حسم برشلونة مباراة ​الكلاسيكو​ على ملعب السانتياغو برنابيو وذلك عندما هزم ​ريال مدريد​ 3-0 ضمن الجولة السابعة عشر من ​الدوري الإسباني لكرة القدم​. المدير الفني لبرشلونة إيرنستو فالفيردي لعب بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ميسي وسواريز في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لريال مدريد زين الدين بنفس الرسم التكتيكي 4-4-2 مع رونالدو وبنزيما في خط الهجوم.

الفريقين تبادلا السيطرة في بداية اللقاء مع اعتماد الضغط على حامل الكرة لكن الريال بدا الفريق الأكثر استحواذا في ظل بعض المعاناة من قبل البرسا في الصعود بالكرة ما جعله يعتمد أيضا على الضغط العالي لتهدأ المباراة بعدها ما انحصار اللعب في وسط الملعب.

تركيز الريال كان على الجهة اليسرى مع تقدم الظهير ​مارسيلو​ ومساندة من كروس ورونالدو فيما كان باولينيو يؤدي دائما ادوار هجومية ويحاول مساندة ميسي وسواريز في عمق دفاعات الريال لتصبح المباراة اسرع قليلا لكن الريال كان الطرف الأنشط والأكثر حركية لكن البرسا كان يعتمد دفاعا من منتصف الملعب عند خسارته للكرة وهو كان منظما في طريقة دفاعه وسرعة ارتداده للخلف ما ضيق المساحات على الريال الذي ركز بشكل شبه كلي على الجهة اليسرى مع لعب كرات عرضية خطرة ليعود بعدها مودريتش وكارفاخال لتنشيط الجبهة اليمنى أيضا.

سيطرة الريال وتقدمه للأمام أعطى البرسا بعض المساحات في الخلف خاصة بين الظهير ولاعب قلب الدفاع لينطلق بها لاعبو البرسا ويضيع باولينيو كرة خطرة أبعدها الحارس نافاس. الريال استمر بالتحرك عبر العرضيات مع استمرار استحواذه على الكرة لكنه كان يفتقد إلى اللمسة الأخيرة ليتحسن البرسا قليلا في نهاية الشوط الأول حيث هدأت المباراة قليلا لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي 0-0 حيث كان الريال أفضل بشكل عام ووصل أكثر إلى مناطق البرسا لكنه افتقد للمتابعة اللازمة في العمق وهو كان يجب ليه استغلال تفوقه الفني من أجل تسجيل هدف لكن هذا لم يحصل.

الشوط الثاني بدأه البرسا بطريقة هجومية مميزة حيث حاول السيطرة على وسط الملعب وتسريع نقله للكرات الأرضية دائما عبر ميسي من عمق الملعب بجانب اعتماد الضغط العالي في مناطق الريال عند خسارة الكرة لاستردادها سريعا وهو ما حصل ليتراجع دفاع الريال تحت ضغط البرسا السريع ويسجل هدف التقدم عبر لويس سواريز عند الدقيقة 54.

البرسا بعد الهدف استمر الفريق الأفضل وسط غياب أردة فعل من الريال حيث بدا من دون أي شكل هجومي كما ظهر التفكك في وسط الملعب مع مساحات كبيرة في العمق ووجود ثغرات بين خطي الوسط والدفاع ليستمر البرسا بضغطه الهجومي وبتحركات ميسي ومساندة باولينيو وراكيتيتش من العمق ليحصل البرسا على ركلة جزاء يطرد على أثرها كارفاخال ويسجل ميسي منها الهدف الثاني للبرسا عند الدقيقة 64.

زيدان كان يحضر لتبديلين هجوميين مزدوجين لكن طرد كارفاخال أثر على خططه فأخرج بنزيما وأدخل ناتشو الذي لعب كظهير أيمن مكان كارفاخال وتحول رونالدو لرأس حربة وحيد مع خطة 4-4-1. البرسا بقي أيضا الطرف الأفضل وسط ارتداد الريال للخلف مع عدم القدرة على القيام بالكثير هجوميا ليتدخل زيدان ويقوم بتبديلين هجوميين مخرجا لاعبي الوسط ذون النزعة الدفاعية كاسيميرو كوفاسيتش ويدخل بايل وأسينسيو ليصبح الريال يلعب 4-2-3 ليفعل الريال طرفي الملعب مع تقدم أكثر من قبل مارسيلو ولعب الكرات العرضية التي كانت خطرة مع دخول بايل بجانب رونالدو في العمق وسط ارتداد من البرسا للخلف ما جعل فالفيردي يتدخل ويخرج إنييستا من وسط الملعب ليحل مكانه سيميدو الذي لعب كظهير أيمن ويتحول روبيرتو للاعب وسط. الهدف كان تنشيط خط الوسط وإضفاء مزيد من الصلابة الدفاعية على طرفي الملعب وهذا ما نجح إذ هدأ إيقاع الريال في الدقائق الأخيرة مع شبه تسليم بالنتيجة ليستغل البرسا التفوق العددي ويعيد فرض إيقاعه على المباراة لا بل يسجل هدفا ثالثا عبر فيدال في آخر دقيقة من المباراة.

فوز البرسا الثلاثي كان مستحقا ففالفيردي لعب بواقعية كبيرة وهو قام بشوط أول تكتيكي ثم هاجم بشكل مميز في الشوط الثاني بينما كان من المتوقع أن ينزل إيقاع الريال بعد شوط أول جيد فشل في استغلاله للتسجيل، بينما كان الفريق مفككا في الشوط الثاني مع غياب الجماعية في الأداء والإنضباط التكتيكي ليدفع الفريق غاليا ثمن هذا الأمر.

أحمد علاء الدين