انتهت الجولة السادسة والأخيرة من التصفيات الأفريقية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا حيث كانت الجولة إيجابية للعرب بتأهل منتخبي تونس والمغرب اللذين رافقا مصر التي كانت قد صمنت تأهلها في الجولة الماضية. وسنستعرض سويا في هذا التقرير أداء كل من المنتخبات العربية في هذه الجولة.

ساحل العاج 0–2 المغرب :

حقق المنتخب المغربي المطلوب وتأهل إلى النهائيات العالمية بعد فوز مقنع خارج الديار على منتخب ساحل العاج 2-0.

شوط أول مثالي قدمه المغربيون مع مدربهم الذكي رينارد حيث فاجأ الخصم بطريقة لعبه وسجل هدفين جعل أمور ساحل العاج معقدة إذ كانت بحاجة لثلاثة أهداف بعدها من أجل التأهل.

رينارد عرف بأن ساحل العاج سيبدأ مندفعا ومحاولا تسجيل هدف مبكر، فالتزم دفاعيا في الخلف وشن هجمات عكسية على مرمى العاجيين حيث نجح في تسجيل هدفين.

بعدها كان ساحل العاج يحتاج لثلاثة أهداف من أجل التأهل فكانت المهمة صعبة خاصة أن المغرب عاد للخلف وانتشر بشكل جيد في ملعبه مع ترابط بين الخطوط الثلاثة وتوظيف مثالي للاعبين حيث كانت الجماعية واضحة في أداء الفريق.

كما تميز رينارد بقراءة مميزة وتبديلات جيدة في الشوط الثاني حيث لم يسمح للعاجيين بالعودة أبدا إلى المباراة مع استمرار اللعب التكتيكي الجيد من المغربيين مع لياقة بدنية عالية حيث لم ينزل إيقاع المغربيين وهذا يعود للتحضير الجيد للمباراة من قبل رينارد والتوظيف الجيد للاعبين واختيار التشكيلة المناسبة للمباراة حيث ظهر المنتخب المغربي كأفضل فريق عربي في هذه التصفيات.

تونس 0 – 0 ليبيا:

تعادل سلبي كان كافيا لنسور قرطاج من أجل الصعود إلى النهائيات العالمية. وعلى الرغم من أن المنتخب التونسي كان يمني النفس بالفوز لكنه لم يغامر كثيرا هجوميا وذلك من أجل عدم تلقي هدف مفاجئ في ظل فوز منافسه الكونغو وذلك لان الخسارة كانت ستودي بالنسور خارج المنافسة.

بالعودة إلى المباراة، بدأها التونسيون بشكل جيد وذلك من أجل خطف هدف مبكر يريح االلاعبين ويحررهم من الضغط، لكن بعد انتصاف الشوط الأول، بدأ المنتخب التونسي بالتراجع مع ظهور الضغط بشكل واضح على اللاعبين في ظل أداء جيد من الليبيين الذين لم تكن المواجهة تعنيهم إلا من الناحية المعنوية فبدا المنتخب متماسكا ونجح في تضييق المساحات على لاعبي المنتخب التونسي والذي بدا عليهم الإرتباك أمام المرمى الليبي.

هجوميا، بدا المنتخب الليبي حاضرا وهو أضاع أكثر من فرصة خطرة أنقذها الحارس محمد نشنوش والذي أبقى في أكثر من مناسبة على آمال فريقه في المباراة خاصة أن المنتخب التونسي من ناحية السيطرة والإستحواذ على وسط الملعب كان هو الأفضل مع اعتماد الليبيين على هجمات مرتدة خطرة وفي النهاية كان المنتخب التونسي واقعيا ولم يلعب بعاطفة وبرغبة جامحة في الفوز أمام جماهيره بل كان يعرف يأن النقطة كافية وهو ما قام به وأنجز المهمة كما يجب.

غانا 1–1 مصر:

في مباراة تحصيل حاصل، تعادل المنتخبان 1-1 في مباراة كانت فرصة لمدرب الفريق المصري هيكتور كوبر في تجربة وجوه جديدة للوقوف على مستواها وإمكانية إفادتها للمنتخب في الفترة القادمة. وبدا الشوط الأول من طرف واحد، مع سيطرة غانية وتمركز مصري في الخلف إنما مع حصر اللعب في وسط الملعب حيث لم ينجح المنتخب الغاني في إظهار شكل هجومي جيد يترجم به سيطرته العملية على الرغم من بعض الخطوة في نهاية الشوط الأول لكن النتيجة بقيت 0-0.

الشوط الثاني ظهر به المصريون بشكل أفضل في بداية الشوط الثاني حيث تحركوا في طرفي الملعب ليفتتح شيكابالا التسجيل للمصريين لكن الرد الغاني أتى سريعا بهدف التعادل.

وعاد المنتخب المصري للدفاع مع سيطرة غانية مطلقة على المباراة لكن الدفاع المصري أظهر انضباطا وقوة وتنظيما نجح من خلاله في صد الهجمات الغانية المتتالية. وبدا من خلال المباراة أن كوبر لا يبحث عن النتيجة بل عن أمور أخرى وأهمها كيفية إيجاد صف ثاني ودكة بدلاء قوية للمنتخب وهو أمر كان يحتاج التجربة في ودية غانا رغم الأداء المصري الغير جيد فنيا والإكتفاء باللعب الدفاعي لكن حسم المصريين للتأهل الجولة الماضية أعطى كوبر فرصة لاعتبار مباراة غانا كتجربة ودية أقرب منها إلى المباراة الرسمية.

الجزائر 1– 1 ​نيجيريا​:

في الظهور الأول للمدير الفني الجديد رابح ماجر مع الجزائر، انتهت المباراة بالتعادل 1-1 في مباراة لم تقدم ولم تؤخر نظرا لتوديع المنتخب الجزائري للمنافسات مبكرا. وكان المنتخب الجزائري الطرف الأفضل في الشوط الأول حيث كان نشطا من الناحية الهجومية غير أنه لم ينجح في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى أهداف في ظل تنظيم دفاعي نيجيري جيد. ومع انتهاء الشوط الأول بتعادل سلبي، كان لا بد للمنتخب النيجيري أن يظهر في الشوط الثاني، حيث سجل هدف التقدم عند الدقيقة 62 ليعاود بعدها المنتخب الجزائري محاولاته وينجح في تسجيل هدف التعادل قبل دقائق من النهاية. وكانت المباراة بداية مشجعة للمدرب الجديد فالمنتخب النييري قوي وهو سبق أن ضمن تأهله للحدث العالمي. ويبدو بأن ماجر سيلجأ إلى تغيير كبير في طريقة قيادة المنتخب الجزائري فنيا مع عدم الإعتماد فقط على الأسماء الرنانة ونجوم الصف الأول الذين لم يقدموا شيئا للكرة الجزائرية مؤخرا بل بضم الأسماء التي تستحق ارتداء قميص المنتخب الجزائري وقادرة على الانسجام مع بعضها البعض ووضع أنانيتها جانبا.

أحمد علاء الدين