تأهل الهلال السعودي لنهائي ​دوري أبطال آسيا لكرة القدم​ وذلك بعد نجاحه في تجاوز عقبة بيرسبوليس الإيراني 6-2 بمجموع مبارتي الذهاب والإياب، حيث فاز 4-0 ذهابا وتعادل 2-2 إيابا. وترجم الهلال أفضليته الفنية وتفوقه الهجومي في كلتا المبارتين وهو قطع أكثر من ثلثي الطريق ذهابا بعد الفوز 4-0 ما جعل مهمة الفريق الإيراني في العودة إيابا شبه مستحيلة ويكون الفريق السعودي أول فريق في تاريخ المسابقة الأسيوية يصل للنهائي من دون أن يتعرض للخسارة.

ولتفوق الهلال ووصوله لنهائي دوري الأبطال أسباب كثيرة، سنستعرضها في هذا التقرير.

الشخصية الهجومية القوية للفريق

بدا فريق الهلال فريقا قويا من الناحية الهجومية حيث سجل في مبارتين ستة أهداف ويعود هذا العدد الكبير من الأهداف إلى الأسلوب الهجومي المميز الذي يلعب به الهلال مع وجود أجنحة مميزة وخط وسط قوي يساند الخط الهجومي ويقدم له المساندة اللازمة. كما لفت الهلال النظر بطريقة بناءه للهجمة المرتدة السريعة وبالتحول الهجومي السريع عند قطع الكرة من الخصم ما جعل طريقة هجوم الهلال مفاجئة للخصوم دون نسيان مساندة الأظهرة أحيانا والقيام بالزيادة العددية عبر الأطراف بجانب الإستغلال السليم لأخطاء الخصوم.

ذكاء مدرب الهلال وتبديلاته الناجحة

تعامل مدرب الفريق دياز مع المواجهتين كما يجب ويحسب له في المواجهة الأولى طريقة إدارة المباراة خاصة بعد اللعب بعشرة لاعبين وكان متقدما 2-0 حيث ترك الفريق الإيراني يتقدم للأمام ويعطي مساحات في الخلف ليستغلها هو وفريقه أفضل استغلال ويسجل هدفين آخرين ويفوز 4-0 جعلت من مواجهة الإياب شبه منتهية. كما في مباراة الإياب، لعب دياز بذكاء كبير مع حذر دفاعي وإشراك ثلاثة مدافعين في المحور تحسبا لأي ردة فعل من الفريق الإيراني ما أظهر المرونة التكتيكية للهلال دون نسيان التبديلات الموفقة والجريئة التي كان فيها شيئ من المغامرة أحيانا لكنها كانت تغير دائما من شكل الفريق التكتيكي وتقلب الأمور لصالحه.

الصلابة الدفاعية

برهن الفريق طوال مشواره في هذه البطولة وخاصة في مباراة الذهاب بأن الفريق صلب من الناحية الدفاعية ويستطيع تحمل الضغط الدفاعي حتى وإن كان يلعب منقوصا. الفريق الهلالي يتميز بقلة الأخطاء الفردية لمدافعيه كما بقيام لاعبي الوسط دائما بادوارهم الدفاعية ما يضيق المساحات على لاعبي الخصم وأمام بيرسبوليس كان الفريق السعودي ككتلة واحدة قريبة من بعضها البعض تدافع سوية وتهاجم سوية ما أعطى انضباطا دفاعيا جعل الإيرانيين يعانون في مسألة الوصول للمرمى والحصول على فرص حقيقية لتهديد مرمى الهلال.

روح الفريق والإنسجام العالي

أظهر الهلال روحا قتالية عالية وإصرار على الفوز وذلك من خلال الطريقة التي يلعب بها الفريق حيث يقاتل اللاعبون على كل كرة مع إنسجام فني واضح بين اللاعبين الذين لا يملكون النزعة الفردية ودائما ما يغلبون العمل الجماعي على الناحية الفردية. هذا بدا أيضا من خلال الأداء الذي يقدمه الدلاء بعد نزولهم حيث يدخلون جو المباراة سريعا ما يعكس الراحة النفسية بين اللاعبين والجهاز الفني مع معرفة كل لاعب لدوره في الفريق وكيفية توظيفه على أرض الملعب.

تألق عمر خريبين

يمتلك الفريق الهلالي رأس حربة مميز، هو مهاجم منتخب سوريا عمر خريبين الذي أثبت عن قدرات هجومية كبيرة وعن موهبة استثنائية في ترجمة الفرص التي تسنح له أمام مرمى الخصوم إلى أهداف. واللافت في خريبين، بأنه على الرغم من أنه رأس حربة هداف، إلا ان طريقة لعبه ليست كلاسيكية، فهو يستطيع اللعب كجناح أو وراء المهاجم، فيجيد التحرك عبر الأطراف ويخرج لوسط الملعب من أجل الإستلام ما يعطي فريقه أكثر من حل ويفتح مساحات لزملاءه في عمق دفاعات الخصم وهذا جعل الهلال مرنا من الناحية التكتيكية وقادر على تغيير أسلوبه الهجومي خلال المباراة وتنويع طريقة شن الهجمات ما يزعج دفاعت الخصوم.

أحمد علاء الدين