لم يعد المستوى الهزيل الذي يقدمه نجم ​ريال مدريد​ ​كريستيانو رونالدو​ هذا الموسم هو الشغل الشاغل لمحبي "الدون" بقدر ما باتت لدى هؤلاء قناعة راسخة تزداد صلابة يوماً بعد يوم ومن مباراة لأخرى بأن اللاعب البرتغالي بدأ يقلّب الصفحات الأخيرة من مشوار إبداعه وتألقه.

ومنذ 12 عاماً وحتى الآن أي عندما كان رونالدو في سن العشرين، عرف موسماً مشابهاً مع مانشستر يونايتد أنهاه بتسعة أهداف في 33 مباراة مع الشياطين الحمر، لكن كريستيانو لم يمر يوماً بمثل هذا المستوى منذ أن وطأت قدماه أبواب الفريق الملكي حيث بدا وكأنه يخوض الموسم الأخير له في مدريد مع أربعة أهداف في 18 مباراة في الليغا غاب عن التسجيل في 11 منها.

ربما لم يعد اليوم كما الأمس، لكن بالتأكيد فإن الغد لن يكون مثل اليوم أو الأمس على الإطلاق، في وقت بدأ كل من يتابع CR7يشعر ان النهاية اقتربت وأن الإيام السعيدة التي عاشها مشجعو ريال مدريد مع كريستيانو رونالدو شارفت على الإنتهاء، لا بل ان لحظة الوداع قد تكون أقرب من أي وقت مضى وقبل انتهاء عقده مع ريال مدريد عام 2021.

هي حقيقة لم يعد المطلوب من مشجعي ريال مدريد تقبلها فحسب، بقدر ما بات الحديث عن رحيله متزامناً مع الخيبات المتتالية لبطل ​الدوري الإسباني​ و​دوري أبطال أوروبا​ لدرجة ان الأنباء عن مغادرته الميرينغي تحولت إلى كرة ثلج بحيث بات من الصعب نفي التقارير المتزايدة بشأن خلعه القميص الأبيض قريباً.

وبالتزامن مع هذا الأمر، فإن إدارة ريال مدريد باتت مقتنعة أكثر من أي وقت مضى برحيل البرتغالي عن القلعة البيضاء لا بل انها تسعى بطريقة غير مباشرة لتسويق فكرة انتقاله الى ​باريس سان جيرمان​ مقابل قدوم البرازيلي نيمار الذي انتقل الى الفريق الباريسي في الصيف الماضي مقابل صفقة خيالية.

ربما يعوّض قدوم نيمار الى ريال مدريد رحيل رونالدو، وقد تجد الجماهير في البرازيلي خير خلف لخير سلف، لكن من يعوض الدون وهج الانتصارات في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا والتي سمحت له بالتتويج بلقب أفضل لاعب في العالم خمس مرات، ثم من سيعوّض كريستيانو تلك الهالة التي حظي بها طوال السنوات الماضية والتي كانت مستحقة دون أدنى شك بغض النظر عن موسمه الحالي مع الفريق.

انه المشهد الأخير لكريستيانو رونالدو على مسرح ريال مدريد بانتظار ان يحزم حقائبه ويتجه إلى مسرح آخر قد يكون أقل وهجاً لكن بالتأكيد لن يكون خالياً من المعجبين الذين آمنوا يوما ما بقدرته على إدخال الفرحة الى قلوبهم.