تدخل ​كأس العالم للأندية​ مرة أخرى في سباق نحو كسر إحتكار الفرق الأوروبية للقب البطولة التي انطلقت بنظامها الجديد منذ العام 2005، في وقت ما تزال الفرق الأخرى من القارات المختلفة تنظر للمشاركة لكونها تضاف إلى سجلاتها لا أكثر ولا أقل.

ويبدو ​ريال مدريد​ حامل اللقب مرشحاً مرة أخرى لإحراز اللقب الثالث في أربع سنوات عطفاً على فارق المستوى بينه وبين الفرق الثلاثة الأخرى التي بلغت الدور نصف النهائي، حيث سيلعب الفريق الملكي مع ​الجزيرة الإماراتي​، في حين يلتقي ​باتشوكا المكسيكي​ مع ​غريميو البرازيلي​.

ومع كل نسخة جديدة لبطولة كأس العالم للأندية يعيد المتابعون سيناريو الأسئلة التي سبق وطرحوها والمتعلقة بنظام البطولة حيث يكتفي كل من بطل أوروبا وكأس الليبرتادوريس بخوض دور الاربعة تاركين بقية الفرق تخوض تصفيات فيما بينها، مما يعني ان البطل غالباً ما يكون معروفاً ونعني حامل لقب دوري أبطال أوروبا.

ولم يتمكن أي من أبطال القارات من الصعود الى منصة التتويج سوى مرتين في النسخ الـ12 الأخيرة بفوز فريقين من أميركا الجنوبية، في حين سيطرت الفرق الأوروبية على النسخ الباقية في اشارة واضحة وصريحة لكونها بطولة يُعرف بطلها حتى قبل انطلاقتها.

ربما تشكل بطولة العالم للأندية مظلة لأبطال القارات من أجل تقديم صورة مشرفة في هذا المحفل العالمي، لكنها في المقابل تشكل عبئاً على الفريق الأوروبي القادم من جدول مباريات مضغوط على الصعيدين المحلي والقاري، ومع ذلك فإن هذا العبء سرعان ما يتبدد مع أحراز لقب "شبه مضمون" في أغلب الأحيان.

عربياً، يمكن القول ان البطولة نجحت إلى حد ما في إبراز العديد من الفرق العربية بخلاف كأس العالم للمنتخبات، وصحيح ان فريق واحد نجح ببلوغ المباراة النهائية هو الرجاء البيضاوي الذي خسر نهائي عام 2013 أمام بايرن ميونيخ، الا ان فرقاً أخرى تمكنت من بلوغ دور الاربعة وهي إضافة للجزيرة، هناك الإتحاد السعودي، السد القطري، الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي، كما ان التأهل الى هذه البطولة ساهم إلى حد ما في رفع مستوى البطولتين الآسيوية والافريقية.

من هنا يمكن القول ان استمرار هذه البطولة هو أمر إيجابي لفرقنا العربية ويساهم في ارتقاء المستوى،لكن في المقابل لا يبدو في الافق ان فريقاً عربياً قادراً في المدى المنظور على تبوأ منصة التتويج في ظل الاختلاف الكبير في المستوى مع الفرق الأوروبيةالساعية لفرض المزيد من الهيمنة على البطولة.