في الوقت الذي سحبت نتائج المنتخبات في تصفيات ​كأس العالم 2018​ في روسيا كل الأضواء خلال الايام القليلة الماضية، عادت فضائح الفساد في الحقبة السابقة للاتحاد الدولي لكرة القدم تفوح رائحتها من جديد ولكن هذه المرة ليس من بوابة اختيار منظمي المونديال ولكن من باب آخر لايقل أهمية عن السابق ألا وهو ​حقوق النقل التلفزيوني​ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولم يكن استدعاء الامين العام السابق للفيفا جيروم فالكه والرئيس التنفيذي لمجموعة"beIN" القطري ناصر الخليفي من القضاء السويسري للتحقيق في شبهات دفع رشاوى من أجل منح الشبكة حقوق النقل التلفزيوني للنسخ الاربع المقبلة من كأس العالم، هو الخبر المفاجئ للجماهير العربية على وجه التحديد بقدر ما فتح هذا الأمر الباب على مصراعيه أمام قضية احتكار الكثير من البطولات العالمية والقارية.

وبغض النظر عما إذا كانت تلك التهم حقيقية أم لا، لأننا هنا لسنا في موقع توجيه أو تبني الإتهامات، لكن هذه القضية يمكن أن تُعيد من جديد الجدل حول أحقية المشاهد العادي في متابعة مباريات كأس العالم دون أن تكون تلك المتابعة مكلفة إلى حد لا يطاق كما حدث مع مونديال 2014 في البرازيل.

وبالتوازي مع هذا الأمر طرحت الكثير من علامات الاستفهام حول شبكة فوكس نيوز الاميركية المالكة لحقوق النقل التلفزيوني في العالم خاصة مع فشل المنتخب الأميركي في حجز مكان له في مونديال روسيا وما اذا كان هذا الأمر سيؤثر على رغبتها في تمديد عقدها مع الفيفا.

وفي خضم كل تلك المؤشرات تتهافت الأسئلة من هنا وهناك حول ما إذا كان القضاء السويسري يملك الأدلة الكافية لإعادة عملية طرح عملية النقل التلفزيوني للمنافسة من جديد (في حال ثبتت الإتهامات)، ام ان اجراءاته هي مجرد تحقيقات باتهامات وشبهات لا أكثر ولا أقل.

لكن في المحصلة ومع توقع مشاركة أربع منتخبات عربية في المونديال القادم، فإن الحاجة باتت ملحة لحسم الأمور بشكل سريع حتى لا يترك المشاهد العربي حائراً أو أسيراً لتكلفة مادية باهظة ربما تحرمه من مشاهدة منتخبه في الاراضي الروسية او تجعله يبحث عن وسائل غير قانونية لمتابعة المباريات.

أضف إلى ذلك ان المطلوب إعادة النظر من جانب الفيفا بحقوق النقل التلفزيوني والإحتكار في بث المناسبات العالمية، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم ليس مؤتمناً فقط على اللعبة لكونه أعلى جهة وصاية على الكرة المستديرة، بل المطلوب منه الحفاظ على كون اللعبة هي الجميع ولا بد أن تصل فعالياتها واثارتها للجميع أيضاً بأقل تكلفة ممكنة.

وبانتظار جلاء حقيقة التحقيقات السويسرية في القضية المطروحة حالياً، فإن من المهم إعادة النظر في مسألة احتكار حقوق النقل التلفزيوني وترك المشاهد العادي يعيش متعة كأس العالم كما كان يحدث سابقاًودون تحميله المزيد من الأعباء المادية هو بغنى عنها.!