انتهت مرحلة الذهاب في كل من الدوريات العربية في السعودية، الإمارات وقطر حيث ما زالت الأمور غير واضحة لا على صعيد الفرق المنافسة على اللقب أو الفرق المهددة بالهبوط في ظل تقارب بالمستوى بين الفرق.

سنحاول في هذا التقرير الإضاءة على أبرز ما حصل في مرحلة الذهاب في كل من الدوريات الثلاثة المذكورة.

السعودية

على الرغم من امتلاكه لمباراتين مؤجلتين نظرا لانشغاله بنهائي ​دوري أبطال آسيا​، ما زال ​الهلال​ متصدرا للدوري ب27 نقطة متقدما على فريقي الأهلي و​النصر​ واللذين يبدو أنهما الوحيدين القادرين على السير حتى النهاية في المنافسة على اللقب. الهلال ظهر كما العادة قويا وصلبا في ظل توازن بين الدفاع والهجوم وهو لا شك يملك حظوظا للاستمرار متصدرا لكن منافسه الأهلي جدة فقدم أداءا هجوميا مميزا وكان صاحب خط الهجوم الأقوى لكنه عانى من بعض المشاكل الدفاعية وهي ما جعلته يفقد نقاطا ثمينة كما أن العين يجب أن تبقى على النصر والذي أثبت أنه يستطيع تقديم كرة قدم جيدة لكنه يتشارك مع الأهلي في نفس المشكلة وهي الشق الدفاعي الذي يجب أن يتحسن إذا ما أراد الفريقان الإستمرار في منافسة الهلال ومزاحمته على الصدارة.

مفاجأة البطولة السارة كان ​نادي الفيصلي​ والذي قدم ذهابا مميزا حيث ظهر بدفاع متماسك وهو يحتل المركز الرابع وخلفه نادي الإتحاد الذي لم ينجح أبدا في تقديم نفسه كمنافس على اللقب حيث حصد فقط 19 نقطة في ظل معاناته هو الآخر من دفاعه والذي ظهر مفككا في كثير من المباريات. وسط الترتيب يضم الكثير من الفرق والتي يمكن القول بأنها في مكانها الطبيعي أما صراع الهبوط فهو أيضا قوي مع وجود منافسة شرسة بين أكثر من خمسة فرق تفصل بينها أربع نقاط فقط لكن المفاجأ كان وجود فريق الشباب من ضمنها والذي يحتاج للعودة بشكل سريع إلى مستواه الطبيعي من أجل حفظ ماء الوجه خاصة أنه أحد أعرق الفرق السعودية.

قطر

منافسة ثلاثية تدور على الصدارة بين فرق ​الدحيل​، السد والريان حيث أظهرت الفرق الثلاثة أنها جاهزة لأقصى حد من أجل خوض الصراع على اللقب الذي يقوده الدحيل ب29 نقطة، السد ب27 والريان ب25. ويعد الدحيل لحد الآن الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة وهو يملك خط الهجوم الأقوى بينما يملك السد خط الدفاع الأقوى أما الريان فهو ربما أقل الفرق الثلاثة من ناحية الإحصاءات الهجومية والدفاعية لكنه يلعب بذكاء ويعرف في أغلب المباريات كيف تؤكل الكتف. ثلاثي جديد نجده من المركز الرابع حتى السادس في مراكز دافئة حيث ضمنوا البقاء ويدركون بأن المنافسة على اللقب أمر صعب. الفرق الثلاثة هي السيلية، ​أم صلال​ والأهلي. المعركة الكبيرة الأخرى تدور في الخلف وتحديدا من المركز السابع حتى المركز الثاني عشر إذ يوجد ستة فرق يفصل بينها أربع نقاط فقط وهي كلها مهددة بشبح الهبوط رغم وجود فرق عريقة ك​الغرافة​ والعربي. الغرافة يعاني هجوميا من ناحية التسجيل واستغلال الفرص أمام العربي فهو يعاني بشكل واضح دفاعيا ويعد ثاني أسوأ خط دفاع في الدوري ويجب على الفريقين تدارك الوضع سريعا في مرحلة الإياب من اجل عدم الدخول في المجهول. مرحلة ذهاب لم تبح بكل أسرارها لكنها كانت من دون شك مثيرة والقادم بكل تأكيد أعظم في مرحلة الإياب.

الإمارات

تصدر ​الوصل​ ترتيب الدوري بعد انتهاء مرحلة الذهاب حاصدا 25 نقطة مثله مثل فريق العين حيث يعدا الفريقان الوحيدان اللذين لم يتلقا طعم الخسارة حتى الآن. وظهر الفريقان بمستوى يؤهلهما للمنافسة حتى النهاية على اللقب مع أسلوب هجومي وممتع وانضباط دفاعي واضح لكن العين يجب أن تبقى على ​الوحدة​ والذي يملك 20 نقطة مع مباراة مؤجلة وهو يعول على خط دفاعه الأفضل لحد الآن في البطولة من أجل إزعاج الوصل و​الاهلي​ ما يعني بأن المنافسة على اللقب في الإمارات أيضا ثلاثية. ولم تقدم فرق النصر، ​الجزيرة​ حامل اللقب وشباب أهلي دبي ما كان منتظرا منها في فترة الذهاب فاحتلت أماكن في وسط الترتيب وهي تبدو بعيدة نوعا ما ولا قدرة لديها على تحمل عناء الصراع على اللقب. صراع الهبوط قوي للغاية فهناك ثلاثة فرق تعاني حقا هي الإمارات، حتا و​الظفرة​ حيث يتوقع النقاط أن يهبط اثنان من الفرق الثلاثة لكن هناك فرق أخرى ليست بعيدة بدورها عن معركة الهبوط كعجمان، ​دبا الفجيرة​ و​الشارقة​. المراحل الأولى من الإياب ستكون هامة كونها سترسم صورة الدوري بشكل أفضل لكن الأهم بأن مرحلة الذهاب قسمت الأندية لثلاثة أقسام، قسم ينافس على الدوري، قسم في مراكز الوسط وقسم آخر تنتظره أيام صعبة ويجب أن يقوم بكل ما لديه من أجل تفادي الهبوط إلى دوري المظاليم.

أحمد علاء الدين