهل بالنسبة لويليامز الذي بكل بساطة بحاجة الى كل دولار يستطيع تأمينه كي يخوض الموسم المقبل. وتجدر الإشارة الى أن كيوبيكا لديه إصابة دائمة في يده بعد تعرضه لحادث رالي قوي في 2011 أجبره وقتها الى الإنسحاب من الفورمولا 1. لكن في رأيي لو تمكن كيوبيكا من تأمين دعم مالي أكبر من الذي أمّنه سيروتكين لكان ويليامز منحه المقعد.

هذه هي الحقيقة المرة في الفورمولا 1 حاليًا، حيث ان هذه الرياضة بالوعة مال لدرجة كبيرة فتضطر الفرق الخاصة الى الإستعانة بسائقين هم يدفعون لها كي تسمح لهم بالقيادة.

هذه المشكلة الأساسية يعمل مالك الفورمولا 1 الحالي شركة ليبرتي ميديا مع ​الإتحاد الدولي للسيارات​ لإيجاد الحلول الناجحة لها إذ لا يمكن الإستمرار على هذا النحو. ويعمل حاليًا على وضع سقف أعلى للإنفاق يلزم الفرق الكبيرة أن لا تصرف 400 مليون $ في الموسم في الفرق الصغيرة لا تستطيع تأمين أكثر من 100 مليون$.

وهكذا إن سائقي ويليامز للموسم المقبل هم سائقين شباب قد أمنا للفريق أكثر من 100 مليون $ (سترول دفع 80 مليون $ ليقود على 3 مواسم) كي يُسمح لهما بالقيادة. لكن من ناحية أخرى ليس لديهما أي خبرة تذكر ولا افهم كي ان ويليامز تتوقع أن تتمكن من منافسة فرق ​مكلارين​ ورينو و​فورس إنديا​ التي تمتلك سائقين ممتازين ذو خبرة ولقد أثبتوا جدارتهم. ولا يجب ان ننسى أن سائقه الثالث كيوبيكا هو فعليًا سائق بيد واحدة ففي حال إضطر الى القيادة في أحد السباقات فسيشكل خطر على باقي السائقين.

أنا أتوقع أن يتراجع فريق ويليامز من المركز الخامس في ترتيب بطولة الصانعين الذي أحتله في موسم 2017 الى المركز الثامن. ومن الواضح أن الهمّ الوحيد لهذا الفريق العريق الذي فاز ب9 بطولات صانعين و7 بطولات سائقين في مسيرته الطويلة التي بدأت في عام 1977 هو فقط الإستمرار في الفورمولا 1 والأمل أن تتحسن شروط المنافسة في المستقبل.