لم يكن زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد ينتظرهدية بمناسبة خوضه المباراة رقم مئة كمدرب للميرينغي أمام خيتافي، أفضل من عودة كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما إلى هز الشباك بعدما سجل كل منهما هدفه الأول في الليغا هذا الموسم وقادا الفريق لانتصار مهم.
ومما لا شك فيه ان المدرب الفرنسي مر في ظروف قاسية بعد مسلسل طويل من الإصابات والإيقافات التي طالت نجوم الفريق وتسببت بابتعاده بفارق سبع نقاط عن الغريم التقليدي برشلونة لكنها تقلصت الى خمس بعد تعادل الفريق الكاتالوني مع أتلتيكو مدريد لتشكل النتيجة هي الأخرى هدية قيّمة لزيزو.

من الواضح ان عودة رونالدو وبنزيما إلى تسجيل الأهداف كانت الخبر الأبرز الذي يود زيدان سماعه بعدما ملَّ سماع الأنباء المزعجة عن إصابة لاعب من هنا أو نجم من هناك على الرغم من أن الوقت ما يزال مبكراً على نهاية الموسم، وهي أزمات لا تعترض المدربين كثيراً في مثل هذا الوقت من العام.

لكن من حسن ظن زيدان ان تلك العودة جاء في وقت جيد للفريق الملكي قبل مواجهته الهامة أمام توتنهام هوتسبير في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، كما انها تفتح المجال للاعبيْن من أجل استكمال عودتهما لمستواهما الطبيعي قبيل الاستحقاقات الهامة المقبلة ومنها مباراة ديربي مدريد أمام أتلتيكو، لكن وحتى يحين موعد تلك المواجهة سيكون كل من رونالدو وبنزيما قد خاضا ثلاث مباريات سهلة في الليغا أمام إيبار، جيرونا ولاس بالماس توالياً.

هذا الأمر سيعزز بالطبع من ثقة اللاعبين من أجل تحقيق الأفضل خاصة وأن الريال ما يزال يترنح في مواجهاته وتحديداً في الدوري الإسباني، فقدبدا واضحا للعيان تراجع مستوى النجاعة الهجومية أمام المرمى بالمقارنة مع الموسم الماضي، ولنا ان نعرف ان فريقاً كبيراً مثل ريال مدريد يزخر بالعديد من النجوم لم تصل نسبة تسجيله للأهداف إلى هدفين في المباراة الواحدة بعد مرور ثماني جولات في الليغا.
من هنا فإن عودة كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما الى هوايتهما في هز الشباك تعطي مؤشراً واضحاً للمسار الذي يمكن أن يسلكه ريال مدريد في المباريات المقبلة على الصعيدين المحلي والأوروبي، وتريح المدرب زين الدين زيدان من الضغط الذي أثقل كاهله في الآونة الأخيرة جراء غياب كل من البرتغالي والفرنسي عن تسجيل الأهداف.

لكن في المقابل فإن تلك العودة قد تحجب الضوء عن نجوم كثيرة في الريال أثبتت في اللقاءات الماضية جدارتها ومن هؤلاء إيسكو، أسونسيو وفاسكيز، إلا ان عملية المداورة التي يقوم بها زيدان منذ منتصف الموسم الماضي ستحافظ على ريادة هؤلاء وقدرتهم على تبديل النتيجة في أي وقت لمصلحة فريقهم.
يبقى القول انه يتعين علينا الانتظار لمعرفة ما اذا كان بنزيما ورونالدو سيواصلان المسار الناجح ابتداء من مباراة توتنهام يوم الثلاثاء ومن ثم تباعاً في الليغا، أم ان مباراة خيتافي هي مجرد صحوة لا أكثر!