إن كنت من مشجعي فريق ​فيراري​ وأنت غاضب بعد نهاية موسم 2017، فأنا أتفهم ذلك. بكل بساطة، فيراري إمتلكت السيارة الأسرع في البطولة في الفورمولا 1 لكن بالرغم من ذلك خسرت بطولة الصانعين بفارق كبير وحتى قبل نهاية الموسم بثلاث سباقات. فيراري كانت الأسرع لكن ​مرسيدس​ تمتعت بإعتمادية تشغيل افضل وهذا ما منحها اللقب.

في هذا المقال سوف أعرض كيف أن فيراري من خلال سائقها ​سيباستيان فيتيل​ كان بإمكانها الفوز بلقب بطولة السائقين على الأقل، لكنها خسرت ذلك بسبب مجموعة من الأخطاء البشرية والميكانيكية. ولم يكن الفارق بين فيتيل وهاميلتون في نهاية الموسم سوى 46 نقطة.

1- جائزة أستراليا الكبرى:

فاز فيتيل في هذا السباق وصدم مرسيدس حيث ان الأخيرة تفاجأت بسرعة سكوديريا في السباق. وكان سائق مرسيدس ​لويس هاميلتون​ على بُعد 10 ثواني في نهاية السباق عن فيتيل. كانت فيراري ممتازة في هذا السباق وكانت البداية التي يبحث عنها الفريق الإيطالي بعد عدة مواسم صعبة.

2- جائزة الصين الكبرى:

بعد الصدمة الأولية، عادت مرسيدس الى سرعتها المعتادة وتمكنت من الفوز في هذا السباق من خلال هاميلتون، وحلّ فيتيل في المركز الثاني بفارق 7 ثواني. حتى هذه النقطة كانت الأمور متعادلة بين فيتيل وهاميلتون.

3- جائزة البحرين الكبرى

عاد فيتيل بقوة في هذا السباق وبالرغم من تأهله في المركز الثالث تمكن من الفوز به وحّل هاميلتون في المركز الثاني بفارق 7 ثواني. وبعد هذا السباق أثبتت فيراري أنها سريعة في الحلبات التقليدية كأستراليا والحلبات الجديدة مثل البحرين.

4- جائزة روسيا الكبرى

تأهل فيتيل في المركز الأول في هذا السباق وكانت فيراري الأسرع بكل وضوح، لكن على الإنطلاق وبسبب طول المستقيم الأساسي للحلبة تمكن سائق مرسيدس ​فالتيري بوتاس​ من تخطيه. وبقي فيتيل وراء بوتاس طوال السباق ولم يبعد عنه سوى 6 أعشار من الثانية في النهاية. وبكل بساطة لم يتمكن من تخطيه كونه بسبب تصميم السيارات هذا الموسم أصبح من المستحيل التخطي على بعض الحلبات كون السائق يفقد التماسك حين يكون يلاحق السائق الذي أمامه. وهكذا يكون فيتيل خسر 7 نقاط بحلوله في المركز الثاني في سباق كان يجب الفوز به.

5- جائزة إسبانيا الكبرى

تمكن فيتيل الذي تأهل في المركز الثاني من تخطي هاميلتون المنطلق من المركز الأول في الإنطلاق وكان يتوجه للفوز في هذا السباق. وحلبة إسبانيا هي المعيار التي تثبت عليها الفرق قوتها وفي حال كانت جيدة عليها هذا يعني أنها ستكون جيدة على معظم الحلبات. لكن خلال السباق حصل حادث وتم فرض سيارة الأمان الإفتراضية وإستغلت مرسيدس هذا الأمر من خلال إدخال هاميلتون الى الحظائر وهذا ما قضى على فارق السبع ثواني الذي كان يتمتع بها فيتيل عليه. وفي الجزء الأخير من السباق كان هاميلتون على الإطار الأسرع فتمكن من تخطي فيتيل الذي كان على الإطار الأبطأ. وفي النهاية لم يكن الفارق سوى 4 ثواني. وخسر فيتيل 7 نقاط هناك بسبب عدم تأقلم فريقه بسرعة خلال مجريات السباق.

6- جائزة ​موناكو​ الكبرى

سيطرت فيراري في موناكو وحل فيتيل في المركز الأول وزميله ​كيمي رايكونين​ في المركز الثاني. فيما مرسيدس كان سباقها كارثي حيث أن فالتيري بوتاس حل في المركز الرابع وهاميلتون في المركز السابع.

7- جائزة كندا الكبرى

إنطلق هاميلتون من المركز الأول وكانت مرسيدس أفضل في هذا السباق. وفيتيل الذي إنطلق من المركز الثاني تعرّض لكسر في جناحه الأمامي بعد أن صدمه سائق فريق رد بُل ماكس فرستابن. وهكذا إضطر الى الدخول باكرًا الى الحظيرة لتبديل جناحه وهذا ما كلّفه مركزين في السباق. وهكذا يكون فيتيل قد أضاع هنا 6 نقاط.

8- جائزة أذربيجان الكبرى

هذا هو السباق الأكثر جنونيًا في الموسم وكان فيتيل وهاميلتون في صراع قوي. ففتيل تمكن من الوصول الى المركز الثاني بعد أن إنطلق من المركز الرابع. وحصلت العديد من الحوادث خلال اللفات الأولى ما تسبب بفرض سيارة الأمان. ولدى توجه هذه السيارة للخروج عن الحلبة فرمل هاميلتون بقوة ما فاجأ فيتيل الذي صدمه من الخلف وهذا أدى الى تضرر السيارتين وفقد فيتيل أعصابه وإقترب من هاميلتون وصدمه عن قصد. هذا الخطوة في النهاية خسّرت فيتيل السباق حيث تم معاقبته بالدخول الى الحظيرة والتوقف لمدة 10 ثواني. ولولا ذلك الفعل الغاضب لكان فيتيل قد فاز في السباق كون هاميلتون إضطر الى الدخول الى الحظيرة بسبب عدم ثبات القطعة التي يسند عليه رأسه في سيارته فأجبرته إدارة السباق على تغييرها. وهكذا أنهى فيتيل السباق في المركز الرابع فيما هاميلتون في المركز الخامس. ويكون فيتيل قد خسر بسبب فورة غضبه 13 نقطة كونه كان سيفوز بالسباق بعد إضطرار هاميتون الى أصلاح مسند الرأس.

9- جائزة ​بريطانيا​ الكبرى

في هذا السباق كان أداء فيراري سيئ وكان تفوق مرسيدس فيه واضح. وكان هذا السباق هو الأول الذي تكون فيه فيراري خارج المنافسة كليًا. وحققت مرسيدس فوز مزدوج فيه حيث أن هاميلتون وبوتاس إحتلا المركزين الأول والثاني.

10- جائزة ​المجر​ الكبرى

تأهل فيتيل في المركز الأول وفاز أيضًا بالسباق بالرغم من أنه كان يُعاني من مشكلة في مقود السيارة حيث أن الأخيرة كانت تشرد الى جهة اليمين. وحل رايكونين في المركز الثاني. أما هاميلتون فجاء في المركز الرابع. وكانت قيراري الأفضل في هذا السباق وإستحقّت الفوز.

وهكذا بعد أول 10 سباقات في الموسم أضاع سيباستيان فيتيل 33 نقطة. وفي السباقات المتبقية القصة محزنة أكثر لفيراري...