بعدما كان سقوط بايرن ميونيخ أمام باريس سان جيرمان بثلاثية نظيفة في دوري أبطال أوروبا هو العنوان الرئيسي، تحوّل المدرب المقال من تدريب الفريق البافاري الايطالي كارلو أنشيلوتي من صانع للحدث إلى الحدث نفسه، في خضم كل التطورات التي سبقت ورافقت عملية إبعاده عن البايرن وهو أمر لم يكن عادياً على الإطلاق بكل تفاصيله.

ولم يكن قرار طرد الإيطالي عادياً لا بل ان البعض اعتبره مهيناً لمدرب تزخر مسيرته بالإنجازات المحلية والأوروبية والعالمية، كما انه حمل العديد من الرسائل لمن يعنيهم الأمر وخاصة لمن سيكون "خير خلف لأسوأ سلف"، على الأقل كما يتم وصفة داخل جدران أليانز أرينا.

ومما لا شك فيه ان نهاية حقبة أنشيلوتي في بايرن ميونيخ ربما تكون مشابهة بعض الشيء لما تعرض له في ريال مدريد وإن كانت الظروف الفنية هي السبب الرئيسي في ابعاده عن سانتياغو برنابيو، بينما الوضع مختلف جداً في البايرن حيث الخلافات والمشاكل داخل غرفة الملابس والتي فتحت الباب أمام خطوة لا نشاهدها كثيراً في نادٍ مثل بايرن ميونيخ.

لكن الظروف التي أدت لإقالة أنشيلوتي قد تكون مشابهة نوعاً ما لما حدث لمواطنه كلاوديو رانييري بعد عام على قيادته ليستر سيتي لإنجاز تاريخي تمثل بفوزه بلقب الدوري الإنكليزي، قبل أن يجد نفسه ضحية لتصفية الحسابات مع نجوم الفريق.

إلا أن أنشيلوتي الذي لا يملك "غباراً" على سجله التدريبي أو فكره الكروي تجرأ على المسّ بالخطوط الحمراء داخل الفريق وفتح معارك من هنا وهناك مع اللاعبين وبعض أعضاء مجلس الادارة لدرجة دفعت رئيس النادي أولي هونيس للقول" "تعلمت مقولة في حياتي إن العدو عندما يتواجد في سريرك فإنه الأكثر خطورة، وهذا ما دفعنا لاتخاذ هذا القرار".

وهل ظن المدرب الايطالي ان تهديد روبرت ليفاندوفسكي بالإبعاد ووضع توماس مولر في غير مركزه و"ركن" فرانك ريبيري واريين روبن على دكة البدلاء في مباراة هامة مثل مواجهة باريس سان جيرمان، سيمر مرور الكرام أمام مجلس الادارة وبالتحديد كارل هاينس رومينيغه الذي بدا وكأنه يحصي أخطاء أنشيلوتي قبل اتخاذ هذا القرار.

من الواضح ان المشكلة داخل بايرن ميونيخ لم تكن فنية على الإطلاق لأن خسارة مباراتين لا يمكن ان يكون سبباً لإقالة مدرب بحجم أنشيلوتي، لكن الخلافات التي عصفت بينه وبين اللاعبين دفعت مسؤولي الفريق البافاري لاتخاذ تلك الخطوة قبل ان يستفحل الأمر ويعم الحريق كل أركان البيت الألماني.

ولعل ما حدث في بايرن ميونيخ ربما كان لافتاً في توقيته وأسبابه، وهي من المرات النادرة التي نشاهد فيها ادارة ناد تتكاتف مع مجموعة من "اللاعبين المتمردين" بوجه مدرب وإن كان وجود شخص غير ألماني على دكة البدلاء قد شكل عاملاً إضافياً لطرد أنشيلوتي خاصة عندما نقرأ الكثير من التعليقات التي تقول انه حان الوقت لعودة المدرب الألماني إلى النادي الأعرق في ألمانيا.