أصبح ​منتخب لبنان​ لكرة القدم على بعد خطوة صغيرة من التأهل بشكل رسمي لكأس آسيا بعدما أسقط المنتخب الكوري الشمالي 5-0 في المباراة التي احتضنها ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في العاصمة بيروت ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الأسيوية.

المدير الفني لمنتخب لبنان المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش لعب بالرسم التكتيكي 5-2-2-1 مع مهدي خليل في حراسة المرمى، معتز الجنيدي، نور منصور وجوان العمري كثلاثي قلب دفاع، قاسم الزين كظهير أيسر وعلى حمام كظهير أيمن، سمير إياس وهيثم فاعور كلاعبي ارتكاز فيما لعب حسن معتوق وربيع عطايا على طرفي الملعب وهلال الحلوة كرأس حربة صريح فيما لعب المدير الفني لمنتخب ​كوريا الشمالية​ جون أنديرسين بالرسم التكتيكي 4-4-2.

المباراة بدأت هادئة مع فترة جس نبض من كلا المنتخبين لكن اللبنانيين بدوا أنشط مع تحركات من ربيع عطايا يسارا وحسن معتوق يمينا الذي سعى لاختراق الدفاع الكوري وعكس كرات عرضية لداخل منطقة جزاءهم.

واعتمد لبنان الدفاع العالي الضاغط دائما على حامل الكرة مع استمرار معتوق بتفوقه على الدفاع الكوري وعكس كرات عرضية كانت خطرة للغاية على مرمى الكوريين ومحاولة إيجاد رأس الحربة هلال الحلوة.

التصرف اللبناني بدون كرة كان جيدا عبر الضغط المستمر على حامل الكرة بدءا من رأس الحربة هلال الحلوة الذي تحرك وكان فعالا في بناء الهجمة اللبنانية وهو نفسه من افتتح التسجيل للبنان عند الدقيقة 21 بعد خطأ في إرجاع الكرة من المدافع الكوري.

المنتخب اللبناني استمر بأسلوب اللعب الضاغط في وسط الملعب على حامل الكرة مع رقابة فردية من ظهيري الفريق الزين وحمام على جناحي كوريا الشمالية ما تسبب في عدم قدرة الكوريين على استلام الكرة في وسط ملعب لبنان فيما تابع لبنان تحركاته الهجومية وكما العادة عبر عطايا ومعتوق في الأطراف لينجح الأخير في تسجيل الهدف الثاني للبنان عند الدقيقة 25.

الكوريون الشماليون لم يستطيعوا القيام بأية ردة فعل على الرغم من رجوع لبنان قليلا للخلف والتحول للدفاع من وسط الملعب لكن المنتخب الكوري عانى كثيرا في بناء اللعب والتدرج بالكرة بسبب تضييق المساحات من المنتخب اللبناني وقرب اللاعبين من بعضهم البعض ما جعل كوريا تعتمد على كرات طولية في العمق كانت سهلة للغاية على الثلاثي الدفاعي اللبناني بجانب بعض التحركات من جهة اليمين وعكس بعض الكرات العرضية لكنها لم تجد أبدا من يتابعها.

أنديرسين مدرب كوريا أجرى تبديلا تكتيكيا عند الدقيقة 36 عندما أخرج ظهيره الأيمن هيون جين وأدخل مكانه كوانغ ريونغ. وذلك بعد فشل جين في إيقاف حسن معتوق. سونغ تحول من جناح أيمن إلى ظهير أيمن والهدف وقف تحركات معتوق فيما لعب جوان كجناح أيمن ودخل ريونغ كمهاجم ثاني. اللبنانيون اعتمدوا على الإنضباط الدفاعي في الخلف والإنطلاق السريع في الأمام مع سرعة معتوق والحلوة وعطايا في التحول من الدفاع إلى الهجوم لينتهي الشوط الأول من المباراة بتقدم لبناني 2-0.

الكوريون الشماليون استمروا في بداية الشوط الثاني بنفس الأسلوب مع اللعب الطويل للأمام وغياب لاعبي الوسط القادرين على استلام الكرات في وسط الملعب اللبناني فيما تابع لبنان هجماته العكسية السريعة مع الكثير من المساحات في الدفاع الكوري ليسجل سمير إياس هدفا ثالثا للبنان عند الدقيقة 49.

المنتخب الكوري بدا ضائعا مع غياب القدرة على القيام بردة فعل وتحركات خجولة من ظهيري الفريق لم تشكل أي خطرا على المرمى اللبناني مقابل استمرار المنتخب اللبناني بنفس الأسلوب الدفاعي الضاغط في الأمام ما عكس شخصية قوية للمنتخب سمحت له بالتحكم التام في إيقاع اللعب ما منع المنتخب الكوري من التحرك بالكرة كما يريد.

وحاول المدرب أنديرسين تنشيط الشق الهجومي فدفع بيونغ جيك مكان سونغ شول لكن المباراة هدأت قليلا مع اعتماد لبنان على إغلاق المنطقة الدفاعية ومن ثم شن هجمات منظمة سريعة نحو المرمى الكوري والأهم كان استمرار إغلاق المنطقة اللبنانية بنجاح مع خطة اللعب بخمسة مدافعين والتي كانت ناجحة للغاية.

وأدرك الكوريون صعوبة العودة بنتيجة اللقاء لكنهم رغم ذلك اندفعوا للأمام إنما من دون أي أفكار هجومية واضحة المعالم غير أنهم تركوا وراءهم الكثير من المساحات للهجوم اللبناني.

رادولوفيتش أخرج قائد المنتخب حسن معتوق المصاب وأدخل محمد حيدر في الجهة اليسرى ليتابع لبنان هجماته من الأطراف قبل أن ينجح على حمام في تسجيل الهدف الرابع حيث أنهى المباراة بشكل رسمي.

المنتخب الكوري تلقى ضربة أخرى بطرد لاعبه شول بوم لنيله الإنذار الثاني فيما دخل أحمد جلول مكان سمير إياس في وسط الملعب.

المباراة أصبحت في الدقائق الأخيرة من طرف واحد مع استسلام الكوريين وتسليمهم بالهزيمة في ظل لياقة بدنية عالية للمنتخب اللبناني الذي تابع هجماته نحو المرمى الكوري مع نشاط حيدر وعطايا الذي سجل الهدف الختامي للمنتخب اللبناني وأنهى المباراة بتسجيله الهدف الخامس للبنانفي آخر الوقت ليضع منتخب الأرز قدمه في كأس آسيا المقبلة حيث يحتاج إلى نقطة وحيدة من أجل ضمان التأهل بشكل رسمي.

أحمد علاء الدين