تأهل القوة الجوية العراقي إلى الدور النهائي من ​كأس الإتحاد الأسيوي لكرة القدم​ عقب تفوقه على الوحدة السوري 1-0 إيابا في المباراة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة بعدما كان خسر ذهابا 2-1 في مدينة صيدا اللبنانية ليستفيد من تسجيله هدفا خارج الديار في مواجهة الذهاب.

وكان التأهل دراماتيكيا إذ سجل الفريق العراقي هدفه الوحيد إيابا في الدقيقة 94 عندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة ليحرم الوحدة السوري من تأهل تاريخي في آخر اللحظات.

قدم الفريق السوري مباراة جيدة في الذهاب حيث دخلها بشكل جيد وضغط على مرمى القوة الجوية وسجل هدف التقدم بشكل مبكر ما أراحه نفسيا ليصبح الضغط النفسي على لاعبي القوة الجوية الذين بدت عليهم العصبية والعشوائية في اللعب إضافة لغياب الإنسجام في الملعب والتخبط التكتيكي ليستغل الوحدة هذا الأمر ويسجل هدفا ثانيا.

نتيجة كانت إيجابية للغاية لكن الفريق ارتكب هفوة دفاعية قبل نهاية المباراة نجح من خلالها القوة الجوية بتسجيل هدف تقليص الفارق، هدف كان غاليا فيما بعد إذ كان أحد الأسباب في خروج الفريق السوري.

في مباراة الإياب، لم يبدأ القوة الجوية المباراة كما يجب واستمر اللعب تحت الضغط النفسي مع غياب الفكر الهجومي الواضح إذ بدا الفريق تائها في الشوط الأول وهو كاد أن يدفع الثمن غاليا لولا براعة حارسه فهد طالب الذي أبقى على آمال فريقه بصده لركلة جزاء في الشوط الأول.

في الشوط الثاني، نجح مدرب القوة الجوية حسام السيد بقراءة فنية مميزة في إجراء تغييرات نشّطت خط الوسط وأعطت حيوية أكثر للعمل الهجومي الذي أصبح أكثر سرعة مع سيطرة على الكرة وإجبار الوحدة على التراجع للخلف، الوحدة سعى للحفاظ على نتيجة التعادل السلبي الذي كانت كافية له من أجل التأهل غير أنه بالغ في الدفاع كما بالغ في عملية إهدار الوقت ما أعطى القوة الجوية دائما الفرصة من أجل استعادة النشاط والهجوم بشكل مكثف إلى أن نال مراده في الدقيقة 94 عندما سجل هدف التأهل القاتل.

في المحصلة، كان تأهل القوة الجوية نتيجة إصراره على التأهل والمغامرة الهجومية في الشوط الثاني من مباراة الإياب كما أنه أظهر أمرا هاما وهو شخصية البطل، فالفريق البطل يستطيع الفوز حتى وإن لم يقدم أداءا جيدا أو يخرج بأقل الأضرار وإن لم يكن في يومه وهذا ما حصل بمباراة الذهاب حيث سجل هدفا غاليا رغم أنه لم يقدم الكثير في المباراة.

أما من جهة الوحدة السوري، فهو دفع ثمن قلة خبرته وعدم تركيزه في أكثر من لحظة حاسمة إضافة لإضاعته ركلة الجزاء إيابا والتي كانت نقطة تحول قلبت موازين المواجهة لصالح القوة الجوية والذي حسم الأمور في نهاية المطاف دون نسيان الإستراتيجية الخاطئة التي اعتمدها الفريق في الشوط الثاني من مباراة الإياب إذ لم يفعل الهجمة المرتدة والتي كانت ممكنة في ظل تقدم القوة الجوية وتركه مساحات كبيرة في الخلف لكن الفريق افتقد للشجاعة والمبادرة الهجومية ليدفع في النهاية الثمن وهو الخروج من الباب الضيق.

في النهائي، سينتظر الوحدة الجوية الفائز من مباراة نهائي شرق آسيا وهو لديه كافة المقومات الفنية والتكتيكية من أجل إحراز اللقب وإبقاء اللقب عربيا للسنة الثانية على التوالي فالفريق يضم مجموعة جيدة من اللاعبين مع لياقة بدنية عالية ومدرب يجيد قراءة المباريات والتعامل معها خاصة في الشوط الثاني ما سيجعله من دون شك المرشح الأبرز في النهائي لحصد اللقب.

أحمد علاء الدين