انتهى مسلسل ​كوتينيو​ وبرشلونة بخاتمة سعيدة للفريق الكاتالوني الذي نجح بعد إصرار كبير، على ضم اللاعب البرازيلي الموهوب إلى صفوفه من نادي ليفربول الإنكليزي. ولا يختلف اثنان على أن انضمام كوتينيو إلى كتيبة برشلونة واللعب بجانب الأرجنتيني ليونيل ميسي سيكون إضافة فنية كبيرة للفريق الذي يتصدر ​الدوري الإسباني​ بفارق مريح عن أقرب منافسيه، وما زال ينافس بقوة في ​دوري أبطال أوروبا​ وكأس إسبانيا.

وبعد صفقة بيع ​نيمار​ إلى باريس سان جيرمان، والأموال الهائلة التي حصدها برشلونة حيث أصبح اللاعب البرازيلي الصفقة الكروية الأغلى في التاريخ، كان الجميع ينتظر ردة النادي الكتالوني وكيفية تصرفه بالأموال التي جناها من تلك الصفقة. أول الغيث كان التعاقد مع الجناح الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي بمبلغ كبير نسبيا، لكن ديمبلي سرعان ما تعرض لإصابة في أول الموسم أبعدته عن صفوف البرسا ما جعل المدرب ​فالفيردي​ يغير خطة البرسا المعتادة من 4-3-3 إلى 4-3-1-2 وذلك بسبب غياب المهاجم الثالث برفقة ميسي ولويس ​سواريز​. لكن برشلونة كان مصرا على توظيف الجزء الآخر من أمواله في صفقة كبيرة أخرى وكان كوتينيو هو الهدف، وعلى الرغم من المبلغ اكبير الذي دفع من اجله، الا ان اللاعب البرازيلي قد يشكل الفارق مع ديمبيلي، ليكون النادي قد خرج فائزا ماديا من صفقة نيمار بشراء لاعبين مميزين.

هذا في الشق المادي، لكن السؤال الأبرز يبقى في الشقين الفني والمعنوي، وهي في قدرة كوتينيو على سد الفراغ الذي تركه نيمار في برشلونة. فعلى الرغم من أن برشلونة يقدم حتى الآن موسما جيدا للغاية، لكن لا يمكن إنكار تأثير نيمار الفعلي على البرسا خاصة في الثلاثية الهجومية ال MSN. كوتينيو ورغم إجادته اللعب كجناح مثل نيمار، لكنه يميل أكثر للعب في الوسط كونه يمتلك خصائص مختلفة عن مواطنه، فهو قد لا يمتلك سرعة وجودة نيمار من ناحية المراوغات الفردية، لكنه لاعب مميز للغاية في صناعة اللعب ورؤية زملائه ومدهم بكرات سهلة أمام مرمى الخصم، دون اغفال امكان تسديده بقوة من بعيد وهذا سيضفي أيضا على برشلونة مرونة تكتيكية أكبر. فالفيردي الذي يلعب حاليا بخطة 4-3-1-2 سيكون بإمكانه المتابعة بنفس الخطة مع وضع كوتينيو خلف رأسي الحربة ميسي وسواريز، أو سيتحول للعب بخطة 4-3-3 مع وجود كوتينيو في الجهة اليسرى وميسي في الجهة اليمنى ونقل سواريز للعب كرأس حربة صريح.

برشلونة يدرك تماما قيمة كوتينيو الفنية ويعلم بأن رحيل نيمار لم يكن ليعوض إلا بنجم من الصف الأول، وهو ما عكسته رغبة برشلونة الشديدة في ضم كوتينيو منذ الصيف الفائت حيث باءت المحاولة بالفشل قبل أن يعاود هذا الشتاء وينجح. الدليل الأكبر هو ما حصل مع كوتينيو أثناء الفحص الطبي وقبيل التوقيع مع برشلونة حيث تبين وجود إصابة للاعب البرازيلي في الفخذ ستبعده لحوالي ثلاثة أسابيع، وهذا كان من الأمور النادرة أن ينتقل لاعب من صفوف فريق إلى فريق آخر وهو مصاب بغض النظر عن نوع الإصابة، لكن برشلونة تغاضى عن الامر، واكمل الصفقة دون النظر للحالة الصحية للاعب حتى وإن كان لن يستفيد من خدماته لفترة.

ينتظر الجميع مشاركة كوتينيو في صفوف برشلونة، ومدى تأثيره على الشكل الهجومي للفريق رغم بعض الأسئلة حول من سيكون الضحية من لاعبي خط الوسط راكيتيتش ​إنييستا​ او باولينيو ، مع توقع ان يحافظ بوسكيتش على مركزه كلاعب ارتكاز أمام رباعي الدفاع. ويأمل المدرب إدخال كوتينيو في أجواء الفريق في القسم الثاني من الموسم كي يمنح البرسا دفعة أكثر في المراحل الحاسمة من المنافسات التي يخوضها الفريق الكتالوني دون ان تتأثر الجودة الفنية والإستقرار الذي يعيشه البرسا حاليا.

لن تكون صفقة كوتينيو كغيرها من الصفقات، بل سينتظر الجميع ظهور اللاعب البرازيلي من أجل معرفة ما سيقدمه للفريق الكاتالوني وكيف ستكون تركيبة الثلاثي الهجومي الجديد للبرسا، فهل نشهد MSC تنسي محبي البرسا الMSN ؟