انتهت الجولة الخامسة من التصفيات الأفريقية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا بتأهل المنتخب المصري بشكل رسمي للنهائيات عقب فوزه على الكونغو الديمقراطية 2-1 فيما اقتربت تونس من التأهل بشكل رسمي بعد إسقاطها ​غينيا​ 4-1 ونفس الأمر للمغرب التي فازت 3-0 على الغابون فيما تابع منتخبي ​ليبيا​ والجزائر عروضهما الباهتة بعدما خسرا أمام الكونغو والكاميرون تواليا. وسنستعرض سويا في هذا التقرير أداء كل من المنتخبات العربية في هذه الجولة.

مصر 2-1 الكونغو الديمقراطية

بهدف في الدقيقة الأخيرة لمحمد صلاح، حققت مصر ما عجزت عنه خلال عقود من الزمن ووصلت لكأس العالم بعدما أثبتت ذلك من خلال أداءها الجيد في التصفيات. ويعود الفضل بالدرجة الأولى لمدرب المنتخب هيكتور كوبر والذي أرسى معالم تكتيكية واضحة للفريق. وبالعودة إلى مجريات المباراة، دخل المنتخب المصري المباراة بقوة محاولا تسجيل هدف مبكر يريح الجماهير في ستاد برج العرب لكن المنتخب الكونغولي كان منظما في الخلف ومعتمدا على سرعة انتقاله من الدفاع إلى الهجوم لتهديد المرمى المصري. اعتماد مصر كان أكثر على الكرات العرضية من الأطراف فيما كانت الكونغو تستمر في الإعتماد على الهجمات السريعة المعاكسة لكن الشوط الأول انتهى دون أهداف على الرغم من الفرص الخطرة للمنتخب المصري. تبديلات كوبر في الشوط الثاني كانت جيدة حيث أعطت المنتخب المصري حيوية أكثر مع محمد صلاح النشيط والذي سجل الهدف الأول لمصر عند الدقيقة 62. المنتخب المصري بقي الطرف الأفضل هجوميا ومن ناحية السيطرة على الكرة لكن المنتخب الكونغولي سجل هدفا قبل النهاية بدقائق عدل به النتيجة بشكل مفاجئ ليندفع المصريون للأمام وينجح محمد صلاح في تسجيل هدف صعد بمصر رسميا لكأس العالم وترجم تفوقها الفني الواضح في هذه المباراة.

غينيا 1-4 تونس

فوز كبير على غينيا خارج الديار جعل نسور قرطاج يحتاجون لنقطة وحيدة من أجل التأهل للحدث العالمي. المنتخب التونسي أظهر شخصية قوية خلال المباراة وجارى المنتخب الغيني في الشوط الأول عبر حنكة المدرب نبيل معلول والذي قرأ المباراة بشكل جيد كما أظهر جهوزية فنية وذهنية للفريق الذي لم يتأثر بتسجيل غينيا لهدف التقدم بل رد بتسجيل هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول ليدخل إلى الشوط الثاني بأسلوب مغاير كليا. مدرب الفريق معلول لعب على بطء الإرتداد الدفاعي للمنتخب الغيني عبر تسريع اللعب الهجومي المرتد خاصة في عمق الملعب سجالا بين الفريقين قبل أن ينجح يوسف المساكني في استغلال ضعف عمق الدفاع الغيني لتسجيل هدف ثاني لتونس في الدقيقة 74. وبدل القيام بردة فعل من أجل التعديل، انهار المنتخب الغيني حيث ظهرت مساحات كبيرة في خط دفاعه وسط تتابع هجمات تونس بعدما أحكم قبضته على خط وسط الملعب فنجحوا بتسجيل هدف ثالث وقتل المباراة وهو ما حصل فعلا في الدقيقة 83 عندما سجلت تونس الهدف الثالث ثم الهدف الرابع في الوقت بدل عن ضائع مع تراجع رهيب في الأداء الغيني الذي بدا عليه التفكك التكتيكي وبعد الخطوط الثلاثة عن بعضها البعض.

المغرب 3-0 الغابون

لم يخيب المنتخب المغربي آمال جماهيره وحقق فوزا مميزا على الغابون 3-0 ليصبح على بعد نقطة واحدة من التأهل لكأس العالم. المغربيون وكما العادة أظهروا في هذه المباراة قوتهم الهجومية ومرونتهم التكتيكية في مواجهة منتخب ليس بالسهل أبدا. اللعب على الأرض وأمام الجماهير دفع المنتخب المغربي للضغط منذ البداية في محاولة لتسجيل هدف مبكر مع تركيز عبر الأطراف وعكس كرات عرضية لداخل منطقة جزاء الغابون. المنتخب المغربي كان مسيطرا بشكل كامل على الملعب مع استحواذ على الكرة واستمرار الضغط الهجومي على الغابون المنكفأ دفاعيا للخلف ما سمح للمنتخب المغربي في تسجيل هدف التقدم عند الدقيقة 37. وتابع المنتخب المغربي تحركاته الهجومية وسط غياب تام للمنتخب الغابوني المكتفي بالدفاع لكن مهاجمي المغرب تفننوا في إضاعة الفرص قبل أن ينجحوا بعد مرور ساعة كاملة في تسجيل الهدف الثاني. الغابونيون افتقدوا للعب الجماعي المنظم وهم كانوا غائبين هجوميا باستثناء بعض الكرات الساقطة لأوباميانغ الذي كان خارج أجواء المباراة ما سمح للمنتخب المغربي بإكمال سيطرته على خط الوسط ومتابعة المحاولات الهجومية التي أسفرت عن هدف ثالث أنهى به المواجهة بشكل عملي وضمن للمنتخب المغربي تحقيق ثلاث نقاط هامة جعلته قريبا من التأهل لكأس العالم.

ليبيا 1-2 الكونغو

سقط المنتخب الليبي 1-2 أمام الكونغو في مباراة لم تؤثر كثيرا على الليبيين الذين خاضوا المباراة دون حافز بعد فقدان الأمل في التأهل. وعلى الرغم من ذلك، سعى المنتخب الليبين لتسجيل ظهور جيد يحفظ ماء الوجه ويعكس المستوى الفني الحقيقي للمنتخب. المنتخبان بدآ المباراة بطريقة متحفظة مع فترة جس نبض طالت قليلا مع عدم رغبة المنتخب الليبي بفتح الملعب وإعطاء المساحات مبكرا للاعبي الكونغو مع سعي للإختراق من عمق الدفاع الكونغولي لكن الأمور لم تسمر كما اشتهى الليبيون لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

المنتخب الكونغولي بدأ الشوط الثاني بطريقة أفضل عبر التقدم للأمام والدفاع الضاغط على مدافعي منتخب ليبيا ما أثمر عن هدف في الدقيقة 51. المنتخب الليبي لم يستطع إظهار ردة فعل سريعة مع عجز من ضبط إيقاع اللعب وبناء الهجمات المنظمة من الخلف ليلجأ الليبيون للتنظيم الدفاعي في الخلف ثم الهجمات السريعة التي أسفرت عن هدف التعادل عند الدقيقة 69 لكن المشاكل الدفاعية استمرت عند الفريق الليبي ما سمح للكونغوليين بالعودة من جديد وتسجيل هدف الفوز في الدقيقة 74 وعلى الرغم من بعض المحاولات الليبية الخجولة عبر الأطراف وعكس كرات عرضية لكن الأمور لم تتغير وتنتهي المباراة بخسارة ليبيا 2-1.

الكاميرون 2-0 الجزائر

تابع المنتخب الجزائري خساراته المتتالية وكان الدور هذه المرة مع الكاميرون حيث سقط أمامها 2-0. وبدا المنتخب الجزائري كما في المباريات السابقة مفتقدا للروح وللشكل الفني الواضح على أرض الملعب رغم وجود أسماء وازنة في تشكيلة المنتخب. بداية المباراة كانت بطيئة للغاية من المنتخبين مع الكثير من التمريرات العشوائية واللعب غير المنظم ما جعل اللعب محصورا في وسط الملعب لكن المنتخب الكاميروني استغل هفوة دفاعية جزائرية ليسجلوا هدف التقدم في منتصف الشوط الأول. ولم يقدم المنتخب الجزائري الأداء الهجومي المنتظر منه على الرغم من تحرك لاعبيه ومحاولتهم تشكيل خطورة عبر لعب منظم على مرمى الخصم لكن التركيز عاب لاعبي الجزائر مقابل تمركز جيد من الكاميرونيين لينتهي الشوط الأول 1-0 للكاميرون. في الشوط الثاني تحسن المنتخب الجزائري واندفع أكثر للأمام مع تشكيله لخطورة واضحة على مرمى الكاميرون لكن اللمسة الأخيرة أمام المرمى بقيت غائبة رغم الوصول إلى المرمى سواء عبر طرفي الملعب أو باللعب في العمق الدفاعي للكاميرون ومع تقدم الجزائريين أكثر للأمام مقابل انكفاء الكاميرون واعتمادها على الهجمات المرتدة السريعة، ظهرت المساحات ونجح الكاميرونيون في استغلال إحدى الكرات المرتدة وتسجيل هدف ثان قضى على آمال الجزائرين في العودة بنتيجة المباراة.

أحمد علاء الدين