بعد فترة من التوقف إفساحا للمجال لملحق كأس العالم في مختلف القارات حيث اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة للحدث الكبير، تستأنف الدوريات الأوروبية نشاطها حيث ستشهد ملاعب كبار القوم في أوروبا مواجهات من العيار الثقيل سنتعرف إلى أهم خمس منها في هذا التقرير.

أتليتيكو مدريد – ريال مدريد ( السبت الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):

يستضيف أتليتيكو مدريد صاحب المركز الرابع ريال مدريد صاحب المركز الثالث وهما يتساويان بنفس عدد النقاط بثلاثة وعشرين نقطة مع أفضلية بفارق ثلاثة أهداف للريال.

ومع فارق النقاط الثماني عن المتصدر برشلونة، يدرك كلا الفريقين أن التعادل لن يكون نتيجة إيجابية وأي خيار غير الفوز سيكون بمثابة ضربة مبكرة للسعي للمنافسة على الصدارة. وما زال أتليتيكو مدريد محتفظا بنفس الفكر مع مدربه دييغو سيميوني حيث يعد خط الدفاع الأفضل في هذه البطولة لحد الآن مع تلقي 6 أهداف وسيلجأ سيميوني مدرب الفريق إلى اللعب بتنظيم دفاعي واضح مع الضغط أحيانا في الأمام على حامل الكرة في ملعب الريال ومن ثم الإنطلاق بهجمات مرتدة سريعة في ظل مشاكل دفاعية واضحة للريال هذا الموسم حيث اهتزت شباكه 9 مرات في 11 مباراة ومشكلة زيدان الأساسية هي في تراجع مستوى اللاعبين خاصة قلبي الدفاع راموس وفاران إضافة إلى لاعب خط الوسط توني كروس وهو سيحاول اللعب مجددا بالظريقة المعهودة القائمة على التوازن بين الدفاع والهجوم والسيطرة على خط وسط الملعب ما يجعل المباراة تلعب على تفاصيل صغيرة والفريق الأقل أخطاءا والأكثر تنظيما من الناحية التكتيكية سيكون صاحب الحظ الأوفر للخروج بنقاط المباراة الثلاث.

أرسنال – توتنهام ( السبت الساعة 14.30 بتوقيت بيروت ):

في ديربي لندن الأشرس، يستضيف أرسنال صاحب المركز السادس برصيد تسعة عشر نقطة توتنهام صاحب المركز الثالث برصيد ثلاثة وعشرين نقطة. ويريد توتنهام عدم السماح للمتصدر السيتي بالإبتعاد بأكثر من ثماني نقاط بينما لا خيار أمام أرسنال إلا الفوز من أجل الإستمرار كمرشح قوي لأخذ مركز مؤهل لدوري الأبطال. ويبدو توتنهام لحد الآن كفريق منظم مع لمسات واضحة للمدرب بوتشيتينو خاصة في عملية التنظيم الدفاعي للفريق والقدرة على التحول بشكل سريع من الدفاع إلى الهجوم كما الإرتداد بسرعة عند خسارة الكرة وعدم منح الخصم أية مساحات أما أرسنال فهو لحد الآن ما زال يعاني من انعدام في التوازن على رغم الأسماء الجيدة التي تضمها تشكيلته مع خط دفاع يمكن وصفه بالكارثي إذ تلقى 16 هدفا في 11 مباراة أي بمعدل 1.45 في المباراة الواحدة ما جعله سابع أسوأ خط دفاع في البطولة وكان له الأثر الكبير في تراجعه للمركز السادس وهو أمر يجب على فينغر إيجاد حلول له خلال المباراة لأن توتنهام لديه قوة هجومية كبيرة بوجود هاري كين صاحب الثمانية أهداف في الدوري وذلك سيكون عبر إعطاء لاعبي خط الوسط وتحديدا الجناحان أدوارا دفاعية إضافية لحماية لاعبي الخط الخلفي.

روما – لازيو ( السبت الساعة 19.00 بتوقيت بيروت ):

يستضيف روما صاحب المركز الخامس برصيد سبعة وعشرين نقطة لازيو صاحب المركز الرابع برصيد ثمانية وعشرين نقطة ولكلاهما مباراة مؤجلة في ديربي الغضب، ديربي العاصمة الإيطالية روما. ويسعى الفريقان لحصد ثلاثة نقاط يكملان بها الضغط على فرق المقدمة وتحديدا صاحب الصدارة نابولي برصيد إثنتان وثلاثين نقطة بينما لن يكون التعادل مفيدا لأي من الفريقين. فنيا، يعتمد روما على اللعب المتوازن بين الدفاع والهجوم حيث سجل 21 هدفا وتلقى فقط 7 أهداف ما جعله الأفضل دفاعيا لحد الآن وهي لمسات واضحة للمدرب دي فرانشيسكو حيث جعل الفريق يلعب بطريقة أكثر واقعية أما لازيو مع مدربه إينزاغي فهو أيضا يقدم موسما مميزا مع تسجيله 31 هدفا ما جعله أحد أقوى الفرق هجوميا وكذلك دفاعيا أيضا حيث تلقت شباكه 12 هدف ما يجعل المباراة مواجهة بين فريقين يلعبان بخطتين تكتيكيتين مختلفتين لكن بنفس الأفكار الفنية أي التوازن بين الدفاع والهجوم وهو ما يجعل من المباراة قوية ومن الصعب التكهن بهوية الفائز بها مع تفاصيل صغيرة قد تحسم الأمور لمصلحة أي من الفريقين اللذين قد يبدآ المباراة بحذر ثم شيئا فشيئا يبدآن بأسلوبهما الهجومي.

باريس سان جيرمان – نانت ( السبت الساعة 18.00 بتوقيت بيروت ):

يستضيف باريس سان جيرمان صاحب المركز الأول برصيد إثنتان وثلاثين نقطة نانت صاحب المركز الخامس برصيد ثلاثة وعشرين نقطة في لقاء قوي على ملعب حديقة الأمراء. الفريق الباريسي يرغب في إكمال سلسلة نتائجه الإيجابية مع خط هجومه القوي والذي سجل لحد الآن 39 بمعدل 3.25 في المباراة الواحدة ما جعله ليس الأقوى فرنسيا فحسب بل على الصعيد الأوروبي حيث يقدم الفريق كرة قدم على مستوى عالي لكن نانت مع مدربه كلاوديو رانييري لن يذهب إلى باريس من اجل النزهة بل سيؤمن بحظوظه خاصة أن الفريق يقدم رفقة المدرب الإيطالي أداء لا بأس به إذ فاز بسبع مباريات لكنه يملك نقطة قوة ونقطة ضعف. نقطة القوة هي خط دفاعه الصلب للغاية إذ لم يتلق الفريق إلا تسعة أهداف وهو رقم مميز لكنه في المقابل يعتبر سادس أسوأ خط هجوم حيث لم يسجل إلا 11 هدفا بمعدل هدف تقريبا كل جولة وهو معدل لن ينفعه أمام باريس سان جيرمان بالتأكيد لكن رانييري يعول على انضباط الفريق الدفاعي وقوة شخصيته مع الانتشار الجيد للصمود دفاعيا أمام هجمات الباريسيين المتتالية ثم انتظار الوقت المناسب من أجل شن هجمات عكسية كما أن الخروج بتعادل من هذه المباراة سيكون بالنسبة لنانت نتيجة أكثر من إيجابية.

شتوتغارت – بوروسيا دورتموند ( الجمعة الساعة 21.30 بتوقيت بيروت ):

يحل بوروسيا دورتموند صاحب المركز الثالث برصيد عشرين نقطة ضيفا على شتوتغارت صاحب المركز الثاني عشر برصيد ثلاثة عشر نقطة. ويبدو الفوز حاجة للفريقين، فدورتموند يريد إنهاء سلسلة النتائج السلبية التي أدت لفقدانه الصدارة حيث لم يفز في آخر أربع مباريات فخسر ثلاثة وتعادل في الرابعة بينما لا يريد شتوتغارت الخسارة والتراجع أكثر في جدول الترتيب ودخول معمعة الهبوط مبكرا. من هنا، سيسعى دورتموند لاستغلال عود نجمه غوتزه لبعض من مستواه وسرعة أوباميانغ من أجل تشكيل الخطورة على مرمى الخصم فيما يجب على شتوتغارت تحسين أداءه الجماعي وأسلوبه الدفاعي إذ ما أراد الخروج بنتيجة إيجابية مع اللعب بعقلانية ومن دون أي اندفاع هجومي زائد قد يكلفه الكثير في ظل الأسلحة التي يمتلكها دورتموند الذي عليه بدوره أن يخفف من الأخطاء الساذجة لدفاعه وحارس مرماه لأن الأخطاء الفردية كلفت الفريق الكثير هذا الموسم وأي استمرار لها سيزيد من وضع أسود الفيستفاليا سوءا في ظل ابتعادهم حاليا بفارق ست نقاط عن المتصدر بايرن ونقطتان عن الوصيف لايبزيغ.

أحمد علاء الدين