انتهت مرحلة الذهاب من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم حيث شهدت هذه المرحلة الكثير من الأحداث المشوقة والمباريات الحساسة مع اتضاح صورة الصراع إن كان على اللقب أو مراكز دوري الأبطال أو حتى في الهروب من جحيم الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى.

في هذا التقرير، سنستعرض كيف كان أداء الفرق الإنكليزية محليا بعد انتصاف الدوري وقبل انطلاق مرحلة الإياب.

كان الكثيرون يتوقعون ظهور مانشستر سيتي كفريق قوي ومرشح بارز للفوز باللقب لكن قليلين من توقعوا سيطرة كاملة للسيتي على مجريات القسم الأول من الدوري، مع أسلوب لعب أقل ما يقال عنه أنه رائع وفوارق فنية مع كافة فرق الدوري وهذا يعود بالطبع لفكر الفيلسوف الإسباني بيب ​غوارديولا​ الذي نجح في أن يبتعد بفارق 13 نقطة عن غريمه وأقرب منافسيه مانشستر يونايتد.

السيتي كان الفريق صاحب خطي الهجوم والدفاع الأقوى ولم يتعرض لأي خسارة خلال 19 مباراة. المركز الثاني لكن لليونايتد رفقة ​جوزيه مورينيو​ والذي بدأ الدوري بشكل جيد قبل أن يتراجع أداء الفريق ويصبح متقلبا.

مشكلة اليونايتد كانت في عدم القدرة على تقديم نفس النسق الهجومي حيث بدا في أكثر من مباراة عاجزا عن هز شباك الخصوم وهو ما جعله يخسر الكثير من النقاط الهامة. المركز الثالث كان لتشيلسي والذي حصد 39 نقطة، تشيلسي بطل الموسم الماضي وعلى الرغم من بقاءه جيدا في الشق الدفاعي لكنه عانى في الجزء الهجومي حيث لم يسجل إلا 32 هدفا وهو معدل قليل نوعا ما لفريق كان يرغب في الدفاع عن اللقب هذا الموسم لكنه وجد نفسه ينافس فقط على مركز الوصافة. ليفربول كان في المركز الرابع ب35 نقطة وهو على الرغم من تألق نجميه ​محمد صلاح​ وفيليب كوتينيو عانى كثيرا دفاعيا وهذا كان مشكلة كبيرة بالنسبة له لأنه لم يجد التوازن بين الدفاع والهجوم وهذا أمر يجب أن يجد كلوب حلا له إذا ما أراد التقدم أكثر في جدول الترتيب.

توتنهام هوتسبيرز​ حل في المركز الخامس وحصد 34 نقطة.

توتنهام بدأ الموسم بشكل قوي للغاية حيث كان منافسا على الصدارة لكنه تراجع في القسم الثاني من مرحلة الذهاب وذلك بسبب مشاكل جماعية باداء الفريق ككل خاصة خط الوسط ما جعل إيقاع الفريق يهبط لكنه بقي أمام ​أرسنال​ الذي حل سادسا والذي لم يكن على قدر تطلعات جماهيره فحصد فقط 34 نقطة وهو أيضا لم يكن ثابتا في أداءه بل تارة يقدم كرة قدم جميلة وتارة يكون بطيئا في أسلوب لعبه ومفتقدا للأداء الواضح المعالم هجوميا.

مفاجأة الموسم السارة كانت بيرنلي والذي قدم أداءا مميزا إذ وصل للنقطة 32 مسجلا 9 انتصارات مع أداء مبهر وهو كان صاحب خط دفاع قوي للغاية لكن المشكلة كانت في أداءه الهجومي حيث سجل 16 هدفا فقط لكنه عوّض ذلك باداءه الدفاعي الرائع.

ليستر سيتي​ احتل المركز الثامن ب27 نقطة حيث كان جيدا من الناحية الهجومية لكنه عانى دفاعيا على عكس ما تميز به في السابق وهذا يعود إلى التغير في شخصية الفريق وأتى خلفه إيفرتون الذي كانت بدايته بطيئة للغاية مع المدرب ​كومان​ والذي غادر تدريب الفريق ليكتفي الفريق بحصد 26 نقطة ثم بعده واتفورد والذي قدم اداءا لا بأس به.

فرق وسط الترتيب استمرت مع ​هادرسفيلد​ و​برايتون​ لنصل بعدها للمركز الثاني عشر مع ​ساوثهامبتون​ والذي حتى المركز الأخير مع سوانزي، يدور صراع كبير على الهبوط حيث تخوضه فعليا 8 فرق يفصل بينها ست نقاط ما يعني بأن الأمور غير واضحة رغم أن ​سوانزي سيتي​ و​ويست بروميتش البيون​ هما أقل الفرق نقاطا لكن الأمور مفتوحة على كل الإحتمالات لأنه من الناحية الفنية أيضا تتقارب الفرق في أدائها والأكيد أن كل واحد منها سيبذل أقصى ما باستطاعته من أجل تجنب الهبوط.

ربما اقترب مانشستر سيتي كثيرا من اللقب لكن هذا يعوضه الصراع القوي الدائر على مراكز دوري الأبطال وعلى تفادي الهبوط للدرجة الأدنى ما يضعنا إيابا أمام الكثير من المباريات المنتظرة ما يعني بأن الترتيب قد يتغير كثيرا ولن ترسم صورته النهائية بكافة تفاصيله الهامة قبل المراحل الأخيرة من عمر الدوري.

أحمد علاء الدين