ربما لم تفق ايطاليا من الصدمة بعد على اثر فشلها بالتأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ العام 1958، وهي الصدمة التي ألقت بظلالها في مختلف أنحاء العالم لكون وجود "الازوري" في المونديال لطالما شكل نكهة خاصة لهذا المحفل العالمي شأنه شأن بقية المنتخبات الكبيرة.

وعلى الرغم من ان هذه النكسة أطاحت برأس المدرب الايطالي فينتورا، إلا أنها كشفت عن الخلل الكبير الذي تعاني منه الكرة الإيطالية منذ تتويجها بلقب مونديال 2006 على حساب فرنسا، وهو اللقب الذي جعل الكثيرين يتوقعون نهضة كروية تعيد التوهج لمنتخب لطالما شكّل رقماً صعباً في مختلف المنافسات التي يشارك فيها.

لكن على النقيض من كل هذا فإن هذا اللقب انعكس سلبا على المنتخب الإيطالي الذي ودع مونديالي 2010 و2014 من الدور الأول حتى جاءت النكسة الكبرى بإخفاق كبير في التصفيات المؤهلة لمونديال 2018 في روسيا.

ومما لاشك فيه ان هذا الإخفاق كشف مكامن الخلل الذي تعاني منه الكرة الإيطالية التي لم تعرف الكثير من التجديد في محركاتها، ليأتي الفشل الحالي بمثابة نهاية حقبة لجيل مميز يضم العديد من اللاعبين وفي مقدمتهم الحارس الاسطورة بوفون ودي روسي وبونوتشي وبيرزاغلي وغيرهم.

واليوم تدخل الكرة الايطالية مرحلة جديدة بغض من سيتولى سدة المسؤولية الفنية خلفاً لفينتورا سواء كان كارلو أنشيلوتي او ماسيمليانو أليغري أو باولو مالديني، لان ما هو مطلوب من المنتخب الايطالي لم يعد اسم المدرب بقدر ما بات الايطاليون يتوقون لرؤية منتخب جديد قادر على قلب كل المعادلات في القارة الأوروبية والعالمية.

لكن ايطاليا التي تبدو اليوم بأجنحة مكسورة تفتقد للكثير من المقومات لعل ابرزها غياب النجم الحقيقي،مع العلم ان المنتخب الذي كان يضم بوفون ومن قبله توتي، دل بييرو، كانافارو وآخرين يعاني من أزمة حقيقية تتمثل بضعف واضح في البنية التحتية وتراجع مستوى الدوري الذي كان في يوم من الايام أحد أفضل الدوريات ليس في اوروبا فحسب انما على مستوى العالم.

من هنا فإن المهمة التي ستقع على عاتق المدرب الجديد، لن تكون سهلة على الإطلاق لكون هذا المدرب سيكون مطالبا بالبدء من نقطة الصفر وقيادة النهضة الكروية المنتظرة في البلد بعدما عاث الفساد بسمعة الكرة الايطالية في السنوات الأخيرة وهو ما ساهم في تراجع مستوى الكالتشيو لدرجة ان الفرق الايطالية لم تتذوق طعم الصعود الى منصات التتويج منذ سبعة اعوام على الرغم من محاولتين ليوفنتوس باءتا بالفشل على يد برشلونة وريال مدريد.

من هذا المنطلق يتعين على القائد الجديد لسفينة المنتخب الايطالي الحذر من خطوات غير محسوبة في المنافسات المقبلة، لأن أي اهتزاز جديد سيولد الكثير من الآثار السلبية قد لا تتمكن الكرة الإيطالية من تفاديها في المدى المنظور.