بعد انتهاء 2017 في الفورميلا وان وتتويج لويس هاميلتون باللقب العالمي، ومن أجل الإطلالة أكثر على الموسم المنصرم والموسم القادم، كان لصحيفة السبورت الإلكترونية لقاء مع السائق اللبناني السابق خليل بشير، معلق قنوات بي إن سبورت والمسؤول في الإتحاد الدولي عن برامج تطوير السائقين الشباب حول العالم.
بشير والذي يعمل أيضا كمستشار لإدارة الفورميلا وان ولفريق رينو، رأى بأن موسم 2017 كان موسما مميزا حيث عادت فيراري للمنافسة بعد انتظار لحوالي الثماني سنوات حيث نجح الفريق الأحمر في تصميم سيارة قوية وسريعة وهذا كان أمرا جيدا للجماهير كون الفريق الأحمر يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر في العالم.
فيراري نجحت في كسر سيطرة مرسيدس المطلقة على البطولة ما جعل معركة اللقب ممتعة وجميلة للغاية والمشاكل التي حصلت مع فيراري كانت طبيعية فعندما يضغط الفريق من أجل تطوير السيارة في موسم واحد ستحصل في نهايته مشاكل بالموثوقية.
لكن في النهاية نجح هاميلتون في حسم اللقب وهو استفاد من وجود بوتاس كزميل حيث تحسن الجو داخل مرسيدس كما استغل فترة مشاكل فيراري بأفضل طريقة ممكنة وحقق أكبر عدد من النقاط إضافة لتحطيم الأرقام القياسية في الإنطلاق من المركز الأول ما يجعله يستحق اللقب.
أما فريق ريد بول فهناك خيبة أمل من الأداء نوعا ما حيث لم تظهر السيارة بالصورة المطلوبة خاصة من ناحية تصميمها بجانب أن رينو لم تساعدها في موضوع المحركات والتي كانت أقل بكثير من التوقعات. فيما كان موسم فيرناندو ألونسو مع مكلارين ومحركات الهوندا للنسيان إذ أن هوندا لم تطور أبدا محركها ومع انتقال مكلارين لمحركات رينو، السؤال هنا هل ستنجح الشراكة في ظل مشاكل رينو في نهاية البطولة ؟
بشير اعتبر بأن حادث سيباستيان فيتيل في سنغافورة كان نقطة التحول في البطولة حيث كان لدى السائق الألماني حصد 25 نقطة ومنافسه المباشرة هاميلتون كان خامسا في حلبة صعبة التجاوز لكن لا يمكن لوم فيتيل على الحادث فأي سائق كان سيتجه للشمال وبالتالي هو حادث تسابق وهاميلتون استغل كل العوامل بشكل مثالي كم أنه ربما حتى لو فاز فيتيل بذاك السباق فمشاكل فيراري الميكانيكية في الموثوقية بعدها كانت ستصعّب كثيرا من مهمته بالفوز بالبطولة.
إطارات بيريلي كانت طويلة الأمد في السباق نوعا ما وهو أمر سلبي حيث كانوا يمنون النفس بعدد أكبر من التوقفات لكن رأينا إطار الألترا سوفت وهو الأكثر ليونة يستعمل لثلثي السباق تقريبا لكن بيريللي كانت خائفة من أن تنفجر الإطارات كونها لم تقم بالكثير من التجارب الشتوية قبل انطلاق البطولة لكن الموسم المقبل سيكون هناك تجارب أكثر وإطار أكثر ليونة جديدة هو الهايبر سوفت وبالتالي سنرى عددا أكبر من التوقفات الموسم المقبل.
المنافسة في الموسم المقبل بحسب بشير ستنحصر وكما العادة بين مرسيدس، فيراري وريد بول وبنسبة أقل رينو لكن على المدى البعيد في عام 2021 تحديدا سيكون هناك توزيع للعائدات المالية بشكل أكبر لكل الفرق وعندها قد نرى تقاربا بين معظم الفرق لكن حاليا هناك ثلاث فرق في الطليعة من الصعب اللحاق بها من بقية الفرق.
وعن علاقة فيرناندو ألونسو فيراري، قال بشير بأنه ما زال حاملا على الفريق الأحمر وهذا ما تفسره تصريحاته عن فيتيل واستبعاده لفيراري من المنافسة الموسم المقبل. طبعا هذا الأمر غير منطقي لأن فيراري مرشحة فوق العادة، أما ألونسو فمن الصعوبة أن ينافس الموسم القادم فهو بلا شك أسرع سائق لكن هو لا يملك سيارة سريعة رغم أن مكلارين سيارة لا بأس بها وبالتالي من الممكن أن يكون على المنصة في بعض السباقات لكن تحت ظروف طبيعية، هو لا يملك أية حظوظ في المنافسة على اللقب. أما سائق فيراري الآخر كيمي رايكونن فوجوده في فيراري إيجابي نظرا للعلاقة المتينة مع زميله فيتيل لكنه يفتقد للإستمرارية في أداءه حيث يقدم لفات سريعة لكن ليس بشكل مستمر وهو ما يجعله دائما خلف فيتيل ويبدو بأنه راضي بأن يكون السائق رقم 2 في الفريق. وتوقع خليل بأن يكون فيرشتابن رقما صعبا الموسم المقبل مع ريد بول نظرا للموسم المميز الذي قدمه رغم مشاكل سيارته الكثيرة.
وختم بشير حديثه بالتطرق لدور مالكي الفورميلا 1 الجدد شركة ليبيرتي ميديا مؤكدا بأن تغييرت كثيرة حصلت في هذه الرياضة منذ استلام الشركة لكن شهر العسل بين الفرق وبين ليبرتي ميديا قد انتهى فالأموال الموزعة للفرق ستكون أقل لأن الشركة قامت بصرف أموال أكثر بجانب أن ليبرتي ميديا تريد تغيير قانون المحركات وهو أمر ترفضه بعص الفرق بجانب فكرة إقامة سباقات أكثر وبالتالي من المبكر الحكم بشكل عام على عمل الشركة والتي تحتاح ربما لسنتين من أجل تقييم عملها بشكل أوضح.
