يمكن اعتبار العام 2017 هو عام كسر الخطوط الحمراء خاصة في مسألة الإنفاق المالي خلال فترة الإنتقالات، وهو ما فعله ​باريس سان جيرمان​ عبر التعاقد مع البرازيلي نيمار من برشلونة مقابل 222 مليون يورو وضم الفرنسي ​كليان مبابي​ من موناكو على سبيل الإعارة مع بند أحقية الشراء مقابل 180 مليون يورو.

في الحقيقة شكل انتقال نيمار الى الفريق الباريسي حدثاً ملفتاً أخذ حيزاً كبيراً من الإهتمام وطرح الكثير من التساؤلات حول قانون اللعب المالي النظيف في وقت ما تزال ذيول مكافحة الفساد في الإتحاد الدولي لكرة القدم مستمرة حيث تواصلت التوقيفات بحق مسؤولين استكمالاً لمشهد إبعاد رئيس ​الفيفا​ السابق جوزف بلاتر ورئيس الإتحاد الأوروبي السابق ​ميشال بلاتيني​.

وبموازاة ذلك شكلت التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا حدثاً بحد ذاته طغى عليه غياب ​هولندا​ وايطاليا عن العرس الكروي حيث فشل الآزوري في بلوغ ​المونديال​ للمرة الأولى منذ 60 عاماً، لكن ذلك لم يمنع روسيا من السعي لقطع المراحل من أجل استضافة بطولة تساهم في التخفيف من وطأة السمعة السيئة التي هيمنت على العديد من الرياضيين الروس بسبب فضائح المنشطات.

ولعل اللافت قبل انطلاق مونديال روسيا كان تأهل أربعة منتخبات عربية للمرة الأولى الى هذا الحدث العالمي وهي ​السعودية​، مصر، ​المغرب​ وتونس في الوقت الذي أوقعت فيه قرعة البطولة المنتخب السعودي بمواجهة المستضيف في مباراة الإفتتاح ليكون أول منتخب عربي يعيش تلك التجربة على مدار التاريخ.

التألق العربي كان حاضراً بقوة على صعيد الأندية، حيث عوض ​الوداد البيضاوي​ خروجه من دور الاربعة الموسم الماضي، وتوج بلقب ​دوري ابطال افريقيا​ للمرة الثانية في تاريخه والاولى بعد انتظار 25 عاما، كما حافظ القوة الجوية العراقي على إنجاز الموسم الماضي وتوج بلقب ​كأس الاتحاد الآسيوي​، فيما فرط ​الهلال​ بفرصة تأهله الى نهائي ​دوري أبطال آسيا​ وخسر اللقب أمام ​أوراوا ريد​ الياباني.

وأظهر ​الجزيرة الإماراتي​ حضوراً رائعاً في ​كأس العالم للأندية​ وخرج من الدور نصف النهائي على يد ​ريال مدريد​ بعد فوز صعب حققه الأخير بهدفين لواحد.

أوروبياً خاض ريال مدريد عاماً من شقين، تمكن في الأول من إحراز خمسة ألقاب، فيما عانى في الثاني من مستوى متذبذب وضعه على بُعد 14 نقطة من غريمه التقليدي برشلونة متصدر الليغا، في الوقت الذي أظهر مانشستر سيتي الإنكليزي في الجزء الأخير من العام انه فريق لا يستهان به وسيقول كلمته في عام 2018 بقيادة المدرب بيب غوارديولا.

في المانيا كانت العيون شاخصة على ​بايرن ميونيخ​ بعد الإطاحة بالمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وإعادة يوب هاينكس عن اعتزاله، في حين عانى بوروسيا دورتموند من خيبات أمل خرج على اثرها من دور المجموعات ل​دوري أبطال أوروبا​ وانتهى المطاف بإقالة المدرب بيتر بوش من منصبه.

في دوري أبطال أوروبا، كان لافتاً تأهل الفرق الإنكليزية الخمسة الى الدور السادس عشر وخروج أتلتيكو مدريد ونابولي من دور المجموعات، في حين خف بريق التنافس بين النجمين ​كريستيانو رونالدو​ وليونيل ميسي على الرغم من فوز الأول بالكرة الذهبية الخامسة على حساب الأرجنتيني، إلا ان الأخير بدا يغرد وحيداً في صدارة هدافي الليغا ووسط جفاف طويل عانى منه البرتغالي.