هي مرحلة إستثنائية يمر بها المنتخب الوطني اللبناني لكرة القدم، فقد إستطاع أبناء الأرز ولأول مرّة من التأهل عبر التصفيات إلى بطولة كأس أمم آسيا عام 2019 ، بعد مشاركته الأولى عام 2000 كبلدٍ مستضيفٍ دون خوض غمار المباريات التأهيلية. مرحلة إنتقالية جعلت لبنان يقفز إلى مرتبةٍ متقدّمةٍ في جدول ترتيب الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ليصبح في المركز الـ87 عالمياً و13 آسيويا، متقدماً على منتخبات مهمة في العالم، كقبرص وقطر والغابون وكندا وعمان.

لا شكّ أن نظام التصفيات الذي إتبعه الإتحاد الآسيوي فيما يتعلق بالترشح إلى كأس آسيا وكأس العالم بمذج تصفيات البطولتين ببضعها البعض قد إستفاد منه وبشكل كبير ​منتخب لبنان​، ناهيك عن مشاركة 24 منتخباً في النسخة المقبلة بإضافة ثماني منتخبات، هذا ما أكّده قائد نادي الصفاء ونجم منتخب لبنان ​زين طحان​ في مقابلة مع صحيفة السبورت الإلكترونية عبر مراسلها محمّد بزّي، حيث أكّد طحان أنّ المنتخب قد إستفاد من هذا النظام في نواحي عدّة، فلبنان وبحسب رأيه، تفادى مواجهة منتخبات صعبة وقوية خلال الأدوار النهائية من التصفيات، كسوريا والأردن والعراق وغيرها، وشكّلت المباريات التأهيلية الأخيرة فرصة لمواجهة منتخبات أقل مستوى وأداء في قارة آسيا وإستغلالها للتحضير بشكل جيد أمامها وعدم التعرض للضغط كما كان يحصل في السابق. وشدّد طحان، أن المنتخب اللبناني إستطاع تطوير نفسه من خلال مواجهة منتخبات تقل عنه مستوى وأداء، وهي مرحلة كانت بمثابة نقطة إنطلاق وتحول لخوض إستحقاقات أصعب في المستقبل القريب.

ولفت قائد الصفاء أن الفوز في عدد كبير من المباريات خلال التصفيات هذه، قد ساعد لبنان على تحسين مركزه في تصنيف الفيفا، وهو ما يعود بالفائدة على المنتخب بمنحه مراكز متقدمة في تصنيف قرعة تصفيات مونديال قطر وفي بطولة آسيا المقبلة، لكن الأهم بالنسبة إليه هو الإستمرار على هذا الشكل في المراحل القادمة عندما يواجه منتخبات كبيرة وقوية ولا سيما في كأس آسيا، وتصفيات مونديال 2022.

وحول سؤالٍ عن أهمية تأهل لبنان إلى كأس آسيا في تطوير كرة القدم اللبنانية وتحسين مستوى الدوري، قال طحان :" بالتأكيد التأهل إلى آسيا سيشكل دفعة معنوية كبيرة للاعبين المحليّين لتقديم كل ما لديهم مع أنديتهم في الفترة القادمة من أجل تطوير مستواهم وبالتالي منحهم شرف إرتداء قميص المنتخب الوطني للمشاركة في بطولة قارية مهمة جدا، الأمر الذي سيساهم في إرتفاع مستوى المنافسة محلياً، وهنا يعود الدور على الأندية للقيام بواجبتها تجاه اللاعبين من خلال دعمهم والوقوف إلى جانبهم، لما فيه مصلحة الاندية ومصلحة اللاعبين ومصلحة المنتخب بشكل خاص ".

وأكد طحان على ضرورة القيام بمعسكرات تحضيرية مكثفة خلال الفترة المقبلة للإعداد الجدّي للبطولة، وخوض أكبر عددٍ ممكن من المباريات الودية، مضيفاً:" الإحتكاك بمنتخبات عالمية قوية أمر مهم ويجب القيام به قبل بطولة آسيا من خلال مواجهة منتخبات تتمتع بمستوى عالٍ، من أجل التعوّد على ضغط المباريات الصعبة والتكيف على مواجهة منتخبات منظّمة ".

وأعرب طحان في نهاية حديثه عن سعادته المطلقة للمشاركة في بطولة قارية مهمة ككأس آسيا، مؤكدا أن طموح أي لاعب كرة قدم هو تمثيل منتخب بلاده في أكبر المحافل العالمية ما يدفعه هو وكل اللاعبين اللبنانيّين لتقديم كل من عندهم من طاقة وقوة وقدرات فنية وبدنية وإظهارها أمام العالم الأجمع ورفع إسم لبنان كرويا لأنها فرصة قد لا تتكرّر بالنسبة لهم .