حملت التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 العديد من المفاجآت من ناحية المنتخبات التي لم تنجح في التأهل أو في المنتخبات التي تأهلت لأول مرة في تاريخها. وشهدت هذه التصفيات خروج منتخبات لها وزنها من السباق العالمي وهو أمر لم يكن متوقع بينما في الجانب الآخر كتبت عدة منتخبات أخرى التاريخ وتأهلت لأول مرة في تاريخها أو عادت للمشاركة العالمية بعد قرون من الغياب. في هذا التقرير سنتعرف على أبرز الحاضرين الجدد وأبرز الغائبين بعد حسم هوية 23 منتخب تأهلوا رسميا للحدث العالمي.

منتخبات تأهلت لأول مرة في تاريخها

إيسلندا

بعد ظهورها المميز في يورو 2016، نجحت إيسلندا مرة جديدة في التألق فتصدرت مجموعتها الثامنة برصيد 22 متفوقة على منتخبات عريقة مثل كرواتيا، أوكرانيا وتركيا. المنتخب الإيسلندي ظهر بطريقة مميزة من ناحية أسلوب اللعب الذي اعتمد على اللعب المتوزان بين خطي الدفاع والهجوم حيث سجل الفريق 22 هدفا بمعدل 2.2 هدف في المباراة الواحدة كما كان خط الدفاع منضبطا للغاية فتلقى فقط 7 أهداف في 10 مباريات بمعدل 0.7 هدف في المباراة الواحدة عكس التكتيك المنظم للفريق الإيسلندي واللعب بواقعية خاصة مع فرق تفوقه من ناحية الأسماء لكنه تفوق عليها من ناحية الجماعية والروح القتالية في أرض الملعب ليثبتوا أن الأداء المميز في اليورو الماضية لم يكن وليد صدفة وهم استحقوا عن جدارة الوصول لروسيا 2018 حيث سيكونوا محط أنظار متابعي كرة القدم.

باناما

وصل المنتخب البانامي للمرة الأولى في تاريخه لكأس العالم بعدما نجح في احتلال المركز الثالث ضمن تصفيات قارة أميركا الشمالية مع حصده ل13 نقطة كانت كافية للتفوق بفارق الأهداف على هندوراس التي ستلعب المحلق. ولعب المنتخب البانامي هذه التصفيات بواقعية شديدة وهو حاول دائما الخروج بأقل الأضرار فلم يكن خط هجومه على قدر الآمال إذ سجل فقط 9 أهداف في 10 مباريات لكن خط دفاعه كان هو بيضة القبان وساعده في حصد نقاط هامة أمام منتخبات قوية. وظهر المنتخب البانامي بشكل جماعي جيد مع انتشار مميز في أرضية الملعب واعتمد في كثير من الأحيان على الخطط الدفاعية ومن ثم ضرب الخصم بالهجمات المرتدة السريعة حيث أثبتت هذه الإستراتيجية نجاحها إذ تمكنت باناما من تحقيق مفاجأة مدوية لم يكن أحد قبل بدء التصفيات النهائية يعتقد أنه من الممكن حدوثها.

منتخبات لم تتاهل الى كاس العالم المقبل

هولندا

لن يكون المنتخب الهولندي حاضرا في كأس العالم في أكبر المفاجآت حيث حصل على المركز الثالث في المجموعة الأوروبية الأولى. وعانى المنتخب الهولندي من خسارات مفاجئة اضاع من خلالها نقاطا ثمينة ليغيب عن العرس العالمي وهو كان وصيف نسخة عام 2010 وثالث نسخة عام 2014. ودفع المنتخب الهولندي ثمن عدم اختيار المدرب المناسب بعد رحيل لويس فان غال عام 2014 حيث تم تغيير أكثر من مدرب فكان التخبط في يورو 2016 لكن الأمور لم تصحح إضافة لغياب لاعبي الخبرة والاعتماد على لاعبين جلهم من الشباب لا يقدرون على اللعب كما يجب دائما تحت الضغط ويفترض أن يكون هذا الإخفاق محطة لإعادة النظر في السياسة العامة للمنتخب الهولندي وكيفية إداراة المنتخب الأول والذي يجب أن يعود بشكل سريع للقمة نظرا لقيمة الكرة الهولندية.

تشيلي

بعد إحرازها لقب كوبا أميركا لنسختين متتاليتين عامي 2015 و2016 والوصول لنهائي كأس القارات عام2017 كان الجميع يتوقع رؤية منتخب التشيلي في مونديال روسيا 2018 لكن الأمور كانت غريبة بالنسبة للتشيليين الذين وجدوا أنفسهم في نهاية تصفيات قارة أميركا الجنوبية خارج المونديال العالمي. والحق يقال بأن المدرب الجديد بيتزي الذي استلم صيف 2016 خلفا للمدرب سامباولي لم يستطع السير بنفس أسلوب المدرب الأرجنتيني حيث بدا الفارق واضحا في الأداء الذي تراجع كما افتقد الفريق للروح الشرسة التي تميز بها إضافة لمشاكل دفاعية كثيرة وعقم هجومي بدا على المنتخب في كثير من الأحيان لتكون النتيجة الطبيعية لهذا الهبوط في الأداء من صيف 2016 وصولا لخريف 2017 الخروج من السباق العالمي مبكرا على رغم وجود نجوم عدة في هذا المنتخب لم تستطتع تغيير الواقع المرير للمنتخب التشيلي.

الولايات المتحدة الأميركية

بعد مشاركتها في سبع كؤوس عالم متتالية، فشلت الولايات المتحدة الأميركية في حجز بطاقة التأهل إلى كأس العالم وذلك بعدما احتلت المركز الخامس في أسوأ نتيجة مككن أن تحقق لمنتخب العم سام. وكانت هذه النتيجة بمثابة الصدمة للأميركيين الذين عانوا من مشاكل كثيرة في الدور النهائي لمجموعة التأهل مع غياب التخطيط وأسلوب اللعب الواضح المعالم كما في تغيير المدرب حيث حل بروس أرينا مكان المدرب الألماني كلينسمان الذي غادر المنتخب العام الماضي لكن أرينا لم ينجح في تصحيح الأوضاع. ودفع المنتخب الأميركي ثمن غياب الجيل الجديد الموهوب حيث ما زال اللاعبون في بداياتهم ولا يوجد اللاعب النجم البارز في أي من الدوريات الأوروبية القوية ما جعل الأمور صعبة على الأميركيين حيث عانوا في كثير من المباريات هجوميا ودفاعيا فكان الغياب عن كأس العالم أمر شبه منطقي للكرة الأميركية المتراجعة.

الكاميرون

بعدما أحرز بطولة أفريقيا عام 2016 بأداء مميز، بدا أن المنتخب الكاميروني لن يجد صعوبة كبيرة في الوصول لكأس العالم لكن أسود الكاميرون لم يزأروا طوال فترة التصفيات حيث خرجوا من حسابات التأهل بشكل مبكر واكتفوا بحصد ست نقاط من خمس مباريات تاركين الصدارة للمنتخب النيجيري وكانت مشكلة الكاميرون الأساسية هي في الخط الهجومي حيث لم يسجل الفريق إلا خمسة أهداف في خمس مباريات بمعدل هدف كل مباراة وهو بالطبع معدل ضعيف لمنتخب برز هجوميا في الكأس الأفريقية الأخيرة وتميز باللعب السريع وسهولة الوصول لمرمى الخصم فحقق فوزا وحيدا وتعادل ثلاث مرات ليضيع نقاطا ثمينةوعانى الكاميرونيون كثيرا أمام المنتخبات الدفاعية المنظمة ليكون غيابهم عن الكأس العالمية مفاجأة كبيرة وخسارة لمجموعة من اللاعبين برزت أفريقيا لكنها لم تستطع إكمال المشوار عالميا حتى النهاية.

غانا

منتخب النجوم السوداء والذي شارك في ثلاث نسخ عالمية متتالية 2006، 2010 و2014 حيث فرض نفسه قوة أفريقية كبيرة سيغيب عن مونديال روسيا بعدما لم يقنع أبدا طوال مشواره في التصفيات. واحتل المنتخب الغاني بعد خمس مباريات المركز الثالث وحصد ست نقاط فقط مع فوز وثلاث تعادلات وخسارة عكست ضعف أداء الفريق الهجومي والذي لم يسجل إلا ستة أهداف بعدما كان طوال السنوات الماضية صاحب خط هجومي قوي للغاية. وبعد تقدم مهاجمي غانا كجيان أسامواه وأندريه أيوه في العمر وتراجع مستواهما، لم تنجح غانا في تخريج مهاجمين بنفس المستوى ما جعل المنتخب يعاني من عقم في التسجيل وصعوبة في ترجمة الفرص المصنوعة إلى أهداف ما جعله يخسر بطاقة التأهل لصالح المنتخب المصري لتكون المباراة الأخيرة له في دور المجموعات مجرد تحصيل حاصل.

ويلز

في يورو 2016، فرض المنتخب الويلزي نفسه أحد أبرز الفرق على الساحة الأوروبية رفقة نجمه غاريث بايل فوصل المنتخب للمربع الذهبي للبطولة ما جعلها بعدها أحد أقوى المرشحين في مجموعته للوصول لمونديال روسيا 2018. لكن الرياح جرت عكس السفن الويلزية فقدم الفريق مستوى متذبذب خلال التصفيات وتعادل خمس مرات من أصل عشر مباريات وفاز في أربعة ولم يخسر إلا مرة واحدة ما جعل أداءه جيدا نوعا ما لكن ليس كافيا للعبور من مجموعة كانت تضم أكثر من منتخب جيد كصربيا وإيرلندا أصحاب المراكز الأول والثاني. وتلخصت مشكلة المنتخب الويلزي في غياب القدرة على فرض أسلوبه بشكل واضح أمام المنتخبات التي توازيه في المستوى كما لم يكن في كثير من المباريات فعالا في الناحية الهجومية على الرغم من الأداء الدفاعي الجيد الذي ظهر به طوال مشوار التصفيات.

أحمد علاء الدين