بين الواقع والافتراض هناك مساحة واسعة تمكن البرازيلي نيمار من شغلها بعد توارد الكثير من الأنباء غير الرسمية والتصريحات من هنا وهناك عن إمكانية انتقال لاعب باريس سان جيرمان الى ريال مدريد الغريم التقليدي لبرشلونة فريق اللاعب السابق.

وبين التمني والحقيقة تبقى هناك أمور راسخة وثابتة تقول أن لا شيء مستحيل في عالم كرة القدم الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى أفق مجنون يتحكم فيه أناس يعمدون لضخ المال بكميات كبيرة من أجل البقاء في الواجهة وتحقيق ما يريدون في عالم المستديرة.

ومنذ انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، سرت الكثير من التقارير عن ان هذا الإنتقال ما هو إلا جسر عبور للاعب البرازيلي نحو ريال مدريد، لكن الأنباء بدأت تأخذ وتيرة متصاعدة عن إمكانية تحقيق هذا الأمر خاصة مع وصول الحديث إلى داخل معقل الريال نفسه حيث كانت تصريحات قائد الفريق سيرجيو راموس الأخيرة تعبيراً صادقاً عن الرغبة المدريدية بضم اللاعب.

ورغم محاولة راموس إضفاء طابع الفكاهة في تفنيد الأسباب التي تحول دون إنضمام نيمار إلى الريال، إلا ان الكلام الإيجابي الذي عبر عنه لناحية حاجة الميرينغي لمثل هذا اللاعب يفوق أي اعتبارات أخرى دون أدنى شك.

لكن كل تلك المقدمات لا تعني أن البرازيلي نيمار بات قاب قوسين أو أدنى من الإنتقال إلى ريال مدريد خاصة وان المنطق ربما يفرض نفسه عبر القول ان باريس سان جيرمان لم يدفع هذا المبلغ الكبير من أجل نيمار ثم يعمد إلى بيعه، ما لم تحدث أزمة قد تضطر الفريق الباريسي للتخلي عن الأهداف التي وضعها ومن أجلها تعاقد مع اللاعب.

إلا ان السؤال الملح الذي يطرح نفسه هو: ماذا لو بات هذا الافتراض واقعاً، وارتدى نيمار قميص ريال مدريد؟

مما لا شك فيه ان خطوة كهذه ستكون في غاية الأهمية للميرينغي وستمنحه دفعة فنية كبيرة هو بأمس الحاجة إليها، لكن في المقابل ستشعل الغضب في مدرجات برشلونة بشكل يفوق ما حدث ابان انتقال البرتغالي لويس فيغو من البارشا الى الريال، وستعيد إلى الأذهان الإحتقان الجماهير تجاه اللاعب وحتى تجاه ادارة النادي الكاتالوني، لأن الجماهير ستعتبر أن الأخيرة فرطت بالنجم البرازيلي لصالح الغريم التقليدي.

في المقابل فإن إتمام تلك الصفقة هذا الموسم يعني اننا سنشهد على أكبر عملية "خداع رياضي" في عالم كرة القدم بطلها ناديين كبيرين ربما تستدعي تدخلاً من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للتحقيق في عملية الإنتقال على الرغم من ان انتقال نجم من ناد الى آخر وفق الأطر القانونية لا يمكن التشكيك بصحته في عصر بات المال هو اللغة الأكثر تأثيراً داخل الملاعب وخارجها.