انتهى الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم روسيا 2018 بتأهل منتخبات سويسرا، كرواتيا، السويد والدانمارك بينما خرجت منتخبات إيرلندا الشمالية، اليونان، جمهورية إيرلندا وإيطاليا في أكبر مفاجآت الملحق على الإطلاق حيث لن يكون الطليان حاضرين في روسيا 2018 .

دعونا نلقي نظرة على أبرز ما حمله الملحق الأوروبي الذي أقيم بنظام الذهاب والإياب.

سويسرا – إيرلندا الشمالية:

نجح المنتخب السويسري في التأهل بعدما تجاوز إيرلندا الشمالية ذهابا 1-0 خارج أرضه ليتعادل بعدها سلبا 0-0. ولعبت عدة عوامل في تأهل المنتخب السويسري أبرزها كان الخبرة الأكبر في مثل هذه المباريات حيث بدا المنتخب السويسري أكثر قوة في التعامل مع مجريات المباراة على مدى 180 دقيقة مع تنظيم دفاعي جيد وقدرة على خلق الفرص الهجومية على مرمى الخصم بينما بدت الرهبة واضحة على المنتخب الإيرلندي الشمالي الذي كان متأثرا برهبة لعب المواجهة الفاصلة لبلوغ كأس العالم بعد فترة غياب طويلة.

كما كان المنتخب السويسري الأكثر استحواذا على الكرة في كلا المبارتين مع إمساك بمنطقة وسط الملعب بجانب فعالية هجومية بسبب قوة أطراف الفريق شاكيري وزوبير بجانب المساندة اللازمة من ظهيري الفريق رودريجيز وليشتنشاينر. وعلى الرغم من التحسن الذي أبداه الإيرلنديون الشماليون في مباراة الإياب والنفس الهجومي الذي بدأوا فيه المباراة لكن الأمور لم تصب لمصلحتهم في النهاية مع دفاع جيد من أصحاب الأرض السويسريين، فنجح الإيرلنديون في خلق فرص خطرة مع تراجع سويسرا للخلف من أجل الحفاظ على أفضلية الهدف المسجل لكن هجمات إيرلندا الشمالية عابها التسرع وعدم الحسم مقابل هجمات مرتدة لسويسرا لم تنجح أيضا في حسم الأمور ليتمكن السويسريون من إنهاء مباراة الإياب بالتعادل السلبي الذي كان أكثر من كاف لبلوغ مونديال روسيا وإنهاء حلم إيرلندا الشمالية.

كرواتيا – اليونان:

وصل الكروات إلى كأس العالم بعدما فازوا ذهابا على اليونان 4-1 ثم تعادلوا إيابا خارج الديار 0-0. وأظهر الكروات أداءا هجوميا رفيع المستوى في مباراة الذهاب حيث حسموا المواجهة بشكل مبكر مع صعوبة عودة اليونان إيابا. منتخب بلاد الإغريق دفع غاليا ثمن الأخطاء الدفاعية سواء فرديا أو جماعيا ما جعل مرماهم تتلقى أربعة أهداف كاملة في مباراة الذهاب حيث كان الشوط الأول كارثيا بكل ما للكملة من معنى وتأخر فيه اليونانيون 3-1.

أما في مباراة الإياب، فكان الجميع يعلم مدى صعوبة فوز المنتخب اليوناني بفارق ثلاثة أهداف. وعلى الرغم من ظهور اليونان بشكل أكثر تنظيما في مباراة العودة، لكن الفريق عجز عن هز شباك الكروات ولو بهدف واحد مع غياب واضح للأنياب الهجومية في ظل تواضع المستوى الفردي لمهاجمي الفريق بجانب لعب كرواتيا لمباراة الإياب بطريقة متحفظة حيث عرف المدرب داليتش بأن الإنتشار الجيد مع التنظيم في الخلف سيكون كافا لاحتواء تحركات المنتخب اليوناني وهو ما حصل فعلا إذ سيطرت اليونان إيابا على الكرة وشهد وسط الملعب تفوقا يونانيا لكن ذلك كان خطة كرواتية لحصر اللعب في تلك المنطقة وإبعاد الخطورة عن المرمى، أسلوب أثبت نجاحه خلال هذه المباراة، وكان الحذر الكرواتي في محله حيث أنهى التسعين دقيقة الأخرى أمام الجمهور اليوناني بأقل الأضرار الممكنة وحجز بطاقته لروسيا الصيف المقبل.

السويد – إيطاليا:

لن يكون منتخب الأتزوري حاضرا في كأس العالم روسيا 2018 وذلك بعدما فشل في تخطي المنتخب السويدي إذ سقط أمامه ذهابا 1-0 وتعادل مع إيابا بنتيجة سلبية. وعانى المنتخب الإيطالي من عقم هجومي واضح حيث لم يسجل أية هدف خلال المواجهتين، مع أسلوب واضح المعالم كان سهلا على الدفاع السويدي التعامل معه والحد من خطورته فحتى خلال الثلث الساعة الأخير من المواجهة مع السويد، كان الاعتماد على الكرات الطولية والعرضيات التي لم يجد دفاع السويد أي صعوبة في التعامل معها.

وبدت السويد بتنظيم دفاعي واضح، مع تقارب بين الخطوط الثلاثة وانضباط دفاعي وصل لحد المثالية مع إغلاق تام للمساحات وعدم إعطاء مهاجمي إيطاليا أية فرصة وهو استفادوا من التقدم ذهابا بهدف فكانت مواجهة الإياب هي الحاسمة بالنسبة لهم وكل ما كان يجب فعله هو منع الطليان من التسجيل.

ولم ينفع التغيير التكتيكي الذي أجراه فينتورا بعد انتصاف مباراة الإياب والتحول من 3-5-2 إلى 3-4-3 من تغيير أي شيئ فخطورة الأطراف كانت محدودة والعمق كان غائبا باستثناء بعض التسديدات. ويمكن القول بأن إيطاليا لم تدفع فقط ثمن غياب أفكارها الهجومية، بل دفعت ضريبة العديد من السياسات الخاطئة سواء بتراجع مستوى الدوري أو عدم منح جيل الشباب فرصا أكبر بجانب غياب المدرب المناسب حيث لم يقدم فينتورا أي إضافة بع توليه المسؤولية في يورو 2016 لتودع إيطاليا من الباب الضيق تارجة الفرصة للسويد للدخول من الباب العريض.

الدانمارك – جمهورية إيرلندا:

حسمت الدانمارك الأمور بعدما اكتسحت مضيفتها إيرلندا 5-1 في مباراة الإياب بعد اننتهاء المواجهة الأولى بينهما بتعادل سلبي. فبعد مباراة ذهاب في كوبنهاغن كانت متكافئة نوعا ما، مع انحصار اللعب في وسط الملعب، اتجهت الأنظار إلى مباراة الحسم في إيرلندا والتي بدأها أصحاب الأرض بطريقة مميزة حيث تقدموا بعد ست دقائق فقط. البداية الجيدة كانت خادعة للإيرلنديين وأيقظت المارد النائم داخل لاعبي الدانمارك الذين تحركوا وتحولوا للضغط العالي على لاعبي إيرلندا ما أزعج أصحاب الأرض كثيرا وسرعان ما سجل الدانماركيون هدف التعادل.

التعادل الإيجابي هذا دفع الإيرلنديين للتقدم إلى الأمام فهو كان يضعهم خارج كأس العالم، أمر استغله الدانماركيون جيدا حيث دافعوا بشكل جيد واعتمدوا على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم بوجود لاعب مبدع هو إيركسين والذي تألق في هذه المباراة ليسجل ثلاثة أهداف ثم يضيف زميله بيندتر الهدف الخامس وسط انهيار تام للدفاع الإيرلندي الذي اكتفى بمشاهدة الدانماركيين يصولون ويجولون خاصة بعد فتح إيرلندا لخطوطها والتقدم الغير منظم إلى الأمام من دون أية أفكار هجومية بل مجرد كرات طولية حيث لم تنجح تبديلات المدرب أونيل الهجومية في قلب الطاولة مع بطء في الإرتداد الدفاعي بعد خسارة الكرة لتصبح المباراة في الشوط الثاني من طرف واحد حسمت من خلالها الدانمارك الأمور بخماسية ونجحت في الوصول لكأس العالم بشكل مستحق.

أحمد علاء الدين