لم تسجل بطولة الخليج الـ23 والتي تختتم اليوم بمواجهة نهائية بين الإمارات و​عُمان​، الحضور المطلوب على المستوى الفني بعدما تركت المنافسات الكثير من علامات الإستفهام حول جدية المنتخبات الثمانية في خوض تلك البطولة واستعداداتها لها بالشكل الذي يعيد إلى الأذهان الصراع المعهود فيما بينها منذ نشأتها.

في الحقيقة استضافت ​الكويت​ تلك البطولة في ظروف صعبة بعد أيام على رفع الحظر المفروض على الكرة الكويتية منذ تشرين الاول من العام 2015، لكن يسجل للقيّمين عليها القدرة على جمع جميع المنتخبات خلال فترة قياسية دون النظر الى ما يمكن أن تقدمه خلال البطولة.

لكن من الواضح ان هذا المسعى نجح فقط في "لمل الشمل" لأن المستوى الفني لمنافسات ​خليجي 23​ لم يرق الى التطلعات التي كانت تمني النفس بمشاهدة بطولة مميزة بعد توقف ثلاث سنوات، إلا النتيجة جات مخيبة للآمال خاصة بالنسبة لعدد الأهداف المسجلة، وفي حال لم تشهد المباراة النهائية تسجيل ثلاثة أهداف فإنها ستكون البطولة الأضعف في تاريخ ​كأس الخليج​ (1.57 هدف في المباراة الواحدة) بعدما كانت تلك التي اقيمت في ​السعودية​ عام 1988 هي الأضعف بنسبة 1.62 هدف في المباراة الواحدة.

أضف إلى ذلك ان أربعة لاعبين من ثلاثة منتخبات خرجت من البطولة،هم من يقتسمون صدارة الهدافين برصيد هدفين وهي نسبة متدنية جداً لأنه لم تشهد اي من بطولات الخليج الماضية تتويج هداف لها بأقل من ثلاثة أهداف في رصيده.

وفي خضم كل ذلك يمكن ان ندرك لماذا تمكن منتخب (الإمارات) من تحقيق انتصار وحيد في أربع مباريات وبهدف من ركلة جزاء من بلوغ المباراة النهائية في حين ان منتخباً آخر (العراق) حقق انتصارين من ثلاث في الدور الأول ولم يتعرض لأي خسارة كما انه سجل أعلى رصيد من الأهداف في دور المجموعات، ودع البطولة من الدور نصف النهائي عبر ركلات الترجيح!.

ومما لا شك فيه ان الاداء الدفاعي لجميع المنتخبات ترك أثره السلبي على المستوى العام للبطولة وهو أمر شكل نقطة سلبية لدى الجماهير التي كانت تتطلعلرؤية منافسات على مستوى عال، الا ان الصدمة كانت كبيرة خاصة في ظل غياب الكثير من الأسماء الرنانة في الكرة الخليجية لدرجة ان المنتخب السعودي لم يشارك بالصف الثاني فحسب، انما بلاعبين غير مدرجين مع أي ناد ويلعبون في أكاديميات متخصصة في كرة القدم.

ويبقى القول ان بطولة بحجم كأس الخليج كانت في يوم من الأيام الشغل الشاغل لأبناء دول مجلس التعاون، باتت بحاجة ماسة لمزيد من الدراسة وخاصة لجهة موعد اقامتها وهو الأمر الذي يعتبر من اولوية كل المنتخبات المشاركة والمعيار الأساسي لإشراك لاعبي الصف الأول أو الرديف.