يعد ​مونديال البرازيل 2014​ النكسة الحقيقية لكرة القدم في البرازيل، هذا البلد الذي يتنفس كرة القدم ويعيش من خيراتها . اكثر من مليوني لاعب يمارسون هذه اللعبة الجماعية الاولى في العالم، وقد ذهلوا جميعاً اضافة الى ملايين المتابعين برؤية خسارة مذلّة لفريق اعتاد على امتاع الجماهير خارج الديار لكنه فشل بشكل ذريع على ارضه وامام جمهوره . لقد كانت بالفعل كارثة الهزيمة التاريخية من المانيا في نصف النهائي 7 - 1 واخرى مذلة امام هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع 3 - 0 . هذا الذل اجبر الاتحاد البرازيلي على التحرك بسرعة واعاد دونغا الى رأس الجهاز الفني بدلا من المطرود المخضرم ​لويز سكولاري​. لكن دونغا لم يفلح بانتشال اللاعبين من الحضيض الذي قبعوا فيه، فأقيل وتمت الاستعانة باللاعب الدولي السابق تيتي لتولي المهمة ومحاولة اعادة البرازيل الى ما كانت عليه سابقا، خصوصا ان بارقة امل لاحت في الفلك بعد فوز فريق السامبا بالاولمبياد واحرازه الميدالية الذهبية الاولى في تاريخه بوجود نيمار وغابرييل خيسوس . الكاتب روبرت فيرير وعبر موقع "ياهو" الالكتروني، تحدث عن الانطباع الذي تركه تيتي مع منتخب السامبا وماذا قدم حتى الان في تقرير خاص هذا ترجمته .

قال فيرير: في اول 6 مباريات مع دونغا في التصفيات، كانت البرازيل بعيدة جدا في الترتيب وخسرت مرتين، واعطى وصول تيتي انطباعاً بالتخلص من فريق ووضع اخر مكانه، وايضا اللاعبون تغيروا فرأينا خيسوس جديداً، ونيمار متجدداً، وكوتينيو نجماً والكل يعمل لقميص المنتخب . 8 انتصارات متتالية في التصفيات جعلت تيتي يكسر رقم جواو سالدانيا.

وعن حقبة دونغا، قال الكاتب ان قائد منتخب السامبا السابق لم يدع صديقا له، فعادى الجميع حتى نجوم الفريق باتوا يتجاهلونه، فقد ظن انه بهذه الطريقة سيعيد البرازيل بعد اذلال 7 - 1 امام المانيا والخروج المدوي من كوبا اميركا، حتى الصحافة باتت عدوة فتركه الجميع وتم تعيين تيتي كقائد لسفينة السامبا ولم يخيب الامال .

من اهم المشاكل التي واجهها تيتي في مهمته كانت تعيين قائد المنتخب، فبعد استبعاد تياغو سيلفا اثر حادثة ضربات الجزاء في المونديال، تم تعيين نيمار كقائد للمنتخب لكن الاخير اعلن تخليه عن تلك المهمة مع انتهاء عقد دونغا والمصائب التي كانت تضرب السامبا . وعندما سئل تيتي من هو قائد المنخب البرازيلي اجاب : اللاعبون 11 هم قائد المنتخب البرازيلي، كل لاعب هو قائد وستتم المداورة بين اللاعبين، فكل لقاء سيكون هناك قائد للمنتخب البرازيلي يحمل الشارة ويجري القرعة مع الحكم، لكن الباقون كلهم قادة داخل الملعب . كما قام تيتي باستدعاء لاعبين من الدرجات الادنى من الاولى لاول مرة منذ 2011 لتعتبر سابقة ان يتم استدعاء لاعبين من ذلك المستوى .

تيتي كان همه الوحيد ايجاد اللاعب الرقم 9 الذي يمكنه ان يساعد نيمار ويتحمل المسؤولية مع نجم برشلونة السابق وباريس سان جيرمان الحالي . كانت الكرات تمر عبر نيمار مع المدرب السابق ولا احد سواه، ونال 5 بطاقات صفراء وواحدة حمراء في تلك الحقبة، لكن وجود غابيرييل خيسوس مهاجم مان سيتي الحالي حل هذه المشكلة وخفف الضغط عن الرقم 10 الذي ارتاح ايضا لوجود كوتينيو العائد لمستواه والذي يجاوره في الملعب ويتبادل معه المواقع والهجمات . ودعووونا لا ننسى اللاعب الذي ولد من جديد مع تيتي وهو باولينيو وقد برز في البرازيل وانضم الى توتنهام في اوروبا وفشل ورحل الى الصين ونسيه الجميع، لكنه عاد مع تيتي وسجل هاتريك في مرمى اوروغواي في مونتيفيديو وها هو اليوم يلعب في برشلونة من جديد.

وبعد توليه المهمة اي منذ قرابة 13 شهرا يعتبر تيتي المدرب الوحيد الذي ثبت على تشكيلته باستثناء اقحام كوتينيو مكان ويليان على الجناح الايمن، فيما باقي المراكز ثابتة والتعاون والانسجام كبيران الى درجة ان البعض وصل للقول ان البرازيل بصيغتها الحالية، ستعيد الهيبة لكرة السامبا وهي مستعدة لروسيا 2018 وللعودة بالكأس الذهبية الى ريو دي جانيرو .

ترجمة صحيفة" السبورت الالكترونية"