من يُتابع الفورمولا 1 يعلم أن السائق ​الإسباني كارلوس ساينز​ قد إنتقل من الفريق الذي بدأ الموسم معه وهو تورو روسو الى فريق رينو حيث أن الأخير قد إستغنى عن سائقه جوليون بالمر ليفسح له المجال.

وأشارت التقارير الى أن رينو قد دفعت أكثر من مليون $ الى بالمر كي يوافق على المغادرة، وسعت بشدة أن يبدأ معها ساينز هذا الموسم عوضًا عن الموسم المقبل حيث أنها قد وقّعت عقدًا معها ليقود لها في 2018.

خطوة رينو لم تكن مُفاجئة بالكامل كون بالمر كان يقدّم أداء سيئ منذ بداية الموسم ولم يتمكّن من تسجيل سوى 8 نقاط حين حل في المركز السادس في السباق السنغافوري.

وهكذا عملت رينو بكل قوتها كي تُقنع فريق رد بُل الذي هو الشقيق الأكبر لتورو روسو بأن يستغني عن ساينز. ومن المعلوم أن رينو هو فريق "صانع" أي أنه لديه ميزانية ضخمة ويمكنه وضع ثقله في المفاوضات.

من جهة أخرى من سنتين وحتى الآن تؤكّد رينو انها ستبدأ بالفوز بالسباقات في موسم 2018 بعد أن عادت للفورمولا 1 في موسم 2016 حين إشترت فريق لوتس الذي أفلس وقتها. وبالفعل تحسّن أدائها كثيراً، ففي 2016 سجّلت 8 نقاط في بطولة الصانعين، وفي 2017 وقبل نهاية الموسم بأربع سباقات أصبح لديها 42 نقطة.

وسبب تحسّن الأداء هو التعديلات الكبيرة التي أدخلتها رينو على هيكل سيارتها والذي أمّن لها المزيد من الضغط السفلي على المنعطفات.

أما لماذا كارلوس ساينز؟ بكل بساطة، في رأيي هو سائق ممتاز ولديه كل القدرة كي يُصبح بطل عالم في المستقبل في حال تأمنت له سيارة قوية. ولهذا السبب سعت رينو بشدة لضمه اليها كونها تريد النتائج الجيدة الآن قبل الغد. وهذا هي لعنة الفرق الكبرى وهي أنها لا تستطيع تبرير صرف 300 مليون $ في الموسم من دون أن تفوز بالسباقات.

من ناحية أخرى ليس لدى رينو أي خيار آخر كون كل السائقين الأقوياء مرطبتين بعقود محكمة مع فرقهم. فسائقي مرسيدس (لويس هاميلتون-فالتيري بوتاس) 99% سيجددون عقدهما، أما سائقي فيراري (سيباستيان فيتيل-كيمي رايكونين) قد جددا، وسائقي رد بُل (ماكس فرستابن-دانيال ر يكياردو) لديهما عقود طويلة الأمد، وسائقي فورس إنديا (سرجيو بيريز-استيبان أوكون) قد جددا أيضًا. وهذا يترك فقط سائق مكلارين فرناندو الونسو الذي يمكن له أن يجلب البطولات لرينو خاصة أنه لم يجدد عقده حتى الآن، لكن هذا لم يكن خيار لرينو كون الونسو يريد الفوز باللقب وهي إعترفت أنها لن تتمكّن من تقديم سيارة قادرة على ذلك في 2018.

فإذًا، كارلوس ساينز هو أفضل الموجود حاليًا، وهو متاح وهذا القرار صائب من رينو. وفي الأربع سباقات الأخيرة سنتمكن من المقارنة بينه وبين زميله نيكو هالكنبرغ الذي كان يتفوّق على بالمر بسهولة. لكن بالتاكيد لن تكون مهمته سهلة مع ساينز الذي أعتبره سائق متكامل بشكل أفضل.

على كل الأحوال، في حال رينو لم تصنع سيارة سريعة من خلال إنتاج محرّك قوي يتمكن من منافسة محركّي فيراري ومرسيدس لن تتمكن من الفوز بالسباقات بغض النظر عن من يقود لها. وهذه هي الحقيقة المحزنة في الفورمولا 1، مهما يكون السائق سريع هذا الأمر لا يهم في حال كانت سيارته بطيئة.

برنار الطيّار