أسدل الستار على مرحلة الذهاب من الدوري الفرنسي لكرة القدم حيث سيتوقف الدوري لعدة أسابيع كما العادة إفساحا في المجال أمام الفرق لنيل العطلة الشتوية ومحاولة تصحيح الأوضاع الفنية.

وكما كان متوقعا، نجح ​باريس سان جيرمان​ بترسانته المدججة بالنجوم من تصدر الدوري بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسه بعدما حصد 50 نقطة ولم يخسر إلا مباراة واحدة ليكون خط الهجوم الأقوى في الدوري بمعدل 3.05 هدف في المباراة الواحدة. عدم وجود منافسة حقيقية على اللقب في ظل الفارق بين الباريسيين وباقي الفرق عوضته المنافسة الشرسة على المركز الثاني والثالث المؤهلين لدوري أبطال أوروبا حيث تدور معركة بين ثلاثة فرق هي ​موناكو​، ليون و​مارسيليا​. موناكو وليون لديهما 41 نقطة أما مارسيليا فبرصيده 38 نقطة.

ويملك موناكو وليون خط هجوم قوي بمعدل 2.42 هدف في المباراة الواحدة مع معدل أقل لمارسيليا يصل إلى هدفين في كل مباراة. ما يميز هذه المنافسة الثلاثية هو اشتراك الفرق الثلاثة بنفس أسلوب اللعب القائم على الإستحواذ والمبادرة الهجومية ليكون من المتوقع أن تستمر هذه المنافسة حتى نهاية الموسم لحصد بطاقتي دوري الأبطال.

في المركز الخامس نجد نادي نانت مع مدربه ​كلاوديو رانييري​ والذي وصل للنقطة ال33، ولا يمكن استبعاد نانت من الدخول في المنافسة مع الفرق الثلاثة التي فوقه إذا ما استمر بنفس الأداء لكن على رانييري إيجاد الحلول للشق الهجومي فالفريق دفاعيا مميز وتلقت شباكه فقط 18 هدفا ليكون ثالث أقوى خط الدفاع غير أن الفريق لم يسجل إلا 18 هدفا أي بمعدل أقل من هدف في المباراة الواحدة وهو أمر غير مقبول وإن كان نانت يلعب بأسلوب رانييري الدفاعي التقليدي. نيس والذي حل ثالثا في الموسم الماضي تراجع هذا الموسم وهو بدأ الموسم بشكب بطيئ للغاية حيث كان في المراكز المتأخرة لكن شيئا فشيئا أعاد مدربه فافر الأمور إلى السكة الصحيحة مع تحسن هجومي واضح لكن الفريق يحتاج لتحسين دفاعه والذي كان خامس أضعف خط دفاع في الدوري.

مفاجأة الموسم السارة كان فريق ​مونبيليه​ الذي احتل المركز السابع ب26 نقطة وكان أكثر فريق تعادلا لفت الأنظار بأداءه الدفاعي ليكون صاحب خط الدفاع الأقوى في البطولة لحد الآن إذ تلقت شباكه 13 هدفا فقط لكن معدله الهجومي كان أقل من عادي إذ سجل 17 هدفا ولو نجح الفريق إيابا في البقاء بنفس القوة الدفاعية مع تحسين العمل الهجومي للفريق من الممكن أن نر مونبيلييه ينافس على المراكز الأوروبية.

موسم ​غانغان​، رين، ديجون، ​ستراسبورغ​ وكان كان جيدا للغاية فهم احتلوا مراكز وسط الترتيب حيث ضمنوا وإن بشكل مؤقت الإبتعاد عن مراكز الهبوط كما كان لافتا حضور ​أميان​ وتروا القادمين من الدرجة الثانية فاحتلا المركزين 13 و14 متقدمين على فريقي ​بوردو​ و​سانت إتيان​ اللذين تراجعا كثيرا هذا الموسم وهم ليسوا بعيدين عن صراع الهبوط وتكمن المشكلة الأساسية لديهما في الضعف الدفاعي وهو ما ينطبق على ​تولوز​ أيضا صاحب المركز ال17 برصيد 19 نقطة. الفرق الثلاثة تلك كانت الموسم الماضي تنافس على المراكز الأوروبية غير أنها تراجعت بشكل كبير حتى وصلت للتفكير فقط في كيفية الهروب من شبح الهبوط.

موسم ليل ذهابا لم يسر العدو ولا الصديق فمشروع المدرب بييلسا مع الفريق فشل لحد الآن إذ احتل ليل المركز الثامن عشر ولم يحصد إلا 19 نقطة مع هجوم ضعيف سجل 17 هدفا ودفاع مفكك تلقى 30 هدفا والفريق يحتاج لردة فعل سريعة في بداية الإياب قبل أن يفوت الأوان. ​أنجيه​ أيضا والذي كان في الموسم الماضي أحد الفرق الجيدة يقبع حاليا في المركز 19 ب18 نقطة وهو يخوض معركة الهبوط مع إدراكه بحاجته للتحسن سريعا.

وإذا ما نظرنا إلى جدول الترتيب نجد أن الفارق من المركز 13 إلى المركز 19 هو ثلاث نقاط فقط ما يعني أن معركة الهبوط فرنسيا قوية للغاية وليس هناك أي فريق من وسط الترتيب حتى ضامن للبقاء وهو ما سيضفي إثارة وتشويقا أكثر على هذه المعركة. أما صاحب المركز الأخير ميتز فهو اكتفى بحصد 11 نقطة مع خطي هجوم ودفاع كانا الأضعف ويبدو بأن ميتز قريب جدا من الهبوط إلا في حال حصول معجزة فالفارق ربما ليس كبيرا وهو 8 نقاط مع ليل الذي يحتل مركز الملحق الفاصل لكن الأمر ليس سهلا إذا ما استمر الفريق بنفس الأداء ذهابا وهو يحتاج لتقديم بداية إياب قوية تعيد خلف الأوراق من جديد في معركة الهبوط.

أحمد علاء الدين