كان سقوط ​باريس سان جيرمان​ للمرة الأولى هذا الموسم أمام ​ستراسبورغ​ هو العنوان الأبرز الذي استحوذ على كل الإهتمام نهاية الاسبوع، خاصة بعد أن رسم الفريق الباريسي صورة البطل الذي لا يقهر منذ أن ضم النجم البرازيلي نيمار من برشلونة واللاعب الشاب ​كليان مبابي​ من ​موناكو​.

وبدا باريس سان جيرمان وهو يحصد الإنتصار تلو الآخر على منافسيه محلياً وأوروبياً ومن هؤلاء العملاق البافاري بايرن ميونيخ،انه الرقم الصعب في القارة العجوز هذا الموسم، الأمر الذي دفع الجميع لاعتباره أحد أبرز المرشحين لمقارعة كبار أوروبا وحتى التغلب عليهم.

من الواضح أن تلك الصورة التي رُسمت عن باريس سان جيرمان لم تأتِ من فراغ أو من قبيل الصدفة بعدما أثبت أنه يملك قوة هجومية هي الأقوى في أوروبا بفضل الثلاثي ​ادينسون كافاني​ ونيمار ومبابي حيث تمكنت تلك القوة مع لاعبين آخرين من تسجيل 72 هدفاً في 21 مباراة محلية وقارية وهو رقم ليس بالسهل بالمقارنة مع فرق أخرى مثل برشلونة ومانشستر سيتي.

وفي المقابل لم يكن الخط الدفاعي بعيداً عن هذا التألق بعدما بلغ معدل اهتزاز شباك بي اس جي 0.6 فقط في المباراة الواحدة، مما يعني ان ادارة الفريق الباريسي نجحت حتى الآن في بناء فريق قادر على تحقيق الطموحات والآمال هذا الموسم.

لكن خسارة ستراسبورغ المفاجئة طرحت الكثير من علامات الإستفهام خاصة ان باريس سان جيرمان لم يخسر محليًا منذ 30 أبريل/ نيسان الماضي، حينما سقط على أرض نيس بنتيجة (3-1)، ما يعني أنه صمد لـ18 جولة كاملة دون التعرض لأي خسارة.

ربما تأتي تلك الخسارة في وقت مناسب لباريس سان جيرمان كونها ستكشف الأسباب الكامنة لتلك المفاجأة غير المتوقعة على الرغم من أنها لم تضر رجال المدرب أوناي إيمري كثيراً لكون الفريق يبتعد بفارق تسع نقاط في صدارة الدوري الفرنسي، كما انها جاءت قبل المواجهة المرتقبة أوروبيا أمام بايرن ميونيخ في اليانز أرينا يوم الثلاثاء في المباراة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.

صحيح ان خسارة ستراسبورغ لم تكن سوى "كبوة" صغيرة بالنسبة لنيمار ورفاقه وربما تكون مفيدة في هذا الوقت من الموسم، لكنها في المقابل رسمت صورة لم يعرفها حتى الآن كل من برشلونة في اسبانيا ومانشستر سيتي في انكلترا وهي ان باريس سان جيرمان ليس البطل الذي لا يقهر والدليل ان 25 تسديدة على مرمى الخصم لم تمنع الخسارة عن متصدر الدوري الفرنسي.

يبقى القول ان الأنظار ستكون متوجهة الى لقاء البايرن الساعي لرد اعتباره لخسارة مباراة الذهاب، وعليه فإن باريس سان جيرمان سيحاول تجنب العودة بنتيجة سلبية ربما تساهم في اهتزاز صورته أكثر كأحد أبرز المرشحين للعب دور بارز في أوروبا هذا الموسم.