لم يعد خافياً على أحد ان مانشستر سيتي هو أحد أفضل الفرق في الدوري الإنكليزي وعلى مستوى القارة الأوروبية هذا الموسم، كما لم يعد مستغرباً كيف يحقق متصدر الدوري الممتاز الإنتصار تلو الآخر في إشارة واضحة إلى ما يمكن أن يجنيه من إنجازات محلية وقارية.

إلا ان اللافت في كل هذا الأمر هو ما فعله المدرب بيب ​غوارديولا​ في موسمه الثاني مع الفريق الإنكليزي، حين استطاع تحويل السيتي من فريق حقق المركز الثالث في الدوري وبفارق 15 نقطة عن حامل اللقب تشلسي، الى آخر ينفرد بصدارة الدوري الممتاز وبفارق 11 نقطة عن أقرب مطارديه وبأرقام تتكلم عن نفسها من الناحيتين الهجومية والدفاعية وبسجل خال من الخسارة.

ومما لا شك فيه ان هذا الأمر أعاد إلى الأذهان ما حققه المدرب الإسباني في كل من برشلونة و​بايرن ميونيخ​ وهو على ما يبدو في طريقه للفوز ببطولة الدوري الممتاز مع مانشستر سيتي وألقاب محلية أخرى في الفترة الحالية وفي الموسم المقبل.

من الواضح ان مانشستر سيتي بات أكثر المرشحين للصعود إلى منصة التتويج في انكلترا هذا الموسم على الرغم من تبقي 21 جولة على انتهاء الدوري الممتاز، وباستثناء مباراة السيتي و​توتنهام هوتسبير​ يوم السبت، فإن رجال المدرب غوارديولا تمكنوا من الفوز على كل الفرق التي تحتل المراكز من 2 الى 9، مما يعني ان القدرة على اسقاط المنافسين ستقرب الفريق أكثر فأكثر من تحقيق حلمه المنشود.

لكن في خضم كل ذلك، قد لا تجد أحداً يشكك بقدرة بيب غوارديولا على الفوز باللقب المحلي كما فعل في برشلونة ومع بايرن ميونيخ،لكن المعيار الحقيقي لنجاحه في التجربة الثالثة تدريبياً سيكون الفوز ب​دوري أبطال أوروبا​ وهو الأمر الذي لم يفعله مع الفريق البافاري طوال السنوات الثلاث التي قضاها هناك.

لذلك وعلى الرغم من نجاح السيتي في بلوغ دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إلا ان المحك الحقيقي يتجسد بمواصلة المشوار حتى النهاية خاصة وان مباراتي بازل السويسري في دور الـ16 لن تشكلا اي عقبة له نحو بلوغ ربع النهائي، لكن من هنا سيبدأ الإختبار الحقيقي لجاهزية الفريق من أجل خوض التحديات الصعبة.

يدرك بيب غوارديولا ان الأمور لن تكون سهلة على الإطلاق سواء في انكلترا او أوروبا، لكنه يدرك أكثر ان فريقه ارتدى ثوب البطل بمعنى ان كل انتصار يحققه السيتي في مختلف المسابقات سيعزز من الثقة لدى اللاعبين وسيجعلهم يتمسكون أكثر بمبدأ احترام الخصم وهو السبيل الوحيد الذي يساهم بصعود المدرب الإسباني ولاعبيه الى منصات التتويج.