قلّة هم اللاعبون من خارج القارتين الأوروبية والأميركية الجنوبية ممن تركوا بصمة في ملاعب القارة العجوز، لكن ما يفعله النجم المصري ​محمد صلاح​ لاعب ليفربول الإنكليزي هذا الموسم يبدو خارجاً عن المألوف في دوري يعجّ بالنجوم واللاعبين أصحاب الأسماء الرنانة.

وحين يتمكن صلاح من المنافسة على صدارة هدافي ​الدوري الإنكليزي​ بوجود لاعبين أمثال ​هاري كاين​، رحيم سترلينغ، ​الفارو موراتا​، واين روني، ​روميلو لوكاكو​، ​سيرجيو أغويرو​ وغيرهم فإن الأمر يتعدى كونه تألق ظرفي ليصبح اللاعب المصري ظاهرة بحد ذاتها.

عرفت ​البطولات الأوروبية​ تألق العديد من اللاعبين العرب على مر السنوات الأخيرة كان آخرهم ​رياض محرز​ الذي ساهم بفوز ​ليستر سيتي​ بلقب البريمييرليغ، لكن ما يفعله محمد صلاح مع الريدز وضعه في خانة اللاعبين الكبار القادرين على التألق مع اي فريق.

من الواضح ان محمد صلاح تعلم واستفاد بشكل كبير من تجاربه الإحترافية في ​سويسرا​ وإيطاليا ومع تشلسي أيضاً، لكن ما يقدمه في ليفربول تجاوز بنجاحاته كل مشواره، حتى بدا انه يُظهر عصارة ما وصل اليه على مر السنوات الماضية.

صحيح ان صلاح ليس كريستيانو رونالدو أو ليونيل ميسي، لكنه بالتأكيد يقدم مستوى يوازي أفضل اللاعبين في العالم وهو ما جعله محط أنظار الأندية الكبيرة وفي مقدمتها ​ريال مدريد​، مما يعني انه مقبل لا محالة على خوض تجربة أهم من تواجده الحالي مع ليفربول.

وعلى الرغم من كل ما يقدمه اللاعب المصري مع الفريق الإنكليزي، إلا انه ما يزال بحاجة لمزيد من التطور في جوانب عديدة من ادائه الفني لاسيما الكرات الرأسية والمراوغة مع الكرة ومن دونها، لكن ذلك لا يمكن أن يقلل مما يفعله الآن والذي ساهم بتسجيله 17 هدفاً في الدوري الممتاز.

ومما لا شك فيه ان وجود محمد صلاح في ليفربول سمح له بانتزاع النجومية، لكن انتقاله الى ناد أكبر يترتب عليه الكثير من الانتباه بمعنى انه يتعيّن عليه الخروج من العقلية العربية في عالم كرة القدم اذا ما اراد أن يصبح نجماً عالمياً لا يشق له غبار، خاصة لجهة الخضوع لأساليب مختلفة في التدريبات والتصرف على أرض الملعب تسمح له بحجز مكان ثابت في تشكيلة أي فريق.

ومهما يكن من أمر فإن تطور أداء صلاح واستمراره على هذا المنوال سيتيح له أن يصبحاللاعب الأول في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة وهذا بحد ذاته كفيل بأن يرفع سعره، لكن المطلوب أيضاً من اللاعب المصري ان يقدم الاداء الباهر في نهائيات كأس العالم 2018 في ​روسيا​ والتي ستكون المحطة الأبرز نحو خوض خطوة احترافية أكبر في أوروبا مستقبلاً.