عادت الإثارة إلى ​الدوري الإيطالي لكرة القدم​ بعد عدة مواسم من سيطرة مطلقة ليوفنتوس حيث شهدت مرحلة الذهاب منافسة شرسة على صدارة ​الكالتشيو​ بين أكثر من فريق ما يبشر بمرحلة إياب واعدة دون نسيان صراع الهبوط الحامي ومعركة المراكز الأوروبية.

في هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على أبرز ما حمله أداء أندية الكالتشيو خلال مباريات القسم الأول من الدوري.

نابولي نجح في تصدر القسم الأول بعدما وصل للنقطة 48 ب15 انتصارا وخسر مرة واحدة فقط. نابولي قدّم كرة قدم هجومية من الطراز الرفيع اعتمد فيها على اللعب الجماعي والسرعة في التحرك ونقطة قوة هذه الخطة كانت الدفاع الذي لم يتلقّ إلا 13 هدفا وهذا يعكس مدى الجماعية في الأداء والإرتداد السريع بعد خسارة الكرة.

يوفنتوس حل في المركز الثاني خلف نابولي بنقطة واحدة وهو كان صاحب خط الهجوم الأقوى في الدوري والوحيد الذي نجح في هزيمة نابولي لكنه يواجه الآن منافسا شرسا لأول مرة على لقب الدوري بعدما احتكره لسنين طويلة.

المركز الثالث كان لإنتر ​ميلان​ ب41 نقطة ومدربه سباليتي وهو بدأ الدوري بشكل جيد وتصدر لعدة جولات قبل أن يهبط أداءه في اللقاءات الأخيرة معانيا من مشاكل في التسجيل رغم وجود هدافه إيكاردي لكن البطء عاب الأداء العام للفريق ليهدر عدة نقاط هامة.

أما روما في موسمه الاول رفقة المدرب ​دي فرانشيسكو​ فحل رابعا ب39 نقطة مع امتلاكه لمباراة مؤجلة.

المدرب الجديد غيّر طريقة لعب روما كليا فمن الفريق الهجومي المندفع أصبح روما صاحب خط الدفاع الأقوى واللعب المنظم هجوميا مع توزان بين الخطوط الثلاثة لكن الفريق لا يبدو قادرا على الإستمرار في نسق نابولي واليوفي في الصدارة.

خامسا حل لازيو ب37 نقطة والذي حاول رفقة مدربه إينزاغي فرض نفسه كلاعب قوي على المراكز الأولى لكنه ورغم الأسلوب الهجومي المميز عانى من بعض المشاكل الدفاعية بخطة 3-4-3 التي يعتمدها وهو أمر أفقده الكثير من النقاط.

سامبدوريا​ أيضا في المركز السادس قدم كرة قدم جميلة وفقا لإمكانات لاعبيه فظهرت شخصيته القوية وهو يستطيع إن استمر بنفس الأسلوب أن ينافس على مركز مؤهل لليوروبا ليغ.

أما فريق ​فيورنتينا​ فلم ينجح في تقديم الكثير وكان أداءه متذبذبا خلال الموسم مع عدم القدرة على خلق الكثير في الفرص ومعاناة هجومية واضحة ثم تأتي فرق ​أودينيزي​، ​أتالانتا​ و​تورينو​ التي ضمنت المراكز الدافئة وهي تصارع من أجل الدخول في صراع المركز السابع المؤهل لليوروبا ليغ مع فارق النقطتين بين الفرق الأربعة من المركز السابع حتى العاشر.

إي سي ميلان والذي صرف الكثير من الأموال واستقدم عددا كبيرا من اللاعبين كي يكون أساسيا في صراع المراكز الأربعة الأولى وجد نفسه بعد انتهاء مرحلة الذهاب في المركز الحادي عشر ب 25 نقطة مع أداء أقل ما يقال عنه بأنه مخيب للآمال فتخلى عن مدربه ​مونتيلا​ وعين ​غاتوزو​ مكانه والذي لحد الآن لم يغير الكثير.

مشكلة الميلان الأساسية كانت في شكل الفريق الجماعي والتفكك بين الخطوط الثلاثة فظهر بمستوى دفاعي مهزوز وكان ضعيفا للغاية هجوميا فلم يسجل إلا 24 هدفا ما عكس العقم في صناعة اللعب والقدرة على تهديد مرمى الخصوم فتراجع الفريق وفقد حظوظه بالمشاركة في دوري الأبطال مبدئيا وجل ما يسعى إليه هو حجز بطاقة في ​اليوروبا ليغ​.

كما يجب الوقوف بأداء ​بولونيا​ والذي احتل المركز الثاني عشر برصيد 24 نقطة والذي بدأ الموسم بشكل مميز لكنه عانى في آخر المباريات فخسر 4 وتراجع كثيرا ويحتاج لردة فعل سريعة كي يبقى بعيدا عن خطر الهبوط. فرق ​كييفو​، ​ساسولو​ و​كالياري​ هي نوعا ما في مراكز أفضل من غيرها فيما يتعلق بصراع الهبوط لكنها ليست في مأمن فأول الهابطين ​كروتوني​ لديه 15 نقطة ما يعني بأن 6 نقاط ليست بالفارق الكبير لذلك يمكن القول بأن صراع الهبوط يشمل 7 فرق من المركز 13 إلى 19 وكل فريق لديه حظوظ متفاوتة في البقاء مع التأكيد على أهمية المواجهات المباشرة بين هذه الفرق التي قد تكون الفيصل في تحديد هوية الفرق التي ستهبط للسيري ب.

أما الوافد حديثا إلى دوري الأضواء ​بينيفينتو​ فهو دخل التاريخ من أضيق أبوابه بعدما قام بأطول سلسلة من الخسائر في تاريخ الدوري وعانى من عقم هجومي واضح ودفاع كارثي فكان صاحب أسوأ خطي دفاع وهجوم غير أنه حقق فوزا يتيما في آخر جولة ووصل فقط للنقطة الرابعة ما يعني أن مشوار البقاء في السيري أ قد يكون مستحيلا لبينيفينتو والذي قد يكون له من الأفضل الإستمتاع بمرحلة الإياب قبل توديع دوري الأضواء مجددا.

أحمد علاء الدين